بقلم غالب قنديل

فرنجية وباسيل والمقاومة: التفاهم الممكن 

 

غالب قنديل  

لا يحتمل البلد في ظروف الانهيار الاقتصادي والمالي فراغا مديدا على مستوى السلطة التنفيذية بدءا بالرئاسة الأولى، ولا يجوز ترك شبح الفراغ الرئاسي يلوح ويتمادى في مناخ من الصخب السياسي والخشية على مستقبل البلد في ظلّ التأزّم الاقتصادي والمعيشي الضاغط المصاحب للاستحقاق.

حساسية الظرف مضاعفة، لأننا في عصف كارثة مالية واقتصادية خطيرة، مما سيجعل أزمة شغور السلطة الدستورية والسياسية التنفيذية أشدّ خطورة وأعلى كلفة، خصوصا عندما ينطلق الشغور بدءا من مقام الرئاسة، لتصبح المشكلة أدهى والعقدة أشدّ وطأة. فالفراغ شبح داهم ونذير أزمة دستورية، تفاقم سائر المشكلات الضاغطة.

إن الظرف القاهر يحتّم على حلف المقاومة الوطني إنجاز مهمتين عاجلتين دون إبطاء، وهما متلازمتان حكما، فمن جهة ينبغي التوصّل الى تشكيل حكومة مكتملة دستوريا، تفوز بثقة المجلس في الفترة الزمنية القصيرة الباقية من العهد المنقضي، لتكون مهيأة لشغل الفراغ الدستوري، إن وقع الشغور، والإعداد للانتخاب الرئاسي العتيد، من جهة موازية ومحورية.

من أجل معالجة عاجلة، نقترح على قيادة حزب الله إدارة حوار مكثّف بجدول أعمال محدّد حول أولويات العهد الرئاسي المقبل بين حليفيها جبران باسيل وسليمان فرنجية، ليصار الى صياغة تفاهم رئاسي عاجل، يجري بموجبه التحرّك لإنجاز الانتخاب الرئاسي بالتفاهم مع الرئيس نبيه بري، الذي سيبارك ويزكّي مثل هذا التفاهم السياسي، ليظهّر النتائج بانتخاب فرنجية رئيسا في جلسة قريبة.

ونأمل تضافر كافة الجهود بتفاهم أوسع طيف من القوى الوطنية الحية على برنامج عمل العهد الرئاسي العتيد اقتصاديا وسياسيا واصلاحيا مما يمثل خطوة مستحقة يفترض ان تكرس لأجلها الجهود والاتصالات راهنا اضافة لدعم الجهد الحكومي في محاولة احتواء الأزمة الضاغطة وتفاعلاتها ونتائجها الاقتصادية والمالية والاجتماعية والكف عن التيه في انتظارية قاتلة للوقت والفرص وفي احلام اليقظة عن الغاز والنفط بينما تتبدد وتتآكل كنوز كامنة وظاهرة بين أيدينا وتحت انظارنا.

نقترح على قيادة المقاومة الدعوة الى خلوة للتشاور بجدول أعمال يقتضي إنجازه والاتفاق على خطة تنفيذية عاجلة، بحيث يكون الانتخاب الرئاسي حال إنجازه منطلقا لورش عمل وطنية شاملة، يشترك الحلف الوطني في تحقيقها لنقل البلد نحو وضع جديد، يتخطّى حالة الانهيار والتأزّم الى الانتعاش والتعافي ومباشرة النهوض الاقتصادي.

بالنفط والغاز ومن دونه، يمكن للبنان أن يتعافى وينهض بالعزيمة والإرادة وبالتضامن الوطني، وهو يمتلك الكثير من الثروات والإمكانات، التي تؤهّله لذلك، بشرط توافر الإرادة الوطنية الحكيمة والحازمة المؤهلة لقيادة المسار الجديد، الذي يمكن الولوج اليه من بوابات الانتقال الى مراجعة هيكلية ونقدية لمسار عقود من الريعية والورم الاستهلاكي الخادع والانتفاخات الكاذبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى