بقلم غالب قنديل

الزميلة سمر الحاج لن ننساك أيتها المقاومة الحرة

غالب قنديل
ومن ينسى ذلك الوجه النقي والصوت الصادح الذي صرخ في وجه الظلم والتعسف وكان حاضرا في نصرة المقاومين والتصدي للعدوان والتغول الاستعماري الصهيوني.
لم يكن انتماؤها إلى فضاء المقاومة فعل صدفة وقد يتوهم البعض أن اعتقال زوجها اللواء علي الحاج كان وحده بمثابة حادث وضعها في تصادم مع تركيبة النظام البائس ولكن الحقيقة ان زوجها استهدف بفعل خياره الوطني العروبي التحرري وهي بالأصل منتمية إلى معسكر المقاومة والتحرر بوعي عميق وهي الإعلامية المثقفة قبل ان تكون زوجة اللواء الشريف علي الحاج الذي استهدفه التكالب الرجعي المشبوه على البلد والمقاومة بعد جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
سمر الحاج الصحافية والإعلامية والسياسية ذات الحس القومي العروبي المرهف والوعي الوطني والقومي كانت علامة فارقة في مشهدنا الإعلامي السياسي الوطني وعلى مفاصل الصراع والتحديات وفي كل تحول ومنعطف كانت هذه المناضلة الشجاعة تنبري صادحة وبجرأة بالكلمة الفاصلة دفاعا عن فلسطين وسورية ولبنان وفرضت حضورها الساطع بقوة الموقف وبصدق النبرة وقوة المنطق .
هذه السيدة اللبنانية العربية المناضلة كانت مثالا لنساء بلادنا المقاومات ونموذجا لصلابة نادرة وللمبادرة المستمرة في إعلاء الصوت ورفع راية الحق وما من تظاهرة او لقاء وطني دفاعا عن المقاومة وفلسطين وسورية إلا وكانت تتقدم الصفوف وتطلق الموقف التحرري الشجاع وكانت تمثل واقعيا نساء لبنان وسورية وفلسطين والعراق ورجالها وقد ولدت كلماتها ومواقفها على الدوام تفاعلات أعمق من مجرد التأثر الشرقي بشجاعة امرأة تقتحم المنابر التي طالما اعتبرت حكرا على الرجال وهي كانت جديرة بما انتدبت سنوات من عمرها لأجله دفاعا عن الخيار العروبي التحرري.
هذه المرأة المناضلة المثقفة والشجاعة كانت مثالا للوعي والالتزام الوطني والعربي وقدمت مساهمات مؤثرة في معارك قومية وطنية على الجبهة الإعلامية طيلة سنوات وهي جديرة بالتقدير والاحترام فمن كان بمثل شجاعتها لا يمكن أن ينسى في جمع المناضلين الشرفاء وكلما انعقد لقاء اعلامي او سياسي وطني سنتذكر تلك السيد التي كانت حاضرة دائما بصوتها الصادح وموقفها المميز.
سمر شلق الحاج لها في ذاكرة الشعب والوطن وفي سجلات المقاومة ومناصريها الشرفاء مكانة بارزة وهي مثال الإعلامية الوطنية المقاومة المثقفة والشجاعة التي نعتز بها وبمأثرها وستبقى علامة فارقة لتنهل من مآثرها اجيال قادمة من الإعلاميات والإعلاميين الذين يختارون طريق الالتزام الأصعب ويهجرون مفارق الارتزاق والاستلاب والانخلاع لينحازوا لشعبهم ووطنهم وامتهم. لأنها الشجاعة المقاومة الملتزمة ولأنها امرأة صلبة مكافحة جريئة سنقدمها دوما المثال والقدوة.
اعلامية وسياسية واما وزوجة شكلت منارة في التضحية والمبادرة إلى مقاومة العدوان والظلم ورفع راية التحرر وكما كنت تتوجهين إلي في تحيتك بنداء الرفيق أقول لك وداعا يا رفيقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى