بقلم غالب قنديل

جوقة التشويش: توابون وعملاء بالأمر الأميركي

 

غالب قنديل  

بعض الجهات والأحزاب والزعامات اللبنانية تثور نخوتها، وتنفتح شهيتها وشهية ممثليها ومنابرها على إصدار التصريحات والبيانات وتنظيم الحملات الاعتراضية، كلّما اتخذت المقاومة وقائدها مبادرة أو أشهرت قرارا أو موقفا، والبعض ينسى أو يتناسى بوقاحة أن في ماضيه ما يشينه من بصمات الخيانة والعار، وما يمنع عنه نعمة التناظر والتكافؤ في الخصومة.

بعض السمات والبصمات لا يمحوها عفو أو نسيان أو تجاهل، والمرتكبون يواصلون الجريمة بحقّ الوطن والشعب بعد انتقالهم الى العهدة الأميركية السعودية، وهي مسبوكة مشبوكة مع كلّ ما تخطّط وتصبو الى تحقيقه الدولة العبرية، فكيف إذا اتصل الأمر بقلب محور المقاومة وعقله حزب الله.

الأسماء والوجوه نعرفها ويعرفها اللبنانيون، كما يذكرون مسلسل الجرائم والقذارات الاجرامية، وما خلّفته من ضحايا وندوب في سائر المناطق اللبنانية، التي طالتها سطوة المحتلّ وعصابات العمالة، التي يعرفها الناس ويذكرونها بكلّ التفاصيل المرة والمؤلمة وبالأسماء الملعونة  قرينة العذابات، التي اختبرها الكثيرون في أقبية الإرهاب الأسود الدموي، الذي اجتاح لبنان.

يتهيأ لبعض المجرمين أن العفو أو قضاء المحكومية  ينسي الناس ماضيهم، وبكل جلافة وفجور يتناسون شرط المسامحة عند سائر الأمم والشعوب  والقبائل: اعتراف صريح من المجرم، وطلب مسامحة ممّن تأذّى بالجرم وتضرّر بعد إقرار المرتكب بالجرم وتلاوة فعل الندامة على الملأ، ناهيك عن تدريكه التعويض بما يعادل كلفة الخسائر وتبعات الضرر والأذى المادي الناتج عن الجريمة التي ارتكبها.

يستنفر الطابور العميل بشبكاته ومنصاته بالأمر الأميركي المكرّس راهنا لمواجهة حزب الله بكلّ سبيل متاح، وباستعمال كلّ أداة متوافرة لقطع الطريق على مبادراته وعرقلتها لمنعه من تحقيق أيّ إنجاز يسهم في انقاذ البلد والناس، والأمر الأميركي السعودي مقرون بتوجيهات وتعليمات تطال أبواقا ومنابر إعلامية يتمّ تسخيرها وحشدها وشبكها بأخطبوط متعدّد الوسائط.

مقارنة قسرية وتلقائية يفرضها المشهد السياسي والإعلامي بين المواقف والخيارات والمواقع، لتظهر نافرة تمايزات وفوارق شاسعة، يلاحظها الناس تلقائيا، ويحفظونها بوضوح، وتقتحم الذاكرة الشعبية بتمييز صارم وتصنيف يقيم الحدّ في الوعي الجمعي بين الوطنية والعمالة والتخاذل والمساومة.

المعترضون والمشوّشون على مسيرات المقاومة، هم في معظمهم جواسيس، انتقلوا الى العهدة الأميركية السعودية بعد طول إقامة في الحضن الصهيوني ومكاتب التشغيل والشبكات، التي أقامها الموساد في البلد ورعاها. وبعض الخطوط ما زال مفتوحا بالمواربة عبر منصّات خليجية ووكلاء ناطقين بالعربية في خدمة الدولة العبرية وتحت الغطاء الأميركي والغربي.

الخيبة طاغية على هذه الطغمة التافهة والقاصرة، التي بات أقصى طموحها التشويش وتسجيل المواقف، وهي في يقين عجزها عن إعادة العقارب الى الوراء وقبلها ومعها السيد الأميركي، الذي بالكاد يجرؤ على التحدّي والمجاهرة بتخيل انقلاب يعيد العقارب الى الوراء، وما اعتماده على العقوبات والحصار وسواهما من أدوات الضغط والخنق سوى حصيلة الخسارة والعجز بعد الهزيمة والفاجعة، التي ألحقت به في ذروة العدوان والاحتلال الفاجر وبشاعاته الدموية.

زمن المقاومة وسيدها يجعل لبنان نموذجا لقلاع التحرّر والمقاومة العربية ومنارة مشعّة في العالم كله. وكم تؤلم مفارقات العجز الرسمي والقيادي عن التناغم والموالفة مع رؤى نصرالله المبدعة والخلاقة، التي تتيح ثورة تنهض بالبلد واقتصاده ونموه. فمَن يتحرك، ومن يبادر، سيكتشف أن شعبه يحفظ اسمه وسيرته على قوائم المنقذين وصانعي الحلول، الذين شقوا للشعب والوطن مسارا تاريخيا جديدا من النمو والازدهار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى