بقلم غالب قنديل

تشديد العقوبات على سورية وواجبات الحلفاء

 

غالب قنديل

صار وراءنا توهم الغرب امكانية إسقاط سورية ومن الواضح ان الجهد الاستعماري يتركز على العرقلة ونصب العوائق لتأخير مسار التعافي السوري بعدما حسم الاتجاه في مخاض تضحيات ودماء سطرتها ملحمة شرقية مجيدة تلاقت عبرها طاقات وجهود من سورية وإيران وروسيا خلال عشرية النار والدماء في الدفاع عن درة الشرق التي تعرضت لأعتى الحروب والغزوات المعاصرة واستحدثت في سياق الغزوة أشكال وأدوات مركبة جمعت بين الغزو بالجيوش وادارة عصابات عميلة وافلات وحوش التكفير الى جانب منظومة العقوبات وتدابير الخنق الاقتصادي والمالي.

بعدما انهارت اوهام وخطط استعمارية كثيرة ينصب الجهد الأميركي الغربي على تكتيف القوة السورية بالعقوبات لعرقلة تعافيها ونهوضها انطلاقا من ادراك مبني على معاينة تاريخية لإمكانات سورية المتنوعة اقتصاديا ودينامية قطاعاتها الإنتاجية الواعدة التي تجعل منها قوة صاعدة رغم ما ألحق بها من دمار وخراب.

يدرك المخططون الغربيون مقدار حيوية المنتجين السوريين وقدرتهم على العودة إلى دورة النشاط المثمر بسرعة قياسية وما تبذله الدولة السورية من جهود جبارة في رعاية واحتضان مختلف الفروع والقطاعات المنتجة وتفكيك وتصفية العراقيل والمعوقات لاسيما تلك الناشئة عن استمرار بؤر الاحتلال والاستنزاف التي تديرها كل من تركيا والولايات المتحدة والكيان الصهيوني بالتناغم لحجب ثروات وموارد ضخمة تحرم منها الدولة السورية ومن فرصة استثمار مواردها في اعادة بناء ما دمرته الحرب.

تمثل العقوبات رديف بؤر الاستنزاف التي تعيق التعافي السوري وتملي واجبا مستحقا على الحليفين الروسي والإيراني بل تفرض مشورة ثلاثية سبق ان اقترحناها لوضع خطة تعجل في مسار نهوض سورية واستعادة دورها وما يجري إلى اليوم ما يزال في حدود ضيقة دون الزخم المنشود وهو ما يهدر زمنا وجهدا دون مبرر.

مصلحة روسيا وايران القريبة والبعيدة تقضي بتسريع نهوض سورية والتصدي المشترك للعقوبات والضغوط والعراقيل هو التحدي الراهن الذي لا مبرر ولا جدوى من استئخاره بأي ذريعة كانت ومن هنا تستحق الدعوة إلى بحث عاجل في خطة مواجهة تقلب الطاولة وتتيح انعتاق سورية من القيود والبؤر المانعة لنهوضها وتعافيها.

ويمكن لو توافرت الخطة والدينامية التنفيذية التي تميز الحليفين الروسي والإيراني أن توضع ركائز تحول متسارع سوف يرتد بدوره على الشركاء والحلفاء بنتائج نوعية حاسمة فسورية قلب الشرق ومنارته وتعافيها يشع في المحيط القريب والبعيد وتلك عبرة تاريخية لابد من تمثلها وهي كانت سر وضع سورية في عين الاستهداف من عقود.

العقوبات التي يفترض التصدي لها بخطة مشتركة هي رديف بؤر الإرهاب والعدوان الباقية على الأرض والواجب يقضي حركة عاجلة لحسم الأمور في السياسة والميدان وسد الفجوات وتصفية البؤر هو الاستحقاق الراهن على عاتق الشركاء في روسيا وإيران وسائر أطراف محور المقاومة فالنفير إلى الحسم وانهاء الميوعة والاستنزاف يسرع في انعتاق القوة السورية ونهوضها وتلك بارقة أمل كبير لبلدان المشرق ونجدة لسائر الشركاء الذين يدينون لسورية بالكثير عمليا وأخلاقيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى