بقلم غالب قنديل

الرعب الأميركي من تحولات المشرق القادمة

  

غالب قنديل  

كل شيء يسير على غير ما اشتهت الولايات المتحدة وأرادت من حروبها وغزواتها الخائبة ورغم طواحين الدم والخراب الكبير ترتسم ملامح نهضة شرقية واعدة يزيدها قيمة وتأثيرا صعود روسيا وايران وتطوير شراكات عميقة واعدة تنطوي على تحولات مفاجئة وصادمة للعقل الاستعماري الأميركي الغربي وهي تثير هلع عملاء الغرب وأذنابه في المنطقة وستكون تفاعلاتها المقبلة مذهلة في مردودها ونتائجها التراكمية اقتصاديا وسياسيا وثقافيا وحضاريا.

رمى المستعمرون وزرعوا عثرات وعقبات كثيرة في طريق نهوض سورية بينما أغرقوا لبنان في هوة سحيقة وخربوا العراق ودمروا قدراته الإنتاجية المتطورة ومازالوا يقيمون العراقيل ويفرضون القيود المانعة لانعتاق وتطور بلدان المشرق لأنهم موقنون وخائفون مما تستطيع هذه الكتلة الاستراتيجية احداثه من تغييرات ثورية في الإقليم ويخشون من تداعيات التحول المقبل الذي سيخنق الكيان الصهيوني بعدما قامت معادلات الردع التي رسمت حدودا للتنمر العدواني وشكلت قوة مانعة للحروب التي تكفلت لعقود بعرقلة  النمو في بلدان المشرق.

تشير الوقائع بالفعل  أن بلداننا اذا شقت مسار نموها وتطورها ووحدت قواها  وامكاناتها لتحولت إلى كتلة صاعدة ومشعة بفضل ما  تختزن من ثروات وكفاءات وقدرات وما تختزنه من فرص مع توافر الرافعة الروسية الصينية الإيرانية الحاضنة والداعمة.

الفرص الهائلة مشفوعة بشراكات ندية وبإمكانات تبز القدرات الغربية وتنافسها مع فارق التعامل باحترام التوجهات المستقلة  والخصوصيات الوطنية للشركاء  وتكافؤ المصالح مما يشي بتحقق نمو كثيف ومتسارع أفقيا وعموديا لقطاعاتهم الانتاجية ومواردهم الصناعية والزراعية ونقلا يسيرا للتكنولوجيا يسرع وتائر النمو ويحصن الاستقلال.

إن نهضة بلدان المشرق تنهي عقودا من التحكم والهيمنة لتأبيد النهب والابتزاز الذي مارسه الغرب اللصوصي في التعامل مع تجارب التنمية المستقلة التي خاضتها الشعوب الحرة ولاشك إن الدور الإيراني النوعي ودور الشركاء في روسيا والصين ومساهماتهم تؤذن بتحولات تراكمية متسارعة.

كلمة مستحقة هنا وهي أن المفارقة المحزنة بقاء لبنان متخلفا عن الركب المشرقي أسيرا مكبلا بسلاسل التخلف والتبعية وإلى حد بعيد هو غير مكره على ذلك بل مذعن خانع بفعل تركيبته السياسية المتخلفة المستتبعة تكوينيا والمنخلعة المستلبة ثقافيا وحضاريا فهي حبيسة مفاهيم بالية واستلابات مقيمة على حساب السيادة والكرامة .

إن مسؤولية حلف المقاومة الوطني اللبناني كبيرة وجوهرية وسيتوقف على مبادراته الممكنة واليسيرة تعديل الاتجاه ونقل لبنان إلى مرحلة جديدة ووضع جديد مختلف نوعيا في طريق التقدم والتطور ولا عذر للقاعدين عن التقاط الفرص السانحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى