بقلم غالب قنديل

تحية لجورج قرداحي العلامة الفارقة والقامة الوطنية

غالب قنديل
تمنيت وزملائي رئيس وأعضاء المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع أن تطول إقامة الوزير النبيل والزميل المميز الأستاذ جورج قرداحي في وزارة الإعلام وقد استبشرنا وتفاءلنا كثيرا باختيار شخصية إعلامية أصيلة ومتمرسة وبفرص واعدة للنهوض بإعلامنا العام وبالإعلام الوطني بجميع مرافقه مع تولي شخصية متمرسة مهنيا تحظى برصيد كبير يمكن ان تطلق دينامية عالية في تطوير الإعلام العام ورعاية الحريات الإعلامية والارتقاء بمحتوى رسالة الإعلام الوطني اللبناني العام والخاص وتعزيز قدرات إذاعة لبنان وتلفزيون لبنان التقنية والبرامجية.
لم تلبث أن نبشت كلمات الوزير قرداحي الداعمة لشعب اليمن لتكون عقب أخيل وتقلب ظهر المجن في عصف تهويل وضغوط وصولا إلى تداعيات سياسية وتفاعلات درامية انتهت باستقالته المؤسفة تلافيا لأزمة حكومية ومع نذر قطيعة سعودية خليجية وحملة ضد لبنان مصحوبة بهجمات سياسية وإعلامية ظالمة.
خرج الوزير الشهم من مكتبه كبيرا مرفوع الرأس كما دخل والمشكلة كانت في عطب نظام سياسي مستباح متهتك وهش وواقع سياسي خنوع وكم تذكرنا استقالة وزير الصحة اميل بيطار مطلع السبعينيات في القرن الماضي مع اختلاف الشخصية والموضوع بين الحالتين لكن الجوهر كان نفسه ألا وهو عجز نظام عقيم عن احتمال شخصيات رؤيويه تغييرية وتقدمية في مواقع المسؤولية بطموح تحدي السائد ورفض الخنوع أمام جبروت الوكالات الأجنبية وقوى التجبر الداخلية او الخارجية.
واذا كان الطبيب إميل بيطار رفض الصمت على احتكارات الدواء وتحدى تحكم عصابات الوكلاء والسماسرة بسوق الدواء فإن الوزير جورج قرداحي الذي ناصر شعب اليمن واحراره المقاومين ورفض القعود عن موجب التزام قومي تحرري وهو يجاهر بانتمائه إلى ثقافة المقاومة ونهجها قد تحدى أخطبوطا رجعيا وشبكات متشعبة من العملاء والأبواق وقد استوى خطر مصاصي الدماء من سماسرة ووكلاء الشركات الأجنبية مع وكلاء وعملاء السفاحين الذين سفكوا الدم العربي لحساب الهيمنة الاستعمارية اللصوصية ووكلائها وفي الحالين معسكر الفقراء والمستضعفين يقاوم اخطبوط الهيمنة الاستعمارية الصهيونية اللصوصية ووكلائها المحليين في الأنظمة التابعة.
اتخاذ القرار وتحكيم الاختيار انتصارا للحق في زمن حرج ودقيق هو محك فروسية وشجاعة واقتدار بخوض المجابهة إلى النهاية دفاعا عن المبادئ والقيم الوطنية والقومية وعن العدالة كفكرة ألهمت الإنسانية من عصور وهي قيمة حضارية عليا في ميراث الإنسانية وقيمها.
الوزير الصديق جورج قرداحي الفارس الشجاع والإعلامي العروبي المقاوم لم يساير او يخاتل وجاهر بالانتصار لأحرار اليمن دون مداراة او تهاون وتحمل التبعات بشجاعة وجرأة وقد شرف الإعلام اللبناني بصرخة الحق في وجه الجور والبطش الدموي والتدمير الوحشي الذي يتعرض له شعب شقيق مسالم.
الصديق العزيز والزميل الأستاذ جورج قرداحي كنت وما زلت علامة فارقة آملين ألا تبارح العمل الوطني العام فلبنان ومشروع الدولة بحاجة إلى شجعان رؤيويين من أمثالك وعلى سويتك.
لقد جرى كل شيء بسرعة على إيقاع استهوال لبناني وترهيب خليجي شامل ليقطع سياق تجربة وزارية ومهنية واعدة لإعلامنا الوطني في ظروف شديدة الحرج والصعوبة وسدت نوافذ أمل واعدة في وجه الإعلام اللبناني بجميع فروعه وأدواته ومنابره المتعددة ولكن لم يفت الأوان لاستكمال تجربتك في العمل العام مع فارس شجاع كالوزير الصديق سيلمان فرنجية وسائر رفاق الحلف الوطني المقاوم ولنا موعد جديد كما نتمنى في الانتخابات النيابية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى