بقلم غالب قنديل

لذكرى بطل الشرق القائد الشهيد قاسم سليماني

غالب قنديل

تخبو الكلمات وتعجز المعاني في ظلال قائد بطل عرفته ميادين القتال مغوارا ومخططا استراتيجيا ومحاربا عظيما من أجل دحر الاستعمار والصهيونية وتحرير الشرق العربي الإسلامي من الهيمنة بذل دمه وروحه في معين اخوة المصير العربية الإيرانية وقضية التحرر من الاستعمار والصهيونية .

اليوم نتذكر في لبنان ذلك الجنرال المدهش في تواضعه وذكائه وقدراته العسكرية الفذة والميدانية الذي عشقه المقاتلون واعتمدوه قدوة ساحرة في الإيثار والتضحية والبأس والتواضع والبساطة ومعلما نهلوا الكثير من معين معرفته وعلومه وخبراته التي بسطها لهم بكل تواضع دون تشوف او استعلاء وما زالت سيرته حاضرة بينهم تستعاد بخشوع واحترام.

 

إنه القائد الكبير الذي حمل الصواريخ مرات على كتفه عبر الدروب الوعرة إلى رفاق السلاح في حزب الله لصد العدوان الصهيوني وكان نداء النخوة والأخوة اسمه الأثير على مسامع القادة والمجاهدين نذير نجدة تقلب الموازين بالسلاح الرادع الذي حمله مع أخوته وبخبرة ومقدرة فذة في التخطيط الحربي وإدارة العمليات وحضر بنفسه ليشارك في المعارك الفاصلة زاهدا في المكاتب والمناصب والتشريفات فكان رفيق تموز العظيم وصار اسمه الأثير الحاج قاسم مرادف اخوة ونخوة ترفع المعنويات وتزف بشائر اقتدار وتفوق وانتصار وهو ناقل خبرات ومعلومات الى رفاق سلاح يفاخرون بأنهم تتلمذوا على يد الحاج قاسم المتواضع الخلوق المحبوب والخبير المهاب.

 

الحاج قاسم حاضر بروحه المقاتلة على مدى الشرق في مقاومة العدوان والغطرسة يستحث همة المدافعين عن بلداننا في سورية والعراق ولبنان ويواكب الفدائيين على ثغور فلسطين وداخل الأرض المحتلة ولربما كانت له ولرفاقه بصمة يمنية لم نعرفها بعد فالشهيد سليماني هو روح الشرق الحرة التي تجوب البلدان وتعبر المسافات وتزكي التمرد على الاستعمار وتنشر الوعي ضد الصهيونية فتقاتل في الميادين وعبر الحدود.

 

إنه جنرال الحرس الثوري الذي هجر المكاتب والمقاعد وعشق الميادين والساحات المشتعلة ضد الاستعمار والصهيونية والتكفير الإرهابي فكان بطل الشرق بلا منازع وقدم مساهمات عظيمة في الدفاع عن المنطقة عبر جولات مشهودة سطرتها بطولات خالدة.

 

في كل ذلك ومعه ترك القائد الشهيد بصمات نافرة لا تمحى في احتضان المناضلين لتحرير فلسطين التي كانت عشقه حتى النفس الأخير وهو صاحب البصيرة النافذة والوعي الاستراتيجي والقدوة في التزامه الثوري التحرري وانتمائه المشرقي وأخلاقياته الإسلامية الثورية الأصيلة بتواضعه وتساميه المشهود الذي جعل منه منارة وقدوة للمناضلين في سبيل الحرية على مدى الساحات والبلدان.

 

الفريق الشهيد قاسم سليماني قامة كبيرة وشامخة وروح غرست في تراب الشرق لتزهر عنفوانا وبأسا وبطولة وحكمة وتنبعث مع جولات التحدي ومعارك الحرية روحا مقاتلة في غابة السواعد والعقول والبنادق والصواريخ التي تسيج بلداننا وشعوبنا وتحمي حقنا في الحياة الحرة الكريمة .. حاج قاسم ستبقى مشعا في فضائنا كشمس شرقنا الساطعة وسيرتك فواحة كزهر الربى والسهول التي نسجت لها ثوب حرية وعرس انتصار على وحوش التكفير وذئاب الاستعمار وكلابه ومخلبه الصهيوني القذر.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى