بقلم غالب قنديل

العقوبات الأميركية وخنوع السلطة

 

غالب قنديل

الحلقة المفرغة المشينة التي أنتجها الواقع السياسي اللبناني تدعو إلى الخيبة والقرف ولعل أشد ما فيها من قيح وقيء هو الموقف من العقوبات الأميركية على مؤسسات وشركات لبنانية بزعم اتصالها بالمقاومة من حيث الملكية والنشاط التمويلي .

أولا إن كل نشاط يرتبط بأسباب قوة المقاومة ومواردها يعامل في الدول التي تقيم وزنا لاعتبارات السيادة والكرامة الوطنية على انه نشاط مشرف يحظى بحصانة سيادية ويكرم المشاركون فيه ويعاملون من قبل الدولة والمجتمع بكل الاحترام والرعاية كما يحظون بحصانات وتشريفات خاصة وتقديمات يتوارثها الأحفاد وحتى اليوم يحظى أبطال المقاومة الفرنسية وداعموها وسلالاتهم بامتيازات مادية ومعنوية خاصة تتخطى التشريفات الاحتفالية والبروتوكول وهذا عرف عالمي تطبقه روسيا في التعامل مع أبطال مقاومة الغزو النازي وما زالت مفاعيله حية رغم انهيار الاتحاد السوفيتي فروسيا الاتحادية تكرم أبطالها بالشعارات والمراسم والعطاءات التي ورثتها عن الحقبة السوفيتية كتقليد قومي يفاخر به جميع الروس.

 

ثانيا التعامل الموارب مع المقاومة وحزبها وأبطالها وشهدائها ومؤسساتها يدعو إلى الخجل والخيبة ولم ينبر أي كان في السلطة التشريعية أو التنفيذية ليبادر بالشجاعة الكافية لاقتراح القوانين والقرارات التنفيذية أو الإدارية المناسبة لحماية ودعم المؤسسات المرتبطة بالمقاومة وكفاحها المشرف وقد تلطى الواقع السياسي برمته خلف ستار تعفف حزب المقاومة عن المطالبة بأي خطوة او مبادرة أو مساهمة وأضعف الإيمان كان يقضي أن يتحرك شركاء الوطن الذين يستفيئون حاصل دماء الشهداء وحصاد التضحيات إلى مبادرة تشريعية أو تنفيذية نحقق ما يضمن رعاية مؤسسات المقاومة ويرعى شهداءها وعائلاتهم ولاتزال يتيمة مبادرة الرئيس نبيه بري يوم كان وزيرا للجنوب بتخصيص تعويضات لأسر الشهداء المقاومين ومساهمات في دعم الإعلام المقاوم نذكرها جيدا.

 

ثالثا يستمر النظام الخنوع متلطيا في مربع ارتهان للمشيئة الأميركية الغربية ومعلوم كم كانت مشينة العراقيل في وجه مؤسسات الإعلام المقاوم والشركات التي يملكها متمولون من بيئة المقاومة المسورة بعقوبات مالية خانقة بينما يفترض ان تحظى بحصانة سيادية مانعة لهذا التطاول العدواني المشين والمرفوض وقد استظل الواقع السياسي الرث تعفف حزب المقاومة عن المطالبة بموقف تضامني عملي بينما الظرف السابق للانهيار الحاصل كان يتيح الكثير من الموارد التي أهدرت وكان يمكن أن تشكل رافدا مفيدا لنهوض إنتاج إعلامي وفني ودرامي في إطار ثقافة المقاومة التي يقتصر العمل عليها ضمن مساهمات سمعية بصرية لمؤسستي اذاعة النور وتلفزيون المنار من بين سائر المؤسسات المرخصة وبعضها مثقوب مستتبع ومنخلع يحترف التحريض والتبخيس وينخرط في الحملات والجوقات المعادية.

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى