بقلم غالب قنديل

فرنجية رئيسا مهما طال الشغور  

غالب قنديل

يتّضح لمن يدقّق ويمحّص في ثنايا المشهد السياسي أن الوزير سليمان فرنجية هو الشخصية المهيّأة لتبوّء مقام الرئاسة الأولى، بفعل ما يحظى به من تأييد ومساندة بين القوى السياسية والكتل النيابية، بدءا من حزب الله وكتلة الوفاء، وكتلة التنمية والتحرير، وعدد لا يستهان به من النواب المنضوين في عدد من الكتل، والموزَّعين على العديد من الدوائر والمواقع.

يشغل مؤيدو ترشيح فرنجية مروحة سياسية واسعة، بما في ذلك بعض مَن هم في مواقع مخالفة أو مفارقة سياسيا، من خارج التخندق مع حلف المقاومة، ومن خارج حلقات الانحياز المعلن لخيارات ذلك الحلف. ورغم وضوح فرنجية وانحيازه وهويته المعلنة جهارا، فهو استطاع نسج علاقات، وحيازة تأييد عابر للتخندق السياسي والنيابي.

 

العقدة الرئيسية التي يرتطم بها الطموح الى انتخاب الوزير سليمان فرنجية، ما تزال ممانعة فعلية والتفافية يبديها رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، الذي تراجع عن المجاهرة بطموحه الشخصي الى خطّ الدعوة للتفاهم على مرشح توافقي، وهو يوجّه دعوته ضمنا الى حزب الله وأمينه العام، الذي نعتقد أنه صاحب الرصيد والمَونة، التي قد تُفلِح في كسب تأييد التيار الوطني الحر لترشيح فرنجية.

 

المطلوب والممكن، هو تحقيق تفاهم ثنائي بين فرنجية وباسيل، يقود الى حسم الملف الرئاسي، بعدما بات رئيس التيار في منتصف الطريق، من خلال اقتراحه التفاهم على مرشح توافقي بينه وبين فرنجية. وفي يقيننا أن السيد نصر الله وحده يملك الهيبة والمَونة لعقد مثل ذلك التفاهم بين الحليفين، وتدشين مرحلة التحضير لانتخاب فرنجية، والتخطيط المشترك لصورة العهد الجديد، بالشراكة مع سائر القوى الحيّة والحليفة.

 

إن انتخاب فرنجية رئيسا، سيكون فرصة لبنانية داخلية، توسِّع من دوائر الوفاق الداخلي في ما بين الكتل والقوى الداعمة لمسيرة العهد الجديد، ضمن أطر تتّسع لمروحة من القوى والأطراف السياسية المحلية، وعابرة للتخندق الموروث عن المرحلة الماضية.

 

بفعل كل ذلك، سوف تتوافر فرصة جدية لانطلاقة قوية وشراكة واسعة، يحتاج اليها العهد الجديد في التحرّك لحلّ المعضلات والمشاكل الشائكة المتراكمة اقتصاديا وماليا واجتماعيا وسياسيا، بحيث يحمل الانتخاب الرئاسي بوادر انفراجات، وبشائر حلحلة شاملة في المشاكل والعقد المتراكمة، التي يعاني منها البلد، ويشكو الناس من أثرها المؤلم على شروط العيش اليومي.

 

غن هذه الرؤية والقراءة مبنية على المعطيات السياسية الموضوعية، وليس على رغبة ذاتية ومساندة سياسية للوزير فرنجية ولمعركة انتخابه، التي لا نخفي أننا من أنصارها، من موقع الخبرة والمعرفة السياسية والشخصية، والصداقة لأحد رموز وفرسان الخطّ الوطني المقاوم الوزير فرنجية، الذي نجد فيه ولديه كلّ الجدارة، لقيادة البلد في طريق الخلاص والنهوض، على حدّ المناعة الوطنية الصارمة والعروبة والعلاقة التحالفية الحميمة مع الشقيقة سورية وارتقائها الى شراكة شاملة ومنتجة قابلة للتطوّر والنمو.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى