بقلم غالب قنديل

الجبهة الوطنية وتحديات الخلاص

غالب قنديل

كنا ممن رحبوا بالتفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر ودعونا مبكرا لتوسيع نطاقه نحو جهات وطنية متعددة عابرة للطيف اللبناني السياسي والشعبي والارتقاء إلى صيغة جبهة وطنية متحدة مؤهلة لقيادة النضال الوطني ببرنامج مشترك يغطي المهام السياسية الراهنة والتغييرات المنشودة في النظام المعيوب المعطوب الذي تتجدد فتوقه ومآزقه على المفارق والمنعطفات.

 

خلال سنوات لم نطالع او نتابع اقتراحا واحدا خارج المألوف المتداول حول الأزمة الاقتصادية والمالية من أي جهة كانت وبالذات من الأصدقاء في التيار الوطني الحر وتكتله النيابي لا قبل الانهيار المالي ولا بعده ولا نعرف مبررا واضحا أو مقنعا للعتب الكامن على حزب الله بما يستحق الغضب والانفعال الظاهرين في كلمة فخامة الرئيس ولو انه لم يسم مقاصده واستهدافاته من بين القوى السياسية الحليفة التي لم تقصر في دعم العهد والتعاون معه من سنوات وخصوصا حزب الله الذي تحمل الكثير في السياسة وغيرها نتيجة التمسك بالتفاهم والتحالف وقد عرضته بعض الخطوات والمواقف التيارية للإحراج والإزعاج شعبيا وسياسيا فاحتواها بحكمة مقدما اولوية حماية التفاهم والتحالف مستعدا لتحمل التبعات والتكاليف.

 

غالبا تعامل التيار بمنطق استعفاء من مسؤولية المساهمة في جهد التعزيز المطلوب للمقاومة شعبيا وسياسيا وتجاهل حصته من موجبات الدفاع وتدعيم المقاومة وفي هذا الإطار المنهجي كان التجاهل المستمر الواصل حد الإنكار والتنكر لحيوية وحساسيات العلاقة بن الحزب وحركة امل كجسر تقوم عليه حركية المقاومة كخيار شعبي ومعادلات الحماية من العدوان الصهيوني وحيث تقدم حركة أمل جهودا عضوية في المنظومات الميدانية للمقاومة إلى جانب الحزب السوري القومي وتيار المردة وحزب البعث وحزب الاتحاد والتنظيم الشعبي الناصري وأطراف وشخصيات وطنية متعددة وفصائل سياسية وطنية بهويات فكرية ثقافية متنوعة وهذه الخصوصية في البنيان الوطني وديناميته تجاهلها التيار دوما وأدار ظهره ملقيا الأثقال كلها على عاتق الحزب الذي ينظر إلى العمل الوطني بكليته وبجمع شبكة الحلفاء لا بالمفرد أو التجزئة.

 

أثبتت صيغة الثنائية أنها لا تقوم مقام جبهة متحدة ببرنامج ومؤسسات وليس بتفاهم قد يتم التعامل معه كاتفاق ظرفي لا يلبث ان يتراجع وهجه ويخبو وفي زمن الانهيار بالذات تشتد الحاجة إلى مأسسة الحلف الوطني في جبهة ومؤسسات جبهوية وبرنامج عمل وهذا ما ينبغي ان يكون موضع نقاش وحوار بين قيادات العمل الوطني الذي لا يجوز ان يبقى على حاله في ظروف كارثية تتطلب مبادرة هجومية عاجلة في مستوى المسؤولية والتحدي الإنقاذي.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى