بقلم غالب قنديل

العدو في رعب الردع: الى مباشرة التنقيب

 

غالب قنديل

الزمن يضيق، وبينما العدو شرع يستخرج ويخاطب الأسواق العالمية مرعيا بحماية أكيدة وتسهيلات وحوافز أميركية، يستغرق لبنان في تخبّط وارتباك لأنه حشر نفسه بنفسه في علبة الهيمنة الأميركية  وخياراتها المحكومة  بالمصالح الصهيونية كأولوية حاسمة.

 

معيب في بلد المقاومة والقوة التي ترعب الكيان وتردعه، بعدما أذلته في الميادين، أن تعتور المعادلات الحاكمة للقرار السياسي الرسمي عيوب واختلالات ووجوه ضعف وتردّد في مواقف بعض المسؤولين والجهات المشاركة في السلطة، رغم شجاعة وحزم المقاومة، التي تضع إمكاناتها بتصرف الدولة وقرارها، وتطلق نفير الاستعداد والتأهّب الدائمين لردع العدو ومنعه من التطاول.

 

قوة المقاومة تهب حصانة ومناعة وحماية لأيّ مبادرة حكومية سياسية أو ميدانية على خطوط الصراع مع الكيان الصهيوني. وهذه حقيقة واقعة مجسّدة من سنوات، والمقاومة التي تمتاز بشجاعة وترفّع عن الغوص في تفاصيل كثيرة للقرارات الرسمية، تكتفي بوضع قوتها في رصيد حماية الخيارات الوطنية السيادية أيّا كانت موضوعاتها ومجالاتها.

 

هذه القوة المحصّنة المجرّبة البعيدة عن التهوّر والمغامرة، تتصف بحكمة نادرة في استخدام القوة وحبك القرار والموقف. هي الحازمة الصارمة في انتزاع حقّ الحياة لشعبها، وحفظ السيادة والكرامة الوطنية مهما كانت الكلفة التي تدفعها بسخاء ودون سؤال عند الضرورة، كما بيّنت التجارب منذ عقود الى اليوم.

 

خط الصراع الراهن هو حقوق لبنان في حوض المتوسط وحقول الغاز والنفط المكتشفة أو المحتملة. وقد أرغم العدو على التريّث مرتبكا نتيجة إنذار سيد المقاومة، الذي حرّك كوابيس صهيون المنبعثة من خيبات وهزائم متعاقبة أمام المقاومة وإصبع سيدها المهاب.

 

جميع التقارير الصهيونية أكدت ضرورة التريّث والانتظار لتحاشي كلفة المغامرة التي قد تفوق التوقّعات،  وهي حكما ستعدِم إمكانية حصول الكيان على أيّ قطرة غاز أو نفط  كان يأمل في السطو عليها، بعدما أعلن سيد المقاومة نذيره من غير صخب أو ضجيج.

 

بالتزامن ضجّت الصحف العبرية بتقارير عن ترسانة الصواريخ النقطية والدقيقة، التي قالت إنها باتت تفوق مئة ألف صاروخ. وقد أُخرجت بالمناسبة  الى العلن كوابيس تعتمل في قلب الكيان منذ إعلان سيد المقاومة عن هذه الترسانة، التي خيّم شبحها فوق حقول الغاز والنفط ومنصات الاستخراج والشفط، التي باشرت العمل.

 

يعلم الكيان حكما، ويتوقّع بداهة عملا تراكميا جاريا لتطوير الصواريخ ومضاعفة قوتها الكمية والنوعية.     ومنذ الإعلان الأول بصوت السيد بات العدو في ارتعاب كامن من المفاجآت المكتومة، وهي ميزة ملازمة لأسلوب عمل المقاومة وسيدها.

 

انكفاء العدو المردوع، الذي لن يوقف البعبعة، يفترض العمل بسرعة وعدم الانتظار، بل اتخاذ قرار الانطلاق لإنجاز سائر الأعمال الإدارية والقانونية والتنفيذية المطلوبة بأقصى العجلة. فالتأخّر سيرفع الكلفة بما يتخطى معادلات الربح الفائت، لأنه سيعطي فرصة السبق للعدو في ترتيب أمر واقع وقطع الطريق على لبنان. وشفط الغاز في المناطق المتنازع عليها سيحقّق له مكسبا أكيدا وعاجلا منهوبا من بحرنا.

 

إن أتمّ الصهاينة شفط غاز الحقول المتنازع عليها، فقد كرسوا الأمر الواقع أمام ناظرينا بفضل انتظارنا وتكاسلنا، وتصبح صكوك الملكية عندها مثل الإفادة التي أبرزها جحا لكلب لهط معلاقا من يده وتلذّذ به، وبقيت لجحا ورقة لا نفع فيها، فلا تُطبخ ولا تُشوى.

 

نداؤنا الى السلطات اللبنانية لتَحرُّك إجرائي عاجل، وللكفّ عن التماهل والانتظار، بل المبادرة لكسب السبق، وعدم التأخر حتى لا نصحو على  نبأ صادم، ولات ساعة مندم.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى