بقلم غالب قنديل

اليمن يقاوم الحصار والعدوان وينتصر على المصاعب

 

غالب قنديل

يتناسى العالم ومعه منطقتنا المستنزفة رقعة تشهد ملحمة متواصلة من الصمود والمقاومة ضد العدوان والتسلّط، وهي تحمل معها معالم صمود وبطولة وابتكار في وجه حصار شرس وشبه محكم، لم يفلح في كسر إرادة اليمنيين الصلبة وتصميمهم على صنع النصر.

اليوميات الصعبة للصبر اليمني تحت الحصار وفي أتون الحرب والنار تحمل معها شواهد تثير الإعجاب والتقدير. فالناس حُرموا من المحروقات ومن مواد ضرورية كثيرة في ضمان الحدّ الأدنى من طاقة العيش والاستمرار. ولكن اليمن صامد بشعبه وقواه الحية وطلائعه المقاتلة، التي تثبت مزيدا من العزم والقدرة. التقدم اليمني في طريق تذليل المصاعب الاقتصادية، وتخطّي العوائق، وتفكيك الموانع بالصبر والمبادرة والابتكار، يَعِد بنتائج مبهرة.

يعتمد اليمنيون على أنفسهم، ولم ينتظروا أو يطلبوا الغوث والدعم من أحد، ولاقوا بالترحيب والتحية كل بادرة تعاطف أو تفهّم، صدرت عن شقيق أو صديق، وهم مثال في العزيمة والإرادة والتصميم على النصر والتضامن مع كلّ قضية عادلة أو حركة تحرّر شقيقة. وَمن ينسى كلمات السيد عبد الملك التي أثّرت بقائد المقاومة السيد نصرالله.

قريبا سيأتي يوم يتجلى فيه انتصار اليمن المبهر بعد ملحمة قتال وصمود تحت الحصار، وفي عصف انهمار القذائف الفتّاكة، التي تصدّى لها مقاتلون أباة شجعان، وردعوا مصادرها بكلّ ما طالت أيديهم من أدوات القتال، التي أبدعوا في تطويرها وتمثّلها، وهضم أنظمة عمل تقنية حديثة ومعقدة وإدغامها في قلب منظومة متكاملة من الأدوات والمقدّرات، التي كانت العقول والخبرات اليمنية أهمّ ما فيها، بل هي النواة والمركز ضمن منظومات الاقتدار والابتكار.

تقود دراسة سياق الأحداث الى استنتاج مراوحة حلف العدوان في حلقة من العجز والقصور، الذي لا يمكن تجاوزه من خلال حيل سياسية مشهدية، كالمبادرة السعودية، التي أُعلنت مواربة مؤخرا من خلال تسريبات إعلامية، كانت على الأرجح لجسّ النبض استكشافا، فردّ أنصار الله باستمرار العمليات الميدانية الهجومية، وبكلام صريح نشر مؤخرا.

الواضح أن حلف العدوان يستكشف منافذ الخروج من مأزقه السياسي والميداني، ومن حالة الاستنزاف الخطير، التي تزداد مصاعبها وتفاعلاتها المتفاقمة في غير مجال عسكري سياسي واقتصادي، ومع فارق الإمكانات على ضفتي الحرب، وهو نوعي أصلا.

كما في ملاحم التحرّر الثورية الأخرى، تفوّق اليمن على جيوش مجموعة دول، تدعمها وتمدها بالخبرات والإمكانات الإمبراطورية الأميركية ودول الغرب الاستعماري بدءا بالرجعية السعودية وغيرها من الحكومات، التي انزلقت في المتاهة، وسرعان ما ستتجرع التبعات والنتائج مع اتّضاح فشلها وخيبتها.

يتّسع المجال أمام القوى الشعبية المقاتلة لتطوير وسائلها ومقدراتها، وتعجيل ساعة إعلان النصر اليمني المرتقب، وهي ستكون مفصلا تاريخيا في حياة المنطقة العربية، ومنطلقا لتغييرات وتداعيات، تخيف بشائر قدومها وترعب الحلف الاستعماري الصهيوني الرجعي، الذي استنفر قواه وإمكاناته في السرّ والعلن لمؤازرة حلف العدوان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى