بقلم غالب قنديل

ماذا يخشى السيد جنبلاط وعلى من يخاف؟ 

 

غالب قنديل 

تحرّكت حمية جنبلاط بسرعة واتهم السيد نصرالله بالدخول على خط الأزمة الروسية والحرب الأوكرانية. وهذا فعل تربّص مفضوح في خدمة الأميركي وهيمنته الحامية للكيان الصهيوني، والمسخرة في خدمة تسيّده على التوازنات والمعادلات، التي قوّضتها المقاومة وقلبتها على صعيد المنطقة برمّتها بعد عقود من العدوان والحروب والغطرسة والتجبر.

ليس في الأمر خوف على لبنان ومصالحه من تبعات إقحامنا في طاحون الصراعات والأزمات، كما ادّعى. والسيد جنبلاط الذي تمسّح طويلا بأعتاب موسكو في الحقبة السوفيتية، واعتمر الكلبك، وتكّنى بالتاريخ الغابر والصور التذكارية يوم كانت المغانم سيلا متدفّقا، وعندما وقعت روسيا في محنة استهداف أميركية سافرة خلع كعادته، وبات يحجب الموقف والكلمات. ويكفي أن يكون مربط التطاول والافتراء والعدوان على روسيا، هو الأميركي البشع،  لينضمّ جنبلاط الى الجوقة ويردّد الأكاذيب والأراجيف كسواه.

طبعا، كما جنبلاط جوقة طبول الرجعية والعمالة في لبنان يقرعون ويقرقعون، أولهم جعجع وطليعة العمالة والتآمر ضد المقاومة وموقفها، الذي يناسب مصلحة لبنان وشعبه من أزمة تشغل العالم، الذي يضجّ بأصدائها وتفاعلاتها وليس لبنان بعيدا عن تأثيراتها وتداعياتها الاقتصادية والسياسية والأمنية وشتى أصدائها وانعكاساتها القريبة والبعيدة.

المؤسف في لبنان، هو فعل العصبيات، وبعضها محصّن بمنافع ارتزاق وتنفّع، بينما السيد المنزّه عن دناءات الحسابات الصغيرة ودنسها يقيم ميزان المبادئ والقيم الإنسانية والأخلاقية، ومن غير أي عقدة أو موقف مسبق كان ميزانه دوما ولايزال مع الحقّ والعدل ضد الظلم والعدوان، وهو باستمرار في صفّ الحق والعدل لا يخشى لومة لائم ولا مذمّة عميل أو نعيق بوم عمالة وغربان الارتهان لواشنطن.

عندما كانت موسكو موردا لمغانم تمسحوا ببلاط قصورها وبأعتاب سفارتها، واليوم ينقلبون عليها طلبا للرضا الأميركي. ولو كان في قواعدهم من يحاسب لسألوهم عن الموقف المستهجن المعيب، وحاسبوا ليشطبوا الخزي والعار من سجلات أحزابهم، لكن، لعنة الله على العصبيات وأحزابها وولاءاتها العمياء وعقولها الممسوحة المعطّلة.

يُستحضر انضباط بقريّ أعمى، وتسود الببغاوية التافهة. وبينما حزب الله، من خارج السرب والطابور ومن خارج الشائع والسائد، يزينها بميزان الحق والعدالة وبمصالح لبنان العليا، فلا يهاب ولا يخشى لوما، ويتّخذ الموقف بحكمة ليعلي المصالح الوطنية.

من غير حسابات مصلحية بل بنزاهة الانحياز الى جبهة الحق والعدالة، كان موقف حزب الله من الحرب والصراع في أزمة تشغل العالم بأسره، وفي العالم أصداء وتفاعلات تتأثر بمواقف المقاومة وتقيسها بمعايير نوعية وتحسب لصداها وتأثيرها بفعل ما لدى المقاومة وسيدها من مصداقية وتأثير منذ التحرير العظيم، وما أثمرته المقاومة من تغيير في البيئة الإقليمية، وما اكتسبته نتيجة الفعل الصارم والموقف الحكيم.

مصلحة لبنان هي في الانحياز الى الجبهة المناهضة للهيمنة الأميركة الصهيونية والوقوف الى جانب معسكر التحرّر وقواه  في كل مكان من العالم. وفي كلّ الحروب والأزمات لا مجال للمواقف المتلعثمة مهما  زعم منتحلوها الحكمة، وتقنّعوا بالوعظ على حدّ الأزمات والتناقضات. والسيد بميزان المبادئ والمصالح العليا والاعتبار الأخلاقي، هو المعيار والمرشد، وموقفه هو المؤشّر والدليل.

سيد التضحية والإيثار في سبيل الوطن، وسيد التحرير والدفاع، ما صدرت عنه إشارة أو كلمة إلا لتشقّ دروب خلاص ونهضة ومصلحة، تفيض بثمارها على البلد مصداقا لكلمته وموقفه وإشارته. ولا شك أن ميزان نصرالله في أي شأن عالمي أو اقليمي معياره مصلحة البلد القريبة والبعيدة، وهو يقيس الموقف على سمت الحقّ والعدل ومصالح لبنان.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى