بقلم غالب قنديل

جدل الأسماء وتغييب المشاريع هدر للوقت 

 

غالب قنديل  

يدور الجدل في دوامة الأسماء بحثا عن فرص الترجيح الممكن للرئيس العتيد، في ظلّ غياب ثقيل وضاغط لأيّ كلام مفيد عن المشاريع والبرامج والخيارات السياسية والمبدئية، التي ترجّح خيارا انتخابيا، تقود من خلاله البلد الى شاطئ الخلاص والأمان.

البلد يحتاج رئيسا قادرا على تجسيد الالتزام العملي بموجبات الدفاع الوطني وحماية السيادة الوطنية، معتنقا ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة، التي تسيّج لبنان وتحميه وتصون سيادته واستقلاله، وبالتالي يحوز القابلية والقدرة على مدّ جسور الحوار والتواصل بين اللبنانيين في الوطن والمهاجر، في سبيل امتلاك الطاقة والقدرات الدافعة للنهوض بلبنان من هوة الانهيار الى ضفاف التعافي والانتعاش.

الرئيس العتيد يجب أن يجسّد هذه الحقيقة الحاكمة والناظمة في الحياة الوطنية. وسواء كان عسكريا أم سياسيا، ينبغي تدقيق الخيارات بمنظور التاريخ والمصداقية والمواصفات. ومن هنا تنطلق الترجيحات في بلورة الخيار وتفضيل الترشيحات، والواضح لمن يتابع ويدقّق أن الوزير سليمان فرنجية يتقدّم قائمة المفاضلات والمقارنات السياسية والأخلاقية والمبدئية شخصيا وسياسيا، ولا تجوز المقارنة بأيٍّ من الأسماء المتداولة والمطروحة، التي لا تحوز تاريخا مشابها من المصداقية والتجربة والخبرة.

ما ندعو اليه الفريق الوطني، هو المسارعة لتكوين مجموعات عمل متعدّدة الاختصاصات، تضمّ خبراء مؤهلين لإعطاء المشورة المناسبة في مختلف القضايا والعناوين، ولبلورة أوراق وبرامج تنفيذية، ترسم مخطّط العهد المقبل لترميم الاقتصاد والمؤسسات وانتشال البلد من حال الانهيار والتردّي الخطير، للنهوض من جديد، اعتمادا على الطاقات الوطنية داخل البلد، وفي المغتربات حيث خزان إمكانات هائلة، لم يسبق أن استدعاه اللبنانيون ولم يُستجابوا. وينبغي التفكير والبحث جديا في كيفية تحفيز المغتربين على المشاركة في استثمارات مجدية، ينبغي أن توضع الدراسات بشأنها في عهدة مؤسسة عامة، تملك مرونة التواصل والتفاعل مع الانتشار اللبناني في العالم، وتقديم المشورة والمساعدة اللازمة.

المطلوب رئيس ينعش الأمل بمستقبل البلد، ويترجم ذلك بفريق مختار من المعاونين الأكفّاء والمشاركين مباشرة في ورش النهوض الوطني الشامل. وبهذا يتحول الترشيح الى فرصة لتظهير صورة العهد العتيد، وبدء إطلاق العمل الجاد لتخطّي الكارثة الحاصلة، وترميم ما خرّبه الزلزال الاقتصادي والمالي. ويقينا، إن الرئيس فرنجية سيكون القائد المناسب لهذه المسيرة الوطنية، بما لديه من رصيد وقدرة على الاستقطاب والحشد لصالح لبنان الوطن والشعب.

إن هدر الوقت في جدالات عقيمة وغير مجدية، سيكون على حساب البلد ولحساب الكارثة المتمادية، التي تزحف وتجتاح كل الثنايا والزوايا. والمطلوب هو البتّ السريع في الخيار الرئاسي، ومباشرة العمل بقيادة الرئيس وفريق أركانه في سبيل الإنقاذ دون إبطاء أو تماهل، فللزمن كلفة كبيرة من حياة الناس وشروط عيشهم وفرص خلاصهم.

انتخاب الرئيس العتيد يجب أن يكون منطلقا لورش عمل وطني متعدّدة المجالات والاختصاصات، يشترك فيها كل الحريصين المجربين في الالتزام والموقف والانتماء، للعمل الفوري على بلورة وصياغة أوراق العمل والأولويات التنفيذية في أجندة العهد الجديد، وليتولى هذا الفريق مواكبة العهد في انطلاقته دون أي صلاحيات تنفيذية، قد تهدّده بالتبقرط والعزلة عن الناس وصولا الى انحرافات مجرّبة.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى