بقلم غالب قنديل

الحصار ومبادرات التضامن الشعبي

غالب قنديل

يتمسك الغرب الاستعماري وعملاؤه بحصارهم لسورية وبإدامة العقوبات الخانقة التي يفرضونها على الجمهورية العربية ويصح اعتبار جائحة كورونا فرصة لتصعيد الدعوات إلى فك الحصار في ظرف انساني حرج يعصف بسائر دول العالم وهو لا يعني استعطافا لأحد من الحكومات التي لطخت يديها بدماء السوريين خلال السنوات الماضية من خلال اشتراكها في العدوان الإجرامي على بلد سيد متمسك باستقلاله وبهويته التحررية ولم يسبق له ان اعتدى او افترى على قريب اوبعيد.

 

أولا سورية الدولة العزيزة الحرة لم يسبق لها ان تاخرت عن اغاثة أشقائها والوقوف إلى جانبهم بأقصى ما تستطيع في جميع الظروف وهذا ما يعرفه ويعترف به اكثر من بلد عربي وجد في سورية ولدى شعبها ودولتها الوطنية الحضن الدافيء ومصدر العون والمساعدة في لحظة الحاجة والشدة.

 حين نهيب بأي جهة عربية المساهمة بكسر الحصار عن سورية فلأن ذلك يعني انحيازها الأخلاقي والسياسي إلى العروبة والاستقلال ورفض العدوان الاستعماري الصهيوني الذي يستهدف سورية التي تعتمد على نفسها وطاقات شعبها وهي موئل ثروات وقدرات تجيد دولتها الوطنية استخدامها في تعزيز صمودها العظيم بكل تصميم ووضوح.

ثانيا اعترف خصوم سورية في الغرب الاستعماري بتميز نظامها الصحي الذي احتفظ بقوته وتماسكه وبانتظام عمله في تقديم الرعاية الصحية لجميع السوريين رغم ما طاله من استهداف اجرامي وتخريبي على امتداد سنوات الحرب العدوانية.

 إن الدعوة إلى رفع الحصار عن سورية في هذا التوقيت وفي ظل الظروف الناشئة عن جائحة كورونا ليست ناتجة عن استشعار ضعف في قدرات سورية الطبية والعلمية والإدارية في منع انتقال الوباء او تفشيه اومراقبته بل هي بمثابة فرصة يمنحها الحدث لمن تآمروا على سورية من أشقائها لمراجعة حساباتهم الخاطئة والفاشلة والعودة إلى سورية التي تهب قوة مضافة لكل من يشاركها ويتفاعل معها.

ثالثا لدى سورية حلفاء وشركاء مستعدون لبذل الكثير في تلبية احتياجاتها ودعم صمودها كما برهنت التجارب وبالتالي لاتنطلق الدعوة للتضامن مع سورية من الشك في القدرات السورية وجدارتها بحماية السوريين فعدا عن قدرات الدولة الوطنية السورية الموثوقة يتقدم حلفاء سورية صفوف الجبهات العالمية في التصدي لكورونا ويقدمون المساعدات الطبية للعديد من الدول في العالم.

وبالتأكيد إن لدى روسيا والصين وكوبا كثيرا من القدرات والامكانات والخبرات التي اذا ما طلبتها سورية ستجدها في تصرفها فورا ومن دون منة أو مقابل وهذه الدول الحليفة لم تتردد في الدعوة لإنهاء الحصار الاستعماري الغربي  ورفع العقوبات المفروضة على سورية واليمن وإيران وغيرها من دول العالم الحرة بينما تسهم دول عربية بالأمر الأميركي في تشديد قبضة الحصار الإجرامي ولا تتردد في المزيد من تدابيرها العدائية الظالمة.

رابعا نداؤنا اليوم إلى النقابات العمالية والمهنية العربية ولجميع الأحزاب والقوى الحية من المحيط إلى الخليج لا تنتظروا صحوة ضمائر الحكومات التي تنتظر الإذن الأميركي بمخاطبة الأشقاء في دمشق ودعم صمودهم ولتتفتح ألف وردة بمبادرات شعبية لفك الحصار عن سورية ولدعم صمودها عنوة عن الأميركي المتغطرس وللتضامن مع اهلنا الصامدين في اليمن وغزة والضفة وليبيا ضد الحلف الاستعماري الصهيوني الرجعي الذي يمنع عنهم المواد الطبية والغذائية لكسر إرادتهم التحررية المقاومة.

فلتكن مبادرات متعددة وبأبسط المساهمات الممكنة المعنوية الرمزية والمادية لاعتراض طوق الحصار ورفض الخضوع له وبالتصميم على دعم أشقاء يقاتلون ببسالة دفاعا عن حريتهم وعن مصيرهم ومصير كل العرب بدون استثناء .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى