بقلم غالب قنديل

كيف يمكن انقاذ الفرصة بالسرعة المناسبة؟ 

 

غالب قنديل

يضعنا العدوّ الصهيوني في الزاوية ويحشرنا تحت الأمر الواقع، الذي يفرضه ويبني عليه في ملف حقوقنا البحرية. ورغم ما لدينا من إمكانات وفرص لشراكات محتملة،  تحوز قدرات مهابة  وكفاءات تقنية ولوجستية وقوة وهيبة الحماية. ومن كان صديقا لروسيا وإيران أهم الدول المنتجة للغاز في العالم  لا يُنعت بغير العته والخبل إن هو اختار شريكا كالولايات المتحدة لديها كلّ ما يكفي من النقائص الأخلاقية والمبدئية، إضافة الى شبهة راسخة، هي انحيازها السافر للكيان الصهيوني.

بعد كلّ التجارب والخبرات اللبنانية والعربية منذ نكبة فلسطين باتت الحقيقة الساطعة والعبرة الراسخة، هي أن القوة تحمي الحقّ، وأن الغرب برمّته، والولايات المتحدة بالذات، يلتزمان الانحياز السافر مسبقا للعدو الصهيوني، الذي ينازع اليوم في ملكية حقول الغاز. وهو كيان لصوصيّ مبنيّ منذ قيامه على السلب الاغتصاب والفجور في استباحة الحقوق والاعتداء عليها.

انتبه لبنان فجأة الى ثروة كامنة في المياه الإقليمية، وهو في حالة انهيار اقتصادي مالي خطير. واللافت المستهجن وعامل الفجأة يظهر يقين رثاثة النظام، رغم توافر معلومات وتقارير كثيرة أهملت عمدا لعقود. وأخطر المغالطات، هو اختيار الأميركي شريكا ومرجعا.

تربط البلد صداقة وشراكة مع أكبر ثلاث  دول منتجة للغاز في العالم، أبرزها عالميا هي الشقيقة قطر والشقيقة إيران والصديقة روسيا، والأخريان لديهما  من القوة والهيبة والاقتدار والكفاءات التقنية وخبرات الاستخراج والمعالجة والتسويق ما يعطيهما أفضلية مطلقة في أي مقارنة، ناهيك عن الشقيقة قطر التي تجمع بين الخبرات وعلاقاتها الوثيقة بواشنطن، وهي في الوقت عينه، تبدي حرصا شديدا على الشراكة الإيجابية والبناءة مع لبنان.

الانحباس اللبناني في العلب الأميركية الغربية، هو عُته خالص واغتراب عن المصالح الوطنية. وأيّا كانت الحسابات والدوافع، فهي مناقضة للمصالح الوطنية العليا ومجحفة بحق البلد، وتهدر فرصا ووقتا ومزايا، وفي الاقتصاد كلّ ربح فائت يُحتسب خسارة حاصلة.

إن ما يفوّت على البلد نتيجة هذا الأسلوب يوازي ثروة ضخمة، بينما أمامنا شراكات وفرص مجزية في روسيا وايران، وحتى مع الشقيقة قطر، وندير لها الظهور، ونصرّ بكلّ بلادة على اختيار الشريك الأميركي، الذي نعلم مسبقا أنه لا يخيّر أصلا ومسبقا بيننا وبين العدو بسبب انحيازه السافر والمستمر تاريخيا، وندرك بالقرائن مقدار تورّطه في خنق بلدنا وتدميره.

اليوم لا يملك أيّ لبناني القدرة على تبرير القعود أو التنازل، ولا تفسيره بغير التفريط والتخاذل. ومن حق اللبناني العادي أن يضع المواقف الملتبسة في دوائر الشكّ، وان يتساءل عن أسباب تنحية  العروض المجزية وإهمال الفرص الثمينة.  وما استجدّ علينا يوجب طرق الأبواب وليس انتظار أيّ إذن أو إشارة

خارج المجادلة والمماحكات والسفسطة، التي تهدر الوقت والفرص. نأمل من فخامة الرئيس أخذ المبادرة بالدعوة الى لقاء عاجل برئاسته، يعقد في القصر الرئاسي، ويضع خطة وطنية للتحرّك الفوريّ نحو روسيا وقطر وإيران، والشروع في جمع العروض حول التنقيب والاستخراج والاستثمار تمهيدا لبحث منهجي حول الخطة الوطنية الأجدى للاستخراج والتسويق والاستثمار.

لا وقت للتماهل او التلكّؤ أو الهدر، ولا مجال للإهمال والمماطلة، خصوصا وأن المقاومة التي ترعب العدو تضع قدراتها على أهبة استعداد وجاهزية، وهي حاضرة لتحمي القرار الوطني السيادي أيّا كانت وجهته، وترفّعت عن الخوض في تفاصيل، هي اختصاص الحكومات، بينما تظهر كلّ استعداد للمساعدة حين يطلب منها ذلك. وجميع الشراكات المحتملة التي اقترحناها في استخراج الغاز واستثماره تنظر دولها وحكوماتها بجزيل احترام وتقدير لحزب الله وأمينه العام، كما تبدي ودّا جزيلا لفخامة الرئيس.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى