بقلم غالب قنديل

العروض الإيرانية مجددا على الطاولة

 

غالب قنديل

كانت زيارة وزير الخارجية الإيرانية الشقيق حسين أمير عبد اللهيان فرصة لتحريك العروض السابقة، والتذكير باستعداد الجمهورية الإسلامية لتقديم الكثير مما يحتاجه لبنان بصورة ملحة للخروج من الكارثة، ومن ضمنها سلة مشاريع مهمة وحيوية نوعيا على المديين القريب والبعيد.

في مقدمة ما حمله الوزير الشقيق ملف إنشاء معامل الكهرباء الحديثة ذات الإنتاجية العالية، التي تفيض عن حاجات الاستهلاك الحاضرة المجمّعة، التي تأتلف في تغطيتها مع المعامل المتهالكة المولدات، المنتشرة في مختلف أنحاء البلد، بحيث بات تأمين الطاقة الكهربائية همّا موزعا على مقاس المناطق والأحياء والمساكن.

انتشرت غابات أسلاك موازية للشبكات العامة، تندمج بها أحيانا. وتفتّقت عبقرية اللصوصية اللبنانية عن توصيلات وتحويلات، أظهرت قيام بعض أصحاب المولدات باستثمار الشبكة الكهربائية العامة في تواتر التغذية ودوامها لمشتركيهم.

تستطيع شبكة المولدات تعويض انقطاع التيار لأسباب طارئة وموقتة، كما هو الحال في جميع البلدان الفقيرة والمتقدّمة، التي تعتمدها، حصريا، كمرافق احتياطية للطوارئ مع انتظام التغذية الكهربائية ودوامها. وهذا الملف ينطوي على عوامل إسعاف ملحّة هامة. فلا يختلف العقلاء في ما تجسّده الطاقة الكهربائية ضمن مقومات العيش والاقتصاد وسائر الخدمات الحيوية في البلد.

إن المماطلة واللف والدوران والتبخيس في التعامل مع الفرص النوعية، تمثّل درجة عالية من اللامسوؤلية والعبث، لإبقاء البلد في أسر الهيمنة الأميركية الغربية وابتزازها، وهو سلوك العبيد المغتربين، الذين يقامرون بمصالح البلاد والناس لخدمة مشغليهم لقاء فتات نجس رخيص ملوّث بالدماء والعذابات المكتومة والصارخة، والغاية القذرة هي إبقاء لبنان في حلقة الهيمنة والنهب، مستنزفا عاجزا وخاضعا للإملاءات نتيجة الإلحاق والاستتباع.

إذا كان البعض يجادل في السؤال عن حيثيات التكالب الغربي، وللغمز من كون البلد ليس ساحة مغرية اقتصاديا وماليا، وقد بات عبئا خالصا بعد الكارثة، فإن وجود المقاومة في هذا البلد هو قيمة نوعية مضافة، تبرهن الأحداث على أهميتها، وكما هي ضمان الحماية والحصانة، هي قابلة الخلاص والإنقاذ برصيدها وتحالفاتها.

أظهر الحلف الغربي وعملاؤه كلّ الحقد والغيظ والرعب من اعتماد الشراكات، وتبنّي العروض الشرقية، التي تحميها وتساندها قوة تبني على رصيدها التاريخي في تحرير الأرض والسيادة، لتعلي البنيان وتطور القدرات الاقتصادية بما يحقق لشعبها فرص الحياة الكريمة والمستقرّة.

لدى إيران وروسيا والصين فرص وعروض سخية، علينا ملاقاتها بكلّ جدية، وعدم إضاعة الوقت وهدر الفرص، ولامجال للاختيار بين الشراكات المشرفة والمنعشة والعبودية المذلّة القاتلة التي يستفيد منها لصوص وسماسرة من عبيد الخارج على حساب الشعب في حلقات استتباع واسترهان واستحمار استعبادي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى