بقلم غالب قنديل

السيد صفي الدين وحكمة الموالفة مع الحلفاء

 

غالب قنديل

بلمساته الخاصة والمميزة نظم الصديق والزميل الحاج محمد عفيف اللقاء الإعلامي الموسع مع السيد هاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الذي لاقى التساؤلات والمداخلات بكياسة ورحابة صدر طبعت الحوار الراقي والناضج فلم يبخل هذا القائد المميز برأي أو موقف في مسار النقاش أو في معرض الإجابات التي بسطها بوضوح وتواضع دون مواربة والمبهر هو الدقة والنضج في التعامل مع مختلف العناوين المحلية والإقليمية بعيدا عن الاستعراض والمراوغة.

في كلمة السيد عرض شامل لمحاور الصراع الكبرى بمركزية رئيسية للبنان وتفاعله بمسارات الاستقطاب الكبير في المنطقة ولموقف حزب الله ومقارباته الوطنية خصوصا التشخيص الاجمالي الذي بسطه السيد ينطلق من محورية القراءة العميقة لمضمون السياسات والخطط الأميركية التي تنتظم منهجيا في دائرة الحرص على أولوية الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني .

شدد السيد صفي الدين على أن الأميركيين لديهم خيارات كثيرة في لبنان وكذلك المقاومة منوها بمساع أميركية متكررة للتواصل مع حزب الله الذي لم يتجاوب لاعتبارات مبدئية بينما هو المنفتح على كل الخيارات الوطنية المتاحة لتحقيق مصالح لبنان والشعب اللبناني والحزب بذلك واقعيا يؤكد وطنية خياراته المبنية على أولوية مصالح لبنان واللبنانيين بدون استثناء وللمفارقة نعلم كم ينبهر بعض ساستنا الخانعين بلفتة أو اشارة من سفير او قنصل بينما حزب الله يتعامل بكبرياء المستغني ويدير الظهر للإمبراطورية وسطائها وهو في الداخل يسعى إلى نسج الصداقات والشراكات الوطنية دون سؤال عن الأحجام والأوزان وهيهات من يقارن لاعبي البيدر اللبناني بالقوى المتجبرة الهادرة اقليميا ودوليا والتي تخشى حزب الله وتهابه وتتوسل الطرق للتواصل بقياداته.

اعلاء المصلحة اللبنانية هو معيار المواقف وسمت الحسابات والمسافات السياسية في الداخل والخارج وذلك معيار منبثق من حرارة الانتماء والالتزام اللبناني لحزب سور وطنه بأرواح فتية غالية وهو امر يغيب ذكره عن خطب قادة حزب الله من باب الأمانة لروحية الإيثار وأخلاقيات التضحية التي تشبع بها الحزب بقادته ومجاهديه قاطبة وحشد الشهداء والجرحى شاهد حي لمن لا ينسى لكن هذا الحزب المجبول بالرسولية والتواضع ينبذ كل استعراض أو تمنين وهي تقاليد وطباع تنتمي لأخلاقيات نابعة من فكره وثقافته الأصيلة.

بالانتقال إلى محاور الموقف السياسي الراهن لحزب الله وحول موضوع الحكومة شدد السيد على ان العودة إلى الحكومة هي قرار داخلي، الأساس فيه هو الوقوف إلى جانب الناس في هذه الأزمة الاقتصادية، وغير مرتبط بأي مفاوضات تحصل، وليس كما يشير البعض إلى أنّه نتيجة فتح علاقات إيرانية سعودية أما ففي محور الانتخابات فقد شدد السيد على بعدين حاسمين وطنيا فقد اكد على نظرة مبدئية محورها حماية الخيارات الوطنية الكبرى بواقعية الحزب ونضجه المسؤول الذي نضحت بها تقديرات واستنتاجات السيد صفي الدين الذي شدد على اهمية الحوار والحاجة إليه مجددا تمسك الحزب بتحالفاته كاشفا اتمام وضع الخطوط العريضة لبرنامج حزب الله الانتخابي.

جزم السيد صفي الدين بأن الخطوط العريضة للتحالفات في ثبات مبدئي بمحورية الحفاظ على لبنان والأكيد والبديهي ان حزب الله الذي يعطي الاستحقاق حقه من الاهتمام يدرك طبيعته وحدوده فهو محطة في سياق سجال مستمر ومفتوح بين قوى التحرر في المنطقة والحلف الاستعماري الصهيوني الرجعي وأدواته الإقليمية والمحلية وحيث كانت يد حزب الله هي العليا في جولات وميادين محلية وإقليمية فلا يرقى إلى جدارة الندية والخصومة أي من المتطاولين أو المتطفلين على الحواشي في الداخل والخارج.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى