بقلم غالب قنديل

عصف زلزالي وانتخابات فاصلة في زمن الانهيار  

غالب قنديل  

نودع سنة حافة بالأزمات والمشاكل والتحديات التي أوشكت بلوغ شق زلزالي وصدع وجودي خطير مع تدحرج البلد إلى هاوية الانهيار المالي والاختناق الاقتصادي بينما تمكن من الثبات في موقعه الإقليمي كقلعة مقاومة ولم تفلح إلى اليوم محاولات الانقلاب على ثلاثية القوة والحماية الرادعة رغم ما حشد للنيل منها وما سخر لهذه الخطة اللئيمة وما وظف في خدمتها من إمكانات ومنصات وسفارات واجهزة تجسس.

 في الحراك الدولي الإقليمي هدف مركزي وهو نزع الحصانة عن المقاومة لاستباحة البلد ونقله إلى الضفة الأخرى في الاستقطاب الذي تعيشه المنطقة وزعزعة دعائم القوة والتماسك في المعادلة اللبنانية هو هدف استعماري صهيوني رجعي يتجلى عبر السعي إلى خلخلة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر وخنق الأطراف الوطنية الأخرى واستفرادها للحؤول دون قيام صيغة متماسكة للحلف الوطني العريض تحتويها مؤسسة جبهوية منظمة عابرة للطوائف والمناطق اللبنانية ومهيأة لنقل البلد والواقع السياسي إلى مرحلة جديدة.

ليس الحل الواقعي لهذه المعضلة أحجية بل هو يتطلب الجلد والمثابرة لتذليل العقبات وبلوغ الغاية المرجوة باحتواء تباينات واختلافات تثير التباعد وتولد الحساسيات الضارة ولا يمكن تجاوزها بالتلفيق الشكلي فالطريق لبناء فهم مشترك واستيلاد إرادة وطنية واضحة يمر بحوار مستحق حول المأزق الراهن وأسبابه وسبل تخطيه.

نقترح على الفريق الوطني بجميع اطرافه تكوين مجموعة عمل خاصة من غير المرشحين للانتخابات تتولى النقاش لبلورة التصور العام  المشترك لخطة المعركة الانتخابية مع توصيات ملزمة لسائر القيادات لجهة المفاضلة في الترجيحات بناء على معايير علمية واحصائية مدروسة منزهة عن المحاباة قدر الإمكان وينبغي بدافع المسؤولية أن يكون التعهد المسبق بالالتزام بتوصيات المجموعة المفوضة من غير تردد بعيدا عن تأثير العلاقات الشخصية وهي موجودة ومؤثرة بصراحة ويعلم جميع المعنيين ذلك حتى منهم من يكابر أو ينكر.

أكرر ما قلته سابقا عن عدم ترشحي للانتخابات واستعدادي لوضع امكاناتي الفكرية والسياسية والإعلامية في تصرف مرشحي الحلف الوطني ضمن تصور مشترك لكسب معركة اعتبرها فاصلة في مستقبل البلد وهي تكثف مسارات نضالية ممتدة منذ سنوات طويلة وبين حدي انتظام ركائز الدفاع عن خيار المقاومة وفرصة الانتقال إلى نسق سياسي يتيح إنجاز نقلة نوعية في سياق تطوير النظام السياسي يستقيم خط العمل الوطني وتقوم خطة خوض الانتخابات الجديرة بكسب المعركة وملاقاة الفرصة المتاحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى