بقلم غالب قنديل

نحو ثورة خضراء تنهض الزراعة ومواردها 

 

غالب قنديل  

بأسى يعقب أصدقاء ومتابعون على بعض الأفكار التي نطرحها وندعو اليها ويتساءلون عمن يعطي بالا في مواقع المسؤولية ومراكز القرار لأي فكرة خلاقة جديدة أو اقتراح مفيد في زمن الاستسهال ودفق الخبراء والمستشارين الأشاوس الذين جرجرت وصفاتهم وتوصياتهم الحكومات في هوة دمار وخراب وصولا إلى الانهيار الذي أعقب سكرة الانتفاخ المالي السرطاني في فقاعة الربا والمضاربة الجهنمية .

سنظل نكرر ونعيد أن طريق الخروج من الكارثة يمر حكما بإحياء موارد الثروة الحقيقية  وتطوير القطاعات المنتجة التي تمثل قاعدة صلبة لتنمية مستقرة وكل المحاولات من خارج هذا السياق فيها عبث وهدر للجهود والفرص.

تمنيت كثيرا أن أطالع مساهمات علمية تتناول هذا الموضوع بتفرعاته وشجونه وربما تكون هناك في مكان ما دراسات منجزة ندعو أصحابها للمبادرة  بإخراجها إلى الضوء مع الاستعداد الشخصي للمساهمة في نشرها وتعميمها وتحريك نقاشات حولها في صفوف الخبراء والمهتمين ثم الانتقال نحو حركة ضاغطة لفرض السياسات والخيارات والتغييرات الهيكلية في الاقتصاد والسياسة ومواكبتها اعلاميا وجماهيريا.

بلدنا غني بالكفاءات العلمية وبالعقول المبدعة في جميع المجالات ونحتاج إلى ثبت علمي شامل ودقيق يقدم صورة عن مساحات الأراضي المستثمرة وكيفية تطوير مردودها وفي واقع الري والموارد المائية بما في ذلك من المجاري والموارد ما يحتاج إلى اصلاح وتنقية  ومعالجة لمياه الصرف الصحي بإحداث المحطات التي نهبت اعتمادات انشائها قبل ان تنفذ ولم نسمع او نقرأ عن تحقيق واحد في الجرائم  التي ينبغي محاسبة مرتكبيها ومعهم كل من شمل المرتكبين  بالحمايات السفيهة والحقيرة أيا كان موقعه في الواقع السياسي.

ان قاعدة التغيير المنهجي في لبنان هي احياء الثروة ومواردها والزراعة والتصنيع الزراعي هما أول الطريق إلى تنمية حقيقية وندعو هنا الى عقد منتديات للخبراء والمتخصصين في الشؤون الزراعية تنتهي بتوصيات اجرائية تحال إلى الأجهزة الحكومية والتنفيذية والإدارات المعنية وأن تتحول برامج العمل إلى مواد للتعبئة ولتنظيم تحركات ضاغطة تفرض اجراءات عملية  عاجلة بدلا من التلهي وهدر الطاقات في منصات وجهود غير مجدية.

ندعو هنا المهندسين الزراعيين والخبراء في الإنتاج الزراعي والتصنيع الزراعي إلى نقاش وطني واسع واحالة المقترحات والخلاصات إلى فرق إعلامية تتولى النشر والبث والتعميم على أوسع نطاق ممكن واحالتها إلى  الخبراء الإداريين والتنفيذيين ليضعوا جداول الإجراءات والتدابير والآليات القانونية والتنفيذية اللازمة.

إن التنمية المنهجية للزراعة الوطنية ومعالجة سائر المشاكل المعيقة هما سبيل التنمية الحقيقي ونعيد هنا التأكيد أن الثورة الخضراء هي رافعة لبنان الاقتصادية والحضارية وفيها  أمل الانقاذ الحقيقي وهنا فليتحرك الحس الوطني الحضاري ولتنطلق  المبادرات الخلاقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى