بقلم غالب قنديل

ارتباك أميركي بعد الخطوات الروسية الهجومية

 

غالب قنديل

يسود الارتباك والترقّب الدوائر القيادية في واشنطن بعد المبادرات الهجومية الروسية لاستعادة بعض المواقع والمواضع، التي قضمها الغرب واستتبعها منذ انهيار الاتحاد السوفياتي.

ما يثير القلق الأميركي والارتعاد الغربي هو أن نهوض روسيا بعد صعود الرئيس فلاديمير بوتين فرض سياقا ونسقا جديدين لسلوك روسيا ونهجها السياسي والاستراتيجي، يتّصف بالهجومية والمبادرة.

الوقائع تؤكد تَقدُّمُ الحراك الروسي المتجدّد دون أي تسرّع أو هفوات، تتيح للغرب التحرّك والنفاذ من الثقوب الاستراتيجية لاصطياد الفرص أو تَسَقُّط الهفوات والفجوات للنيل من قوة منافسة ومقلقة في ديناميتها السياسية وقدراتها العسكرية ونطاق حضورها في مسارح الصراع الدولي ودوائره المتحرّكة.

الشراكات الروسية في الشرق مع الصين وايران توسّعت وتشعّبت وتعدّدت مجالاتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية. وقد تخطّت الحدود والنطاقات المعروفة تقليديا. وأهمية هذا التحوّل تكمن في وقوعه على فالق زلزالي، يجمع بين ميزتي وفرة ثروات النفط والغاز والصراع العربي – الصهيوني.

تحتفظ روسيا بشراكات وعلاقات واسعة وسطوة تأثير سياسي ضمن ضوابط موقفها التقليدي المساند للحقوق الفلسطينية والعربية، رغم علاقاتها المتشعّبة بالدولة العبرية وشراكاتها مع دول عدة تابعة للهيمنة الأميركية في المنطقة العربية. وهذا البعد في منصّات الحضور والنفوذ الروسي بتنوّعه وديناميّته يتركّز ويتجلى بقوة ساطعة تفرض نفسها.

من أبرز محاور الحضور الروسي المشرقي صروح ومسارات العلاقة المتقدمة بين موسكو ودمشق. وهي راسخة تاريخيا، لا يواجه تطوّرها وتشعّبها أيّة عوائق سياسية أو ثقافيه، وتنطوي على إمكانات تطوّر هائلة اقتصاديا وسياسيا وعسكريا.

وما يبث التفاؤل أن الدولتين تعملان منهجيا للارتقاء بها في خدمة المصالح المشتركة. وهذا الحلف العريق ينطوي موضوعيا على طاقة استثنائية واعدة ومفتوحة على كثير من الآفاق والإمكانات الفاعلة استراتيجيا واقتصاديا.

المبادرة الروسية الهجومية في أوكرانيا كانت فاعلة وسريعة، حاسمة في مضمونها وقد شلّت القوى المحلية العميلة والتابعة ومن خلفها وفوقها الدوائر القيادية الأميركية الأطلسية، التي ظهر عليها العجز والارتباك والانشداه، حين وقفت متفرّجة، وخضعت للأمر الواقع، قاصرة عن أي مبادرة، لاحول لها سوى توسّل بيانات الاستنكار والتهويش الكلامي وبعض العقوبات الأقب الى فشة الخلق لأنها قاصرة عن تعطيل الدينامية الروسية المتسارعة الهادرة وهذه عبرة المعادلات القاهرة والتحوّلات على المسرح العالمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى