بقلم غالب قنديل

الدفاع الجوي بعد الردع الصاروخي والمسيرات

غالب قنديل
لا حدود ولا سقوف لتطلعات المقاومة وقائدها في السعي لمراكمة المزيد من القوة والقدرات والخبرات بتمكن يجيده جيش جرار من المهندسين والخبراء الذين باتوا على تواصل دائم ومستمر عبر الحدود في شبكة تشمل سورية واليمن والعراق وفلسطين و لبنان وايران وفي كل من ساحات المحور تجارب وخبرات تنتقل وتنتشر على طريقة الأواني المتصلة فتنساب الخبرات والمعارف والتقنيات المتقدمة دون عوائق عبر الحدود بتواصل بشري وتقني متطور لتكسب سائر شركاء المحور مزيدا من القدرة والخبرة.
مأ أعلنه القائد نصرالله هو حدث تاريخي وللمرة الأولى منذ عقود تنتهي العربدة الصهيونية في أجوائنا بمعادلة دفاع جوي تستكمل الردع الأرضي الذي أتقنته المقاومة بصواريخها التي دخلت مرحلة عالية الدقة وباتت نقطية ولجمت العربدة الصهيونية باقتدار يهابه العدو ويخشى اختباره وهو الخبير بجدية المقاومة وقائدها وبابتعادهما الكلي عن العراضات الفارغة كما تبرهن سنوات طويلة من الاشتباك والنزال الضاري المتواصل.
ظل سلاح الجو اللبناني مهيض الجناح محصورا في التشريفات والعروض ونذكر جيدا جنودا وضباطا ببزاتهم المميزة في عروض الاستقلال وهم تخصصوا بقيادة بضع طائرات حربية قديمة في العروض واستقبال كبار الضيوف وطائرات طوافة أفلحت وتجلت في بعض العمليات الخاصة بمكافحة التهريب والإرهاب او في عمليات انقاذ بادر اليها الجيش اللبناني المحروم والمحاصر بقرار سياسي جهيض في دولة قاصرة منخلعة.
أحدثت المقاومة تحولا جديدا حاسما في توازن القوى بطيرانها المسير وبدفاعها الجوي الذي أعلن عنه السيد رسميا بعدما ترددت أصداؤه في وسائل إعلام العدو وعلى ألسنة قادة ومسؤولين صهاينة اعترفوا بالقلق من سبر الأجواء اللبنانية أو عبورها بعد اعتلام خطر وشيك من امتلاك المقاومة اللبنانية لقوة دفاع جوية تستكمل منظوماتها القديرة المرعبة على الأرض.
الغصة في هذا المشهد تبقى في عجز وقصور يتلبسان الموقف الرسمي في حالة من الارتعاد الدائم والاستكانة المتجددة أمام الحلف الأميركي الصهيوني وفي أرقى حالاتها بالكاد تعترف السلطات اللبنانية بفضل المقاومة ومعادلاتها عبر ما تكرسه البيانات الوزارية بمصادقة المجلس النيابي الذي استغرق جهدا وزمنا حتى تمخضت فتاوى مشرعيه عن ثلاثية شعب وجيش ومقاومة وقد رضخ لها البعض على مضض.
ما يمنع لبنان الرسمي من كسر الحظر الأميركي الصهيوني هو عطب النظام وخنوعه وانخلاع الحكومات المتنكرة لأقل الواجبات السيادية والتي لم تخضع لثلاثية القدرة والمناعة إلا مكرهة غير مختارة.
اليوم تمثل المقاومة بقدرتها ومنظوماتها ضمانة الحماية والردع التي تغل يد العدو ويستمر الاعتراف السياسي مواربا في لغة أهل النظام الذين يتوزعون بين منكر بفعل عمالة وارتهان حاصل نذالة وانتهازية او في أحسن الأحوال داعم ومواكب عن اقتناع وايمان وثقة وبعضهم طمعا بفيض العائد السياسي والمصلحي في الداخل اللبناني وتوازناته السياسية التي باتت فيها المقاومة وحزبها رقما صعبا وعصيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى