بقلم غالب قنديل

فتيان فلسطين وحقيقة الكيان الغاصب  

 

غالب قنديل

 

يثبت العقل السياسي العربي مزيدا من القصور والعجز والمحدودية، وتتأكد المظاهر والتعبيرات العاجزة في طريقة التعامل مع الأحداث. ومنذ عقود يدوخ المتابع العربي والفلسطيني في ملاحقة منحدرات حلزونية لعقل الهزيمة والانكسار الاستسلامي مقابل صعود التطرّف الصهيوني.

 

ترتفع منسوبات التطرّف والكراهية عند الصهاينة، الذين ليس فيهم اعتدال وتطرّف خارج قاعدة الاحتلال الاستيطاني الغاصب لفلسطين، حيث يتصرّف الكيان بكلّيته، بيساره ويمينه، كقوة استعمار إحلالية، تتأكد طبيعتها الغاصبة والعدوانية المنافية لأبسط الأصول والقواعد الإنسانية المتعارف عليها.

 

لا لزوم للتمحيص والتدقيق في البرامج والخطب، التي تزداد تطرفا وعنصرية، وتقلّص مساحات الاعتدال الموهوم في الحركة السياسية الصهيونية الناحية صوب المزيد من التشدّد والعدوانية، كما تؤكد الوقائع منذ عهد حزب العمل الصهيوني، الذي كان مؤسسا للكيان.

 

بات الحزب المؤسّس مؤخرا أقلية ضئيلة هامشية، في ظلّ اصطفاء يمركز التمثيل السياسي الصهيوني في تشكيلات ومنظمات تتنافس على إشهار التطرّف العدواني وتبنّي البرامج والخطب التوسّعية المتطرّفة، التي تتأصّل وتتجذّر بعد كلّ نبت جديد لفروع ومنوعات الحركة الصهيونية وكيانها الغاصب في فلسطين. ومن مهازل الزمن أن يُعتبر الليكود معتدلا، وهو بؤرة قتلة ومجرمي حرب، أمام التشكيلات الصهيونية الطالعة بأشدّ تعبيرات التطرّف العدواني توحّشا وبربرية.

 

لا منطق للمفاضلة بين الصهاينة بيسارهم ويمينهم. ولكنّ ملاحظة تصاعد التوحّش العدواني، وضراوة الاغتصاب المفتوح على أبشع المصنفات، واجبة ومستحقّة في محاصرة البلاهة العربية والفلسطينية، التي أظهرتها قيادات أبرمت صفقات موهومة مع الكيان، لم تحصد سوى المزيد من الخيبات والويلات.

 

وحدهم فتيان وفتيات فلسطين الأشاوس اختاروا الطريق الأصوب الى مقاومة جديدة مقاتلة، تستطيع قلب الطاولة وإذاقة الصهاينة طعم الخيبة والهزيمة. وما انطلق في أنحاء جنين والضفة سوف ينتشر بالعدوى الطبيعية، ويتحوّل الى تيار جديد جارف، يغير قواعد الصراع، ويفرض على الكيان حالة من التصدّع الداخلي والعجز أمام المقاومة الجديدة، التي استدرجت الى بؤر الضفة أكثر من نصف القوة العسكرية الصهيونية المدججة والمحترفة، حسب الاعترافات الصهيونية، التي أثارت رعبا شاملا في الكيان.

 

نتمنى على الفصائل المهاجرة ألا تكتفي بالمعاينة والمساندة المبدئية، علما أننا نعتبر من واجب سائر القوى الوطنية في البلاد العربية التضامن والمساندة المبدئية والعملية، التي من شانها أن تعزّز الحالة المعنوية، وتشيع مشاعر التضامن والتماسك، وإن تطوّعت وتبرّعت بأسباب الدعم المادي، فهو فعل محمود في أزمنة شحّ، وقلّة تعطي للتبرّع، مهما كان مقداره، قيمة ووزنا.

 

فتيان فلسطين يبشّرون سائر الأجيال العربية الشابة بمخاض مقبل، وبربيع يختمر لن يلبث إلا وينشر رحيقه القومي في أرجاء الوطن العربي. ومن ينسى أو يحذف من الذاكرة العربية الحية ما فعلت الثورة الفلسطينية؟.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى