بقلم غالب قنديل

النفط والغاز وتخطي حالة الذهول

غالب قنديل

أما وقد بات الملف النفطي والغازي على السكّة مع إقرار الترسيم والتلزيم، فيتوجب النزول عن شجرة أحلام اليقظة للتعامل مع الأزمات الواقعية المزدحمة والمتلاطمة، التي تستسقي الحلول والمخارج وتنتظر مبادرات لانتشال البلاد والعباد من الدوامة.

حال البلاد المأزومة لا يمكن رهنها على الوعد المعلّق والمنتظر بدفق الغاز والنفط وعائداته الموعودة، التي ربطت زمنيا وواقعيا بآجال قد لا تقلّ عن أعوام مقبلة، يصعب اختصارها زمنيا وعمليا لمباشرة القطاف المالي الفعلي الواعد من كنوز البحر المكتشفة والمعتلمة.

 

مع تقديرنا لاقتراحات واجتهادات الخبراء الماليين حول مصنّفات ومشاريع ربط العائدات المقدّرة من المستخرجات النفطية والغازية، الموعودة بجعب التسنيد وحقائب التسييل المالي العاجل وأكلافها المرتقبة على البلد والخزينة العامة، بما تستبطن من عمولات للوسطاء وفوائد مستحقّة مقدّما عند الدفع.

 

أصابت ضربة الحظ بصدفة السبق الصهيوني الكاشف، الذي حرّك الانتباه واستدعى اليقظة الشاملة في ظلّ المقاومة الصاحية والمشرعة تأهّبا ونفيرا موصولا بكلّ أدوات الرصد والمتابعة على امتداد فلسطين المحتلة لمعاينة الشاردة والواردة قرب الحدود.

 

لولا ذلك الرصد المتواصل لما علمنا ولا عرفنا شيئا عمّا يقوم به العدو في البر والبحر تنقيبا عن النفط والغاز، وبالتالي لتاهت من لبنان الفرصة والصدفة السعيدة في دوامة الهمالة واللامبالاة العامة والشاملة، التي كسرتها المقاومة بعيون صاحية وبتوثّب دائم يرصد ويتابع ويتقصّى الشاردة والواردة على مقلب العدو عند الحدود وداخل فلسطين المحتلة.

 

أقامت المقاومة أدوات وشبكات معقّدة للرصد والمتابعة الوثيقة، بحيث باتت لا تفوتها شاردة أو واردة من تحركات العدو، التي ترقبها وتلاحقها عيون وعقول، تستزيد من كلّ جديد تقني متطور في ملاحقة لصيقة، ترقب وتترصّد كلّ حراك صهيوني ليل نهار دون انقطاع، فتتابع وتحصي الأنفاس وبأدق التفاصيل لتعتلم كل ما يجري من تحركات وخطوات، فتدقق في الأهداف والخلفيات، لتبني خطتها على المعرفة والمعاينة.

 

المقاومة كشفت ولاحقت تنقيب العدو عن النفط والغاز، وخرقت بلادة العقل اللبناني الغاشي، ففتحت مسار السعي الى بوابة إسعاف ونهوض واعد منتج اقتصاديا، يدشّن عهودا جديدة وواعدة نأمل ان يتخطّى اللبنانيون في التعامل معها حالة أحلام اليقظة الى الشروع العملي بتحضير العدة اللازمة لدخول الحقبة الجديدة الواعدة.

 

لدينا من الكفاءات والخبرات في الوطن والمهاجر حشد عظيم من المهندسين وخبراء التنقيب والتسويق، الذين ينبغي استنفارهم والتواصل معهم واستفتاؤهم بشأن الصندوق السيادي، وكيفية استثمار كنز وطني مكنون مرصود للأجيال القادمة من شعبنا الأبي. وينبغي بكلّ صراحة أن تكون المقاومة، هي المرجعية الأولى في تمحيص الخيارات والتسميات.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى