بقلم غالب قنديل

نصرالله أطلق ثلاثية التحوّل النوعي: الصواريخ الدقيقة والمسيّرات والدفاع الجوي

غالب قنديل
بكلمة واحدة سدّد السيد نصرالله ضربة قاتلة للعربدة الصهيونية ولجبروت الكيان، وأعلن انقلابا استراتيجيا كبيرا، حلمت به حكومات وحركات مقاومة، لم تمتلك ذات الخيال والتصميم والقدرة على الابتكار والعناد في خوض التحدّي وكسر العوائق الفعلية والافتراضية لتحقيق التمكّن والاقتدار الأعلى والأبعد مدى والأكثر دقّة، في زمن الصواريخ الدقيقة، التي أعلن عنها سيد المقاومة.
ضربة قاسية على رأس الكيان وخبرائه ومخابراته سدّدها نصرالله في كلمته التي كرّسها لمعادلات القوة وجديد منظومات الردع والحماية، التي ينشئها ويرعاها جيش عنقودي من العقول والعيون والخبرات العصيّة والمحصّنة.
أولا: امتلاك المقاومة وجيش الخبراء والمهندسين في صفوفها لتقنيات التصنيع والتحويل الصاروخي، الى الدقة في التوجيه والتسديد، بحيث باتت ترسانة حزب الله تحوي آلافا لا تُعدّ من الصواريخ الدقيقة. وهذا انقلاب ثوريّ تقنيا وعسكريا، يُسقِط من يد العدو ومن رصيده عنصرا حاسما من مرتكزات التفوّق العسكري والقوة النارية بصورة مذهلة، تقلب المشهد وتَفوق التوقّعات. ففي أي حرب مقبلة يمكن تخيّل آلاف الإصابات الصاروخية المدمّرة والماحقة على خارطة العدو العسكرية والإنشائية والاقتصادية. وقد انتهى عهد الرخاء والأمان لقلب الكيان الاقتصادي والمالي ومنشآته الاستراتيجية الى غير رجعة، وهو مهدد بالإزالة والتدمير بإشارة من سيد المقاومة. وبصراحة نقول إن هذا التحوّل الثوريّ يعادل الردع النووي استراتيجيا وميدانيا. ويكفي أن تكون باقة من الصواريخ الدقيقة مصوّبة الى قلب العدو الاقتصادي والمالي حتى يقضي حزب الله أمرا كان مفعولا.
ثانيا: للمرّة الأولى في تاريخ لبنان، يصبح لدينا طيران مسيّر قادر على مراقبة الحدود والداخل، وتوفير الحماية الجوية للثغور الحدودية، والتدخّل الطارئ ضدّ أي تحرّك عدواني عبر الحدود للتخريب والتسلّل. فبفضل الطيران المسيّر بات ممكنا التحكّم بجميع الممرات والمعابر الحدودية عند الاقتضاء، وإجراء رقابة منتظمة وشبه دائمة لأي رقعة أو تغرة مشتبه بها.
ثالثا: الدفاع الجويّ الصاروخي مُنِع عن الجيش اللبناني منذ عقود، ولم تسعَ أيٌّ من الحكومات الى امتلاك دفاع جويّ صاروخي، يبطل العربدة الجوية الصهيونية، ويمنعها. والمرّة الوحيدة التي سعى فيها لبنان الرسمي لامتلاك دفاع جويّ، تحوّلت الى فضيحة عمولات وسمسرات، عُرفت باسم “الكروتال”، وكُنِّيت بلقب الماركة الفرنسية لصواريخ الصفقة المشبوهة والملوّثة.
عهد جديد من تاريخ لبنان مع مزيد من الأمان والاطمئنان لشعبنا وأهلنا ومنشآتنا الحيوية، وهو يتيح، مع هذا التطور، قدرة هائلة تقنيا وعلميا، يمكن توظيفها اقتصاديا في مجالات عديدة، أبعد من حدود تسويق منتجات التصنيع الحربيّ لدى الحلفاء والأصدقاء. وهذا بذاته يعادل ثروات طائلة، يسيل لها لعاب دول عديدة في العالم والمنطقة. ونتمنّى على قيادة حزب الله دراسة الاستعمالات الممكنة مدنيا واقتصاديا للتقنيات المتوافرة، ودراسة مجالات تدويرها واستثمارها وتسويقها، لتوفير موارد، نعرف أن قيادة الحزب ستُجيد توظيفها واستثمارها لخير لبنان وشعبه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى