بقلم غالب قنديل

الارتباك الصهيوني في زمن الردع المقاوم 

 

غالب قنديل

 

تسيطر الحيرة والارتباك على الدوائر الصهيونية القيادية في مقاربة ملف الترسيم البحري تحت سيوف الردع المشهرة، التي يتوجّس الصهاينة من سطوتها ومفاجأتها المضمرة مع الرسائل الظاهرة والكامنة، التي وجّهتها المقاومة، وآخرها تحليق مسيرات غير مسلحة فوق حقل كاريش.

الارتباك الصهيوني الظاهر يتبدّى في مستويات وتعبيرات متعدّدة، تتجاوز نطاق المنافسات الانتخابية ومزاداتها المألوفة والمعتادة، فالظرف حرج للغاية والسباق السياسي الى كسب سبق الإنجاز الغازي يرتبط مباشرة بمنهج إدارة الصراع مع لبنان.

 

بلد المقاومة وقدرتها الرادعة رابضة في هواجس الدولة العبرية وكوابيسها منذ أعوام، وهي حالة تتعمّق وتتوسّع في الأرض والبحر والجو وفي شتى الميادين، حيث أبدع المقاومون أدوات ردع واقتدار، يُحسب لمداها وتأثيرها ألف حساب من الصواريخ الدقيقة الى المسيرات، وما خفي أعظم.

 

قد يؤجّل التخبّط السياسي الصهيوني بلوغ الخاتمة المرجوة، لكن، لا مجال للتهرّب من استحقاق الترسيم البحري. ولذلك، فالإنجاز قادم، والحصيلة سوف تكون لمصلحة لبنان، الذي يُفضَّل أن يتحرّك عاجلا لمسح كامل شواطئه، والبحث في إمكانية المسح الجيولوجي المستعجل لكامل الأراضي والمياه الإقليمية واستكشاف بواطنها، التي تتوافر مؤشرات كثيرة على أمكانية استثمار ما فيها واستخراج نفطها ومعادنها بصورة تشكّل موردا اقتصاديا طائلا، ونجدة مستحقة لاقتصاد البلد المنهك والمنهار.

 

سبق الصهاينة الى كاريش وطاردتهم المقاومة، وكشفت سرُّ اللعبة، ثم لجمت حركة العدو ورسمت حدودا لقدرته، فجمّد الاستخراج تحت سيف النار الحارقة، لكن على لبنان واجب استكمال المهمة بمسح كامل السواحل اللبنانية، وإنجاز اتفاقات استكشاف وتنقيب بدلا من مواصلة الانتظار والتأمّل.

 

لا شيء يجزم بأن ما قد يُكتشف من مكونات البرّ والبحر ليس أثمن من الغاز والنفط الموعودين في كاريش، الذي باتت ثماره قاب قوسين من متناول يد لبنان، وهي آتية لامحالة مهما أخّرتها المماحكات والاضطرابات الصهيونية الظاهرة.

 

إن انتشال العقل السياسي من المياومة ومماحكتها والذهاب في طريق التخطيط العلمي والمنهجي لمستقبل البلد، هو التوجّه المجدي والمستقبلي، الذي يُفترض أن تنصبّ عليه الجهود، وتجتمع لأجله سائر القدرات والخبرات والكفاءات اللبنانية.

 

نجدّد دعوتنا الخبراء والعلماء للتلاقي والتحرّك، فالوطن يطلب دينه عليهم في أزمة ضيق، والأمل في استجابة من يحملون المسؤولية والهمّ الوطني.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى