بقلم غالب قنديل

الشهيد السيد عباس الموسوي القائد والإنسان

 

غالب قنديل

تعرّفت الى القائد الشهيد السيد عباس الموسوي من موقعي الإعلامي والنضالي والحزبي وربطتني به علاقة وثيقة، امتدّت وتوسّعت في رحابها سياقات الحوار الفكري والثقافي، وتعزّزت وشائجها بعدما سحرتني خصاله الإنسانية الراقية وسجيّته الطيبة الودودة وشخصيته الجميلة. وقد تكرّرت اللقاءات، التي تمت غالبا بناء على طلب السيد، وامتدّ العديد منها لساعات، طفنا فيها على العديد من محاور الثقافة والسياسة والإعلام. وكان يبهرني بفكره المتنوّر، وثقافته الواسعة، وتشعّب معارفه، ومتابعاته الدقيقة الوثيقة للعديد من مجالات الاهتمام الفكري والاستراتيجي في المنطقة والعالم.

كان شغف السيد الثقافي والفكري يحفّزني على استحضار زوادة لكلّ لقاء عن جديد الفكر والثقافة في المنطقة والعالم، وأحيانا عن بعض الكتب المثيرة للاهتمام. وكان السيد يحرص دوما على استكشاف كلّ جديد، ويطلب مني أن أرسل إليه مع “الحاج أبو أيمن” أخبار الاصدارات الجديدة ليستحصل عليها، وكنت باستمرار حريصا على تلبية هذا التكليف وتنفيذه، وأحيانا أرسل الكتاب الجديد الذي التمس فيه أهمية وفائدة الى السيد، الذي لم يكن يَفوته تناول موضوعاته في أقرب لقاء يجمعنا، فيدهشني بدقته ورؤيويته.

حملتني إلى تلك الفضاءات الرّحبة وحرارة الصفحات التي لا تُمحى من الذاكرة، كلمة القائد السيد حسن نصر الله عن السيد الشهيد وسيرته الجهادية والقيادية ومأثره وخصاله، وهو أستاذ كبير يتحدّث عنه القائد نصر الله بكل الخشوع والاحترام والتقدير، وبنبل الأخ الوفي ورفيق الدرب الأمين.

ما بسطه السيد عن شخصية القائد الشهيد الموسوي تمازج فيه الخشوع والاحترام والنبل في التعامل بكلّ المهابة واحترام الأستاذية المرجعية، التي تفرض ذاتها في حضرة السيد الشهيد، خصوصا لمن عرفه عن قرب لصيق وواكب مسيرته لسنوات طويلة.

كان السيد نصرالله مبهرا في نسج الكلمات والوقائع بشعف وشفافية وبصدقه الذي رسم لوحة عميقة ومعبرة عن قائد مبدع وإنسان شفاف. وفي حديثه وكلماته الرقيقة والمؤثّرة قدم للشباب الطالع ولسائر المناضلات والمناضلين صورة لمثال يُقتدى في الالتزام والتواضع والزهد والانغماس النضالي حتى الذوبان في القضية. ولم يفته التّنويه بدور وكفاح الشهيدة أم ياسر رفيقة عمر وشهادة السيد عباس.

طاف بنا السيد الأمين في رحاب شخصية السيد عباس الآسرة والفذّة، وهو دائما يتحدّث بخشوع التلميذ الوفي والرفيق الأمين، وباحترام شديد لقائد أفنى سنوات من عمره في بناء وتطوير صروح المقاومة ومؤسساتها. وللسيد عباس بصمات في كلّ ملمح من وجوه المقاومة ومن حضور حزب الله، الذي صاغته وتوّجته تضحيات غالية عزيزة وبصمات إبداع مبهر في التخطيط والتنفيذ والإدارة الريادية.

فالقوة الهادرة المهابة التي نعاصرها قامت على ذلك البنيان، وأصّلت ميراثا غنيا من بذار السيد الموسوي الفكري والثقافي وابداعه في التخطيط والقيادة التنفيذية والميدانية مع فريق عمل منسجم، كان السيد نصرالله من أركانه الكبار وقادته الفاعلين، بما حمله من مسؤوليات تنظيمية وجهادية في سياق تجربته ومسيرته الشريفة الملهمة.

تحية لذكرى القائد الشهيد، وعهد يتجدّد للمقاومة وسيدها وشهدائها وأبطالها في جميع المجالات والميادين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى