بقلم غالب قنديل

التداعيات الأوكرانية واقتراحات السيد: من يتحرك ؟

 

غالب قنديل

يستمر الانهيار المالي والاقتصادي ويتوسع عاموديا وأفقيا بينما تنعدم الوصفات المجدية والمبادرات التي تؤذن باقتراب التقدم في مسار انفراج ينهي الاختناقات المتزاحمة التي تطبق على حياتنا بقوة وتشد الخناق والمؤلم أن الواقع السياسي الوطني بمعظم مكوناته تائه مغترب مسلوب في تيه بلا أفق.

ينفرد قائد المقاومة في هذا الزمن الصعب بالإشارة إلى الحلول والمخارج بصوته الصارخ المدوي في برية نظام مهترئ متهالك ومجتمع سياسي أدمن التمسحة والصمم يتمادى في بلاهة اغترابه وانخلاعه المتفاقمين والمتأصلين في أسر العبودية الاستعمارية والاستلاب الغربي

يسد هذا النظام منافذ التواصل والشراكة مع الشرق الواعد رغم خبرات وعبر أينعت وفاضت من تجربة حزب الله المقاوم وسطعت بعائدها على البلد وشعبه منذ التحرير الأول والثاني وما بينهما وما تبعهما وخصوصا مع النجدة التي لاقت الان.

تشكيل هيئة طوارئ للتعامل مع التداعيات والنتائج وادارة الخطوات والتدابير المناسبة في احتواء الأزمة ونتائجها والحد من تداعياتها وانعكاساتها المباشرة ومتوسطة المدى زمنيا هو التدبير العقلاني والعلمي الحصيف.

هذا الاقتراح الذي طرحه السيد هو نقطة انطلاق مرجعية في احتواء الكوارث والأزمات في أي دولة ترعى مصالح شعبها وبلادها فكيف يكون الوطن على فالق زلزالي معرضا للتأثر بأي متغير دولي أو اقليمي نتيجة نقص المناعة المزمن والهشاشة المقيمة في بنيان الدولة المعيوب.

هيئة الأزمات والكوارث التي يفترض أن تضم خبرات اقتصادية ومالية ودبلوماسية واعلامية وتطعم وفقا للظرف والحاجة بما تحتاج من الكفاءات الوطنية هي صمام أمان لابد من استحداثه للوقاية من الأزمات والكوارث والتداعيات وأن تناط بها صلاحيات اتخاذ التدابير والقرارات الطارئة تبعا للظروف.

في بلدنا ومنطقتنا الزلزالية ينبغي احداث هيئة دائمة لدراسة المخاطر ورسم الخطط وأن تكون لديها صلاحيات تنفيذية استثنائية وهذا يوجب في تكوينها اشراك المجالس والهيئات الأخرى ذات الصلاحية الدائمة او الطرفية كمجلس الإعمار وهيئة الإغاثة وعيرها من الوزارات والمجالس المعنية.

إن نجاح هذه الخطوة وفاعليتها مقرون بشرط وضع نظام عمل للهيئة يحدد الصلاحيات حصريا ويمنع الوقوع في فوضى التضارب والتعارض والتداخل على حساب مركزية قرار السلطة الإجرائية وانسجام القرارات التنفيذية في اطار السياسات العليا والخطط الوطنية للدولة.

ملفات القمح والطحين والزيوت والمحروقات التي أثارها السيد نصرالله في كلمته هي أكثر من ضرورية وملحة لعيش الناس واستمرارهم بشروط الحد الأدنى الممكن وتستحق كل العناية وان تدرج في جدول الاهتمام والعناية الاستثنائية.

ينبغي والحال أن تتركز الجهود السياسية والنيابية والوزارية لمعالجة تلك المشكلات واحتوائها بصورة استثنائية من غير تضييع الوقت وهدره بدون طائل ومن هنا نتوقع تحركا عاجلا ومأمولا لتكوين هيئة طوارئ جديرة بالمبادرة والتخطيط والتنفيذ العاجل لكل ما يؤدي إلى وضع حد لمعاناة الناس ومخاوفهم في زمن كارثي يزداد قسوة وصعوبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى