بقلم غالب قنديل

لذكرى استشهاد غيفارا وسيرته ومثاله 

 

غالب قنديل

 

تحلّ ذكرى استشهاد المناضل الثوري والقائد الأممي تشي غيفارا، لتعيد إحياء فكرة التضامن بين الشعوب ووحدة المصير الإنساني، ضمن نطاق قومي وقاريّ وأممي واحد للصراع ضدّ الهيمنة والاستغلال والنهب والاضطهاد.

 

القائد الثوري أرنستو تشي غيفارا وزير الصحة الكوبي بعد الانتصار خلع الألقاب والمناصب والتشريفات، واتجه الى بوليفيا، حيث شرع يحضّر لثورة جديدة، وهو لم يخف تصميمه على الفعل الثوري العابر للحدود في بلدان أميركا اللاتينية، بل كان يبحث عن القوى والمنظمات الثورية المهيأة لقيادة تجربة جديدة من النضال الثوري بعد انتصار الثورة الكوبية.

 

استشهد غيفارا غدرا وغيلة، وقاتل حتى النفس الأخير، لكن وصاياه نهضت في شبه القارة اللاتينية بعد عقود، حيث تقوم دول وحكومات حليفة لكوبا الاشتراكية، التي واظبت على تقدمّها وتطورها العلمي والاقتصادي والتقني، رغم الحصار القاسي، وتحوّلت الى حاضرة ومنارة، لم تتأثر أو تتراجع بعد الاضطرابات والتحولات الصاخبة، التي عصفت بالمعسكر الاشتراكي.

 

كوبا غيفارا وكاسترو ما تزال وفيّة للعهود صامدة صلبة وماضية في طريق التقدّم والتطور، وهي شقّت طريقها بكلّ جدارة واقتدار، وأصّلت مزاياها، وضاعفت إمكاناتها، ونشأت لكوبا شقيقات من قلاع تحرّرية ثورية تقدمية، لم تكن في نصوص وخطب غيفارا، لكنها استلهمت تجربته، وتعلّمت منه الكثير، واعتمدته رمزا تاريخيا لنهج تحرّري قاريّ مناهض للهيمنة الاستعمارية والنهب اللصوصي.

 

ننحني احتراما وإجلالا في ذكرى استشهاد قائد ثوري أممي صار رمزا للشباب المتمرّد في العالم كلّه، بما في ذلك الولايات المتحدة، التي حاربته واغتالته، وغزت صوره ساحاتها وجامعاتها على صدور الشباب المتمردين الرافضين للواقع المستلب وللنمطية الاستهلاكية الطاغية والمستبدة…

 

غيفارا الرمز الأمميّ والقائد الثوريّ العظيم مدرسة ينهل منها المناضلون دروسا على دروب التحرّر من الاستعمار، ويتعلّمون الكثير من معاني الترفّع والزهد وأخلاقيات الثوار الجاهزين لتقديم الأرواح والأعمار في سبيل الدفاع عن الفقراء والمضطهدين، في عالم بذل غيفارا حياته ودمه حتى لا ينيخ العالم بكلكله على صدور الفقراء والمعذبين، كما قال..

 

كم نحتاج في منطقتنا الى تعميم هذا المثال الثوري، وتخليد ما أنتجت تجارب منطقتنا من رموز ثوريّة متمرّدة وقادة نابغين، كانوا في الميادين والساحات أعلاما ومنارات. وفي بلدنا لبنان نستذكر قادة ورموز المقاومة وأبطالها الخالدين، وعلى رأسهم الفريق الشهيد قاسم سليماني غيفارا الشرق، والقائد الشهيد عماد مغنية، اللذين أذلّا الصهاينة والاستعمار الغربي وعصابات العمالة والإرهاب في معارك مشهودة على مدى المشرق في لبنان وفلسطين وسورية والعراق.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى