بقلم غالب قنديل

شروط صهيونية في ورقة خليجية حول لبنان

غالب قنديل

مؤسف بل مشين أن تتحول علاقات لبنان بأي بلد عربي إلى قناة ضغط لتوهين المناعة الوطنية وابتزاز البلد المستنزف بحاجته إلى نخوة أخوية لاستدراج تنازلات تفتح ثغرة في جدران الحماية والمناعة الوطنية عبر استهداف المقاومة ومعادلات القوة السياسية التي فرضت حصانتها وشرعيتها الوطنية.

بنود الورقة الخليجية المنشورة في الصحف تدعونا لتسجيل الملاحظات التالية:

 

أولا أقحمت حكومات الخليج نفسها بما لا يشرفها وشاءت تحت الطلب وحكما بالأمر الأميركي ان تتلبس مطلبا أميركيا صهيونيا هو نزع سلاح المقاومة وما يسمى بحصرية السلاح في الصياغات الأميركية الأوربية الاحتيالية لبيانات ووثائق سياسية حول لبنان حيث بات الكلام عن حصرية السلاح منذ سنوات كناية عن مطلب تصفية المقاومة ونزع سلاحها ما يعني نسف معادلة القوة الرادعة التي ترعب الكيان الصهيوني وتمنعه من التطاول على لبنان هذا مع العلم ان المنطق الطبيعي يقتضي نزع سلاح المعتدي وضمان امن المعتدى عليه فلم ترد كلمة واحدة عن التهديد الصهيوني الدائم والمتجدد.

 

فالورقة تضمنت المطلب الكفيل بتمهيد الطرق لإحكام التسيد الصهيوني وتنمر القوة العسكرية الصهيونية وطغيانها في تهديد لبنان ولي ذراعه لصالح اطماع الدولة العبرية المعروفة والمتجددة منذ عام النكبة.

 

ثانيا تعرف الحكومات الخليجية الشقيقة أن لبنان أحوج ما يكون في هذه الظروف لثرواته البحرية التي تتعرض للسطو والنهب الصهيونيين ويهددها الخطر وأنه بفضل المقاومة وقوتها الرادعة سيكون قادرا على التمكن من توظيف تلك الموارد في الانتعاش الاقتصادي واستعادة العافية المالية للخزينة العامة ولسائر القطاعات الحيوية التي عصف بها زلزال مالي خطير وسيكون قادرا بفضل هذه الثروة المكتشفة على تمويل خطط الانتعاش المالي والاقتصادي الكفيلة بإحياء موارد الثروة الوطنية.

 

ويؤسفنا ألا تساند ورقة عربية بلدنا في مطالبه السيادية المشروعة التي يهددها العدو بل إن استهداف المقاومة في مثل هذه الظروف ولتلك الاعتبارات بالذات هو مساهمة مفضوحة في الضغط على لبنان لحساب العدو وشراكة سافرة في تغذية المأزق الكارثي وإطالة امده ومضاعفة كلفته وذاك اثم شائن لا يستره الكلام المعسول الموارب.

 

ثالثا ما تضمنته الورقة هو كناية عن دعم مضمر للتهديد الصهيوني وابتزازه الموجه ضد لبنان ومصالحه القريبة والبعيدة والمستهجن المستنكر ان يتلبس الأشقاء مطالب وشعارات تخدم مصالح العدو وأطماعه وتسرج لها مطية عربية في تلبس سافر ومفضوح.

 

الغاية مفضوحة وهي تخريب لبنان وإخضاعه وتصفية قوته الحامية وسر مناعته وقد باتت مكشوفة ومعروفة مهما راهنت حكومات الخليج على استعارة أقنعة مستهلكة في النصوص الأميركية الأوروبية والفرنسية خصوصا حول لبنان من خلال المطالبة بتنفيذ قرارات أممية استصدرت غب الطلب والتدبير الأميركي الصهيوني الأوروبي وغايتها تصفية المقاومة ونزع سلاحها وشيطنتها وهذه حيلة سياسية مفضوحة لا تنطلي على فطين عارف أو متابع حصيف.

 

لبنان بمقاومته التي تزداد صلابة وقوة وجاهزية للدفاع والردع وبشعبه وجيشه الوطني سيبقى عصيا على الابتزاز والتآمر والتوهين وهو منارة مشعة في سماء الشرق العربي تفضح كل عاجز وخانع ومستسلم ولا تنال من وهج المنارة رشقات المتطفلين الأذلاء ونصيحتنا للأشقاء ان يلتزموا بالشراكة والتعاون مع لبنان والمقاومة ففي ذلك قوة لهم سيكتشفون ثمارها وعائداته


ا الوفيرة.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى