بقلم غالب قنديل

جورج ابراهيم عبدالله المقاوم الثوري والقضية الحية

غالب قنديل
لا يمكن أن تنسى قضية هذا المقاوم الطليعي الثوري ولا تطوى بمرور الزمن لأنها حكاية مناضل ثوري لبناني مسيحي المولد من شمال لبنان حمل السلاح واعتنق فكره اليساري العلماني الثوري وشعارات الاشتراكية والوحدة العربية التي كانت قضية لعمره ولمسيرة التزام مكللة بعقيدة حرب الشعب وتحرير فلسطين ولأنه يتقن التسديد الثوري بدقة اختار الرد على العدوان الصهيوني بالاقتصاص من العدو الأميركي راعى الصهاينة وداعمهم وشريكهم ومنظم حروبهم الإجرامية اللئيمة في المنطقة العربية وبالذات ضد لبنان.
جورج معتقل منذ 24 تشرين الاول 1984 وبعد ان لاحقه الموساد في مدينة ليون الفرنسية اعتقل من قبل السلطات الفرنسية ولا يزال في السجن حتى اللحظة رغم ان ما من احد يستحق اكثر من هذا المناضل الحرية فهو لم يساوم ,لم يبيع قضيته بل بقي على ايمانه وعلى عقيدته. اشتهر جورج عبدالله في دفاعه عن نفسه بالقول ” انا مقاتل ولست مجرما” بعد اتهامه وادانته باغتيال الديبلوماسي الاميركي تشارلز روبرت راي والديبلوماسي الصهيوني ياكوف برسيمنتوف وفي اختيار هدفه كان جورج دقيقا بالتسديد على الثنائي الأميركي الصهيوني الذي دبر ونفذ خطة تدمير لبنان واحراقه وابادة شعبه .
قضية هذا المقاوم اللبناني الثوري فضحت مهازل العدالة الغربية كما كشفت هزال النظام اللبناني التابع الخانع حيث لا يعلو صوت لوطنية او كرامة إلا ويخنق بتدبير محكم والعيب المشين الذي نسجت به أحكام القضاء الفرنسي ضد هذا البطل اللبناني العربي فضحت طنان الاكاذيب والادعاءات السخيفة التي نسجت بها خرافة العدالة الفرنسية والتحضر الفرنسي فخاتمة قضية جورج هي بيان اثبات على ان فرنسا بجلها وجلالها وبهرجها ليست سوى مستعمرة أميركية لا سيادة ولا استقلال ولا بطيخ .
هل تذكرون أنه في 10 كانون الثاني 2013 اصدر القضاء الفرنسي قرارا بالإفراج عن جورج عبدالله بعد 28 عاما من السجن غير ان هذا القرار بقي حبرا على ورق ولم ينفذ ابدا وهي فضيحة لأدعياء العدالة الفرنسية والغربية ولمنطق دولة القانون المزعومة فأي عدالة وأي قانون يسمحان بمثل هذا الاعتقال الممتد عكس الأحكام والقرارات القضائية المنسية والمهملة ورغما عنها.
اليوم في عام 2022 يكون جورج عبدالله قد قضى 37 عاما في السجن وهذه ذروة التوحش الإرهابي الغربي في التعامل مع مناضل تحرري لبناني دافع عن شعبه ووطنه وانتفض لكرامته الوطنية والقومية وهي فضيحة مكعبة للدولة الفرنسية التي تلغي مفاعيل سيادة الدولة بتعليق القرار القضائي بناء على ضغط أميركي وصهيوني تخضع له بكل وقاحة على حساب كرامتها وسيادتها.
نأمل اليوم ان نشهد مبادرات للتحرك والضغط من اجل تحرير هذا الأسير اللبناني المقاوم الذي كان طلائعيا مبادرا في نضاله الثوري وله علينا واجب التذكير والعمل لتحريره بكل وسيلة ممكنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى