بقلم غالب قنديل

تخبط سياسي وانتخابات بعد الانهيار 

 

غالب قنديل

على أبواب انتخابات مفصلية وقع الانهيار الاقتصادي والمالي وبات سعر صرف الدولار نجم المشهد الإعلامي ومحور أحاديث الناس ومركز الاهتمام اللبناني الأول بدون استثناء بما خلفه من تفاعلات ونتائج مالية واقتصادية معيشية تتصدر الأحداث والتطورات المحلية كما يدور حول تشعباتها ونتائجها معظم الحراك السياسي وجل النشاط الإعلامي في البلاد وتحاك خطط خارجية للاستثمار والتدخل.

المفارقة ان لبنان يئن تحت وطأة أزمات متداخلة اقتصادية مالية وسياسية بينما هو يمثل اقليميا موقع الاقتدار والمناعة والتحدي الأبرز في مجابهة الغطرسة الصهيونية بفضل القوة الرادعة لحزب الله الذي يواصل العمل والبناء في جميع الظروف ليطور قدراته بمعيار تحصين الطاقة الدفاعية والردعية وتطوير خبرات مضافة هجومية جرى اختبارها من قبل الحزب ووحداته المقاتلة في الميدان السوري اضافة إلى جدارة دفاعية ومهارات متنوعة يواصل تأصيلها في مؤسسته العسكرية المحترفة والمحصنة التي تزداد قوة وتمكنا .

يرسخ الحزب موقعه الوطني والشعبي الأصيل والمتميز ويبني عليه مواقف ومبادرات وطنية واجتماعية حصدت له المزيد من المؤيدين والأنصار والمعجبين في جميع الطوائف والمناطق اللبنانية فهو لم يوفر جهدا وحرص على المساهمة في اسعاف مواطنيه دون استثناء أو تمييز واكتسب مزيدا من المعجبين والمساندين والمتعاطفين في الطيف الوطني اللبناني.

أجاد حزب الله تطبيق مفهوم تخويل التهديد إلى فرصة في تعاطيه مع الانهيار الكارثي ومفرداته ووقائعه ويبدو بكل وضوح كقوة محفزة للنهوض الوطني ولخيار الشراكات الشرقية وقد كان له فضل المبادرة لفتح أبواب الشرق بدءا من إيران وصولا إلى روسيا والصين بجسور يرعاها برصيده الكبير وبمصداقيته مما يهب لبنان قوة ودينامية خاصة تيسر الكثير من التدابير التي تيسر مساعي المؤسسات والمرافق الاقتصادية الوطنية لتلمس متنفسات ومخارج واقعية من نفق الاختناق المطبق.

بالمقابل يواجه أتباع الهيمنة الأميركية الغربية من القوى السياسية أحزابا وشخصيات مأزقا ظاهرا على الرغم من حجم أبواق الدعاية السياسية المسخرة في خدمتهم وفي حصيلة الدراسة المتأنية للواقع اللبناني وللتجارب السابقة نستطيع القول إن التعويل على المال السياسي والتحريض الإعلامي ليس كافيا لفرض تغيير جراحي انقلابي في المشهد السياسي يعمل عليه المخططون الغربيون.

برهنت اختبارات متعددة مؤخرا أن الأناجزة الذين يعاملون بوصفهم مدللي الواجهات المشبوكة بسفارات ومراكز تخطيط وتوجيه غربية لا يعدون كونهم حالات متخلعة انزلت جوا على الواقع الشعبي ولسياسي وهي فاقدة الجذور ما تزال برانية معلقة على حبال ارتباطات التسيير والتيسير المالي الإرتزاقي وإن استطاعت تحقيق حجم أو رصيد في الانتخابات المقبلة فلن يرق إلى مستوى الانقلاب الذي يتوهم المخططون والمراهنون القدرة على فرضه وإحداثه.

إن ما تقدم لا يعني ترويجا لجدوى الانتظار والقعود بلا خطة عمل مضادة وهجومية وقد علمتنا خبرة التجارب في لبنان انه دائما يحدث الرجعيون والمشغلون الأجانب منصات تدخل وتحرك ويبتكرون اوهاما وشعارات لخدمة خططهم ولا تفيد التلقائية سوى في تيسير تلك الخطط والمشاريع وتمكين أصحابها من تمرير مشاريعهم التي يتطلب تعطيلها وإسقاطها بلورة مشروع وطني قابل للحياة يثل روح التغيير ويجسد تطلعات الناس ومصالحهم الفعلية والعميقة.

إنه الهدف الوطني الثوري الذي ندعو إلى التلاقي لبلورته في صيغة واضحة ودقيقة بتدابير وآليات تنفيذية ولبناء جبهة وطنية جديرة برفع لواء برنامج الخلاص واعادة البناء الوطني وبالتالي شق مسار جديد ونوعي في سياق تطور لبنان السياسي والاقتصادي الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى