بقلم غالب قنديل

محمود ريا: ريادة لبنانية عربية في استشراف نهضة الصين

  

غالب قنديل   

إنه الشاب اللبناني المتواضع الهادئ ابن الضاحية الجنوبية الذي كان سباقا في تعلم اللغة الصينية وإتقانها، والذي فتح للقراء والإعلاميين اللبنانيين والعرب نافذة على الصين قبل حوالي ثلاثين عاما. ويوم كان اتقان الصينية كلغة ومورد ثقافي مدعاة تندّر، وربما سخرية مع  شيوع تقاليد الانخلاع والاستلاب الثقافي في بلدنا، حيث شاع القول “الفرنجي برنجي”، وهي عبارة تنمّ بذاتها عن اغتراب واستلاب. فمقطعها الثاني جذره تركي، يذكرنا بالاستعمار العثماني المديد وإقامته الطويلة في بلادنا.

الزميل محمود المثقف الهادئ والمنتمي إلى عالم المقاومة وبيئتها اختار ركوب الأصعب، وتعلم الصينية وتبحّر في اللغة والثقافة والحضارة الصينية، التي هي في عصرنا منارة مشعّة للتطور والتقدم العلمي والتقني. وقد بات اليوم كهلا يواصل رسالته الطليعية الثقافية والعلمية والحضارية بذات العزيمة والتصميم، يعاونه وإلى جانبه على ذات الطريق ابنه الأستاذ علي، الذي يتقن اللغة ويعرف القارة الصينية جيدا، كما أنه متمكن من تكنولوجيا المعلوماتية والأنترنت، وهو يواصل بقدراته الذاتية العمل لتعريفنا على مسار التطور الصيني والتقدم العلمي والتقني والحضاري في الصين.

الصين تُعامَل اليوم في العالم كلّه كحاضرة صناعية تكنولوجية متقدمة، تخطف المراتب الأولى في التقدم العلمي والحضاري. وقد استطاعت في محنة كورونا أن تلفت الانتباه إلى تفوقها المبهر، حين استطاعت القضاء على الوباء، وحققت أعلى درجات استجابة للتلقيح والوقاية، ليس بفعل نظام قمعي صارم، كما تزعم أكاذيب الغرب الحانق على نموذج حضاري شرقي منافس ومتفوق بجميع المعايير، وأهم ما فيه تسخير التكنولوجيا في خدمة البشرية ورقي المجتمع الصيني والشعب الصيني حضاريا وثقافيا وطبيا، كما تظهر الاستجابة الطوعية الراقية.

موقع “الصين بعيون عربية” الذي أسّسه الأستاذ محمود بات فعليا مرجعا علميا ثقافيا للتعرّف على الجديد الصيني من فتوحات العلوم والتكنولوجيا ومعاينة معالم التقدم والتطور الحضاري العلمي والثقافي والاقتصادي الصيني. والموقع في رصانته الرسالية المهنية ثقافيا وحضاريا ليست فيه أي نافذة دعاية مبتذلة، لدرجة عدم استثمار أيٍّ من مساحاته للإعلان الرصين المشروع، ويموله الصديق محمود من عائدات عمله كخبير في تصميم المواقع الإلكترونية وخدماتها، وهو من أهم الخبراء في هذا المجال مع الأستاذ علي الشاب الخبير والمثقف، وهما يفتحان لنا نوافذ على عالم الصين، الذي يغلي دائما  بكل جديد برصانة رسولية، تثير الاحترام والتقدير. فتحية من أسرة الشرق الجديد لشريكين نعتزّ بهما.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى