بقلم غالب قنديل

نصرالله يسدد المجابهة ضد الحلف الأميركي السعودي

 

غالب قنديل

دائما تكون كلمات السيد نصرالله منهجية وعميقة في تحديد وجهة النضال التحرري وتسديد البوصلة لسائر قوى المقاومة والتحرر في بلدان المنطقة أو ما يعرف بالمحور وفي حضرة الشهداء القادة يشهر السيد الموقف الفصل وهو يركز الأولويات الراهنة في النضال ضد الثالوث الصهيوني الرجعي التكفيري وبالأصل وأولا ضد السيد الأميركي الغربي الخبيث والمتغطرس وهو مركز التخطيط والقيادة والتحريك والإسناد لفصائل التوحش التكفيري الدموي كما برهنت تفاصيل الأحداث ومجريات الميدان ووقائع كثيرة كشفت وبعضها ما بقي طي الكتمان في دهاليز القيادة والتخطيط الأميركي الغربي الصهيوني.


زمعصابات التكفير الإرهابية التي تبدت في واجهة الحدث عبر سلسلة مذابح وجرائم وحشية عابرة لحدود بلدان المشرق وتنقلت بين العراق وسورية ولبنان هي القوة التي تشكلت في الحضن الأميركي الصهيوني السعودي وقد تنامت شبكاتها برعاية مشايخ التكفير الوهابيين الذين انتدبوا لمهمة تدمير المجتمعات والدول الوطنية برعاية أميركة.

هذه الحقيقة أفصحت عنها يوميات وفصول من خفايا وشواهد ما فعلته داعش في العراق ومن ثم في سورية حيث أنشئت بؤر استنزاف وتخريب ما تزال تهديدا مقيما إلى اليوم رغم التحولات التي عصفت بالمنطقة بفعل تضحيات ودماء كان قادة المحور في مقدمتها حيث شكلت شهادة القائدين سليماني والمهندس بصمة خالدة في مستقبل الشرق وقد قادا حملة دحر وتفكيك الهجمة الأشد فتكا ووحشية على المنطقة كلها.

الحلف الأميركي السعودي راعي الإرهاب هو سند الكيان الصهيوني وعملائه ومن يدقق في ثنايا الميدان يكتشف المزيد عن شبكات تمويل وتحشيد وتعبئة وقيادة من الخلف وشبكات إسناد وتحريك تتوارى عند اللزوم لصالح وحدات الغزو من قوات النخبة في الجيوش الأميركية الأطلسية ولذلك فإن داعش والقاعدة هما وحدتان عاملتان بإمرة واشنطن لتمزيق المنطقة وللفتك باهلها ضمن خطة شاملة لتدمير الدول والمجتمعات.

يبتعد السيد نصرالله عامدا عن التحليل النظري التجريدي وهو في سردياته يعيد تشكيل الوقائع والسياقات بلغة السهل الممتنع القريب من متناول الناس وفهمهم وهذه ميزة نوعية في خطبه التي قارناها مرارا بخطب الزعيم الخالد جمال عبدالناصر الذي جمع بين جاذبية الشكل وعمق المضمون ونأى عن التعقيد أو الترف النظري الذي يهواه المثقفون المنفصلون عن الجمهور وأحيانا عن الواقع برمته بعيدا عن العامة محصنين في أبراج افتراضية تستوطنها أندية السفسطة والثرثرة.

الوقائع العراقية الدامية شغلت حيزا مهما من خطاب السيد ليس فحسب أمانة للمناسبة بل كذلك بفعل محورية العراق في تشكل معادلات المنطقة وتوازناتها حيث ركز السيد على البعد الاستراتيجي لمكانة العراق وأهميته المصيرية المقررة ومن هنا أهمية القائدين الشهيدين المهندس والعامري في المبادرة والقيادة الميدانية والقدرة التعبوية المميزة حيث تكاملت مواهبهما القيادية وتناغمت مع الفريق سليماني ضمن منظومة المقاومة ومحورها.

بفضل القيادة العليا الفذة وطاقتها التعبوية والتخطيطية وتمرسها الميداني استطاع قادة الحشد العراقي ان يمدوا الجسور الوطيدة بين المكونات المتنوعة ليولدوا ايقاعا منسجما في الإدارة القتالية العليا وفي شتى التفاصيل اليومية واستطاعوا احتواء العصبيات الفصائلية في نسق اندماجي داخل الحشد وأكسبوا هذه القوة المقاتلة تماسكا وانسجاما تجلى في اداء قتالي نوعي وانتصارات مبهرة مع الشراكة الوثيقة بالتخطيط والإدارة والقيادة الميدانية أحيانا من قبل الفريق سليماني وأركان حربه ومعاونيه.

ملحمة حماية العراق من الغزوة التكفيرية الوحشية هي فصل مجيد من مسيرة حماية الشرق من خطر وجودي أشعل الحراق المدمرة ونشر المجازر الدموية والإبادة المنظمة والبصمة الإيرانية العربية المشتركة في هذه الملحمة يخلدها انجاز عظيم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى