بقلم غالب قنديل

إعلان بحري لثلاثي الشرق الصاعد إيران وروسيا والصين

غالب قنديل

ليس حدثا عاديا في الحساب السياسي والاقتصادي والاستراتيجي أن ترتفع درجة التعاون العسكري بين الصين وروسيا وإيران من خلال إجراء مناورات بحرية مشتركة في المحيط الهندي وقد أظهرت الأصداء والتفاعلات الإعلامية والسياسية اهتماما عالميا واسعا بهذا الحدث الهام، وسعيا لاستشراف الأصداء والنتائج والدلالات.

 

هذه المناورات ليست بادرة يتيمة في مسار التعاون العسكري بين الدول الصديقة الثلاث، التي تقيم شراكات وثيقة وصيغا للتعاون في مجالات عديدة اقتصادية وسياسية واستراتيجية على غير صعيد ثنائي أو ثلاثي، لكن ما أحيطت به هذه المناورات البحرية من اهتمام سياسي وإعلامي يكشف قلقا جديا من التعاون العسكري المتقدم بين إيران وكلٍّ من الصين وروسيا بما يحمله من دلالة جيوسياسية، ومن تأثير في البيئة الاستراتيجية المشرقية، وفي الوضع الدولي عموما.

 

أعطت الدول الثلاث لهذه العمليات المشتركة عنوانا وموضوعا، هو منع القرصنة ومكافحتها في بحار الشرق. وقد أظهرت القوات المشاركة قدرات عالية على التنسيق والعمل المشترك والتناغم في إيقاع منسجم .

 

هذه الشراكة البحرية لم تكن عملية تظاهر مشهدية. فقد أبرزت تكاملا وتناغما في حركة القطع المشاركة والقوات. فجسّدت تكامل الكفاءة والمهارة، وقدرة عالية على التناغم والعمل المشترك المنسجم في جميع الظروف. وهذا الاستنتاج يؤكد توجّه هذه الدول لتكريس تكتّل يتبادل الخبرات، ويخوض تجارب مشتركة في مجابهة التحديات الدفاعية المشتركة. وأول ما يتبادر إلى أذهان المراقبين، هو التحدي الأميركي الأطلسي المشترك. فالولايات المتحدة هي القوة الإمبراطورية اللصوصية المتجبرة والطاغية التي تهدّد بلداننا وشعوبنا.

 

يواكب هذا التطور قرب انعتاق إيران من العقوبات الأميركية والغربية الخانقة، والتي فتح شركاء الشرق بوابات كسرها وتصفية تأثيرها المعيق لتقدم ايران الصناعي والعسكري، الذي قطع أشواطا هائلة في جميع المجالات والاختصاصات، كما تبرهن الوقائع المبهرة لتقدّم إيران العلمي والطبي والتكنولوجي في سائر المجالات..

 

لخّص الأميرال المتحدث باسم قيادة المناورات غاية التدريبات المشتركة بتأكيد استحالة عزل إيران. والواقع أنها كانت برهانا عملانيا على جدية الشراكات المتعدّدة، التي تحيكها إيران على مدى الشرق الكبير، وعلى جدية وقوة التعاون والتحالف بين إيران وشركائها الشرقيين الكبار. ونحن عرب المشرق، الذين نرى في هذه الكتلة سندا وعضدا لدولنا وشعوبنا ولحركات المقاومة والتحرّر في بلداننا، التي لمست نعم وفضائل فيض القوة الإيرانية الداعمة والمساندة لإرادة التحرّر والتنمية في جميع المجالات، وهي منارة حضارية مشعّة في سماء المشرق.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى