بقلم غالب قنديل

العدو يستبق ويتراجع خشية “الإصبع ” والموقف الصارم

 

غالب قنديل  

ثلاثة وزراء صهاينة كبار تزاحموا على منصة الإعلان المشترك بالتزام عدم الاقتراب من المنطقة المتنازع عليها مع لبنان، وعلى مسافة ساعات من الخطاب المرتقب لقائد المقاومة أمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله.

وقّع البيان وزراء الطاقة والحرب والخارجية، وهم نواة حكومة مصغّرة في زمن الحرب، وفق تقاليد وأعراف الدولة العبرية. وفي الشكل والمشهد عبرة تظهر مقادير الارتعاب من الإصبع والموقف، وفعل معادلات الرّدع والخشية من تداعيات المغامرة باستفزاز يفتح “أبواب جهنم “.

انبرى بني غانتس وزير الحرب من بين أقرانه، وتلا بيانا، شدّد فيه على أن مهمّة المنصةّ اليونانية وتموضعها هما خارج المنطقة المتنازع عليها، بل ووفق تعبيرات بني غانتس، بعيداً من الخط الذي يطالب به لبنان (الخط 29) وإلى الجنوب منه عدة كيلومترات.

فحوى البيان أنه موجّه الى المقاومة في لبنان والى الداخل الصهيوني المرعوب من شبح انفجار خطير، مع ما يتكشّف من معلومات عن تعاظم قدرات المقاومة، التي يعرفها الرأي العام الصهيوني، وقد ذاق مرارة التجربة وكلفة المغامرة والتحدي.

دائما يتوقّع الصهيوني في وهج العبر والشواهد الحية، أن يكون ما هو مخفي أدهى وأعظم وأشد فتكا من كلّ ما يظهر أو يفترض وجوده، بعد صدمات الصواريخ النقطية والطيران المسيّر وغيرها من الفرضيات المرعبة، التي تشغل المخيلة الصهيونية.

هذا زمن جديد يتكيّف فيه العدو خشية المفاجآت الصادمة المزلزلة، التي تعاقبت منذ التحرير، وتراكمت بفعل فيالق المهندسين والخبراء، الذين يسهرون في الظلال، ويصلون الليل بالنهار لمراكمة خبرات ومعارف في ميادين تصنيع وتشغيل وابتكار واقتباس.

ما يضاعف رعب العدو أن أجيالا متعاقبة من المهندسين والخبراء اكتسبت الكثير وتعلمت من التجارب، وهم يواصلون البحث العلمي لتطوير ترسانة صاروخية، يزلزل رعبها كيان العدو، وهي في سنوات تضاعفت كمّا ونوعا، وتطوّرت في المدى والكفاءة وفي طاقة التدمير الدقيق والمدروس منهجيا.

حين تغدو الصواريخ النقطية واقعا ويصرح عنه السيد، فذلك يعني أن ما خفي أعظم وأقوى بما لا يقاس، والكيان بقضّه وقضيضه سيقف على رجل ونصف امتثالا لنذير السيد المبرم، وتحاشيا لوعده الصادق في أي مغامرة صهيونية محتملة.

باتت الفرضيات الصهيونية تفوق الخيال في تصور الضربات والردود على صعيد المدى والاتساع والعمق. فالفعل المقاوم يقلب الصورة ويعكسها، واليوم نواجه عدوا مرتعبا منكفئا خلف الجدر، يخشى أن يمدّ إصبعا فيقطع أو يشهر رأسا فيضرب، وسادة الأرض والجو والبحر يتربّصون.

ما يضاعف الغيظ والرعب الصهيوني إعلان قائد المقاومة عن الاستعداد لبيع الطيران المسيّر لمن يرغب من الأصدقاء والحلفاء، ما يعني أن منشآت تصنيع ضخمة ومتطورة باتت موجودة وجاهزة فعلا. ونترك لمخيلة الجنرالات والخبراء الصهاينة فرضيات طاقتها وكثافة إنتاجها ومخرجاتها القابلة للتشغيل والتوظيف الحربي والمدني على السواء.

نأمل أن يرتقي العقل السياسي اللبناني وينهض من مستنقع التبعية والعمالة والعبودية، ليواكب هذا التحول، ويتحرّك لتثميره في اكتساب مزيد من القوة والقدرة الاقتصادية والدفاعية بتضامن وطنيّ، هو شرط الوجوب لتخطي الكارثة، واطلاق مسار جديد مختلف وواعد، وبما يقتضيه الموقف المستحقّ من التفاف حول المقاومة وخياراتها الكبرى.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى