بقلم غالب قنديل

حزب الله والمتطاولون في زمن الانهيار

غالب قنديل

تتبدى حال الانهيار اللبناني حافة باستغلال سياسي ظاهر بينما تشير التحركات الأميركة الغربية السعودية إلى حشد كل ما هو متاح لاستغلال الفرصة في شد الخناق على البلد من جمع الجهات الدولية والإقليمية المعادية لمحور المقاومة في المنطقة ويأمل المتدخلون بشتى الوسائل في اختبار القدرة على زحزحة التوازنات وتعديلها بأي درجة كانت والمستهدف الرئيسي من عصف الضغوط والابتزاز والترهيب هو موقع لبنان ودوره المركزي في محور المقاومة والتحرر وتتركز جميع الحملات المسعورة ضد حزب الله وعوامل حصانته السياسية ودوره في معادلة القرار بعدما تبين عقم الرهان على النيل منه مباشرة عملا بقاعدة تقليدية في الاستراتيجيات الغربية وهي تعرية القلاع والحصون قبل مهاجماتها مباشرة.

 

حزب الله محصن واقعيا بشبكة تحالفات عضوية وثيقة عابرة للطوائف والمناطق ويحظى بتعاطف واسع كقوة طليعية تحررية حققت حماية وحصانة للوطن واتسمت بالحكمة والعقلانية دائما وهو اليوم يؤكد هذه الحقيقة بسلوك عقلاني متوازن يقدم المصالح الوطنية على غواية انتهاز الفرص وأسلوب تسجيل النقاط الدارج والمتبع في النادي السياسي وهذا الرصيد الواقعي يفتح نوافذ وبوابات رحبة للإنقاذ الوطني يتجند الحزب بقدراته السياسية وبعلاقاته في الداخل والخارج للمساهمة في ملاقاتها وانتشال البلد من هاوية محققة ومهلكة.

 

يفتح الحزب وأمينه العام نوافذ الأمل في مشهد سياسي قاتم وسوداوي ويشعل الشموع في ظلام دامس ومعتم مبديا كالعادة التزامه وسعيه للزج بأقصى ما لديه من قدرات وإمكانات بترفع اخلاقي وبحمية وطنية في وجه المناكفين والمتواطئين فالأولوية الحاسمة في عرف قيادة الحزب هي للعمل والإنجاز لا للمناكفة والسجالات الاستنزافية .

 

بعض الجهات الخسيسة والعميلة في الداخل اللبناني مواظبة على استهداف حزب الله والطعن بمصداقيته والتحريض ضد وجوده وسلاحه ودوره كمقاومة إنفاذا لأوامر ورغبات مشغليها الأميركيين والغربيين وهذه الجهات المنخلعة تعرف ما تفعل وتتقصد استهداف القوة الحامية للوطن والضامنة للسيادة.

 

هذه الحملات بجميع مفرداتها وأشكالها تشن فعليا لمصلحة السيد الأميركي والمستعمر الصهيوني الذي يضمر ويريد الخراب والدمار للبنان برمته وهو مسار متواصل منذ زرع القاعدة الاستعمارية الاستيطانية في فلسطين حين بات لبنان هدفا مباشرا لأطماع العدو وخططه التي يطمسها ويتجاهلها عملاء الغرب من اللبنانيين في حمى ارتهانهم على حساب المصالح اللبنانية القريبة والبعيدة وقيم الكرامة الوطنية التي يتلبسونها زورا وانتحالا وادعاءا في غير مناسبة وموقف.

 

القيم الوطنية السامية يجسدها حزب الله بسلوك مترفع محصن بالقيم وبالإيثار والتسامي الوطني على الصغائر المناكفات البائسة والعبثية بحكمة ظاهرة في مقاربة الاختلاف الداخلي وبنأي مقصود عن التناحر الاستنزافي المؤذي وعن سلوكيات وضع المدس على الطاولة بصورة مستمرة ومن يزعمون ترهيب الحزب لمناكفيه هم دجالون يمارسون الافتراء والكذب والابتزاز السياسي فالعالم والدول الغربية والكيان الصهيوني يعرفون بدقة حجم قوة حزب الله التي ترعبهم ويتحاشونها وليس أي من خصوم الداخل بجلهم وجلالهم مثقال برغشة مقارنة معها لكنها جلاغة الجبان في استفزاز المقتدر.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى