بقلم غالب قنديل

البلادة والسلبية في العلاقة مع سورية

غالب قنديل

تلاحقت المبادرات السورية اتجاه لبنان وشعبه مؤخرا بينما ظلت السلبية سيدة الموقف اللبناني ما خلا بعض عبارات المجاملة الباردة الأقرب إلى رفع العتب رغم قيمة الخطوات السورية وتأثيرها الحيوي والإنعاشي.

الشقيقة تبادر إلى خطوات اسعاف وغوث ملحة بينما لم تتخذ من المقلب اللبناني أي مبادرات او خطوات أو قرارات توازيها في تأكيد الترابط الأخوي وشراكة المصير التاريخية والراسخة التي تعمدت بدماء وبطولات وملاحم مشتركة في مقاومة العدوان الصهيوني ومؤخرا في مجابهة الغزوة التكفيرية التي كانت أداة لعدوان استعماري على الشرق وبالأخص على سورية ولبنان والعراق.

لا يجوز أن يبقى القرار اللبناني الرسمي مسترهنا بالترهيب الأميركي وأن يكون لبنان آخر العائدين إلى دمشق وبعد دول كثيرة عربية واجنبية ومن المعيب ان نرى شواهد ومظاهر متلاحقة لتفكك القطيعة التي فرضت على سورية وانهيارها عربيا ودوليا بينما يستمر الصمت المريب من غير أي سبب منطقي مفهوم ولا يجوز كذلك ان يقبل الفريق الوطني المشارك في معادلة القرار اللبناني بهذا الوضع المرضي الأشوه وغير الطبيعي فالمطلوب مبادرة جريئة وهجومية تعكس الاتجاه وتفتح ملف الشراكة اللبنانية السورية وتناقش التفاصيل وتتخذ الخطوات العملية ولا يجوز ان يجبن بلد المقاومة عن التواصل مع الشقيقة الكبرى ولا مشروعية لسلطة لبنانية تمتنع عن اتخاذ الخطوات اللائقة والكفيلة بإعادة الوصل مع دمشق بعد تداعي الحظر الأميركي الغربي وانهياره.

لبنان في هذه الطروف الصعبة بأمس الحاجة لحكومة وزعامات تمتلك شجاعة المبادرة بالتوجه إلى دمشق لمناقشة ملفات الشراكة والتنسيق وتطويرها وهي سبيل انتعاش ونهوض اكيد يحتاجه اللبنانيون كما السوريون وفي كثير من المصالح المشتركة بين البلدين والشعبين وفرص غنية بإمكانات وآفاق مستقبلية.

وإلى البكائين الندابين وتجار المعونات نقول إن ملف النزوح بذاته قابل للاحتواء بصورة أفضل اذا توحدت الجهود اللبنانية السورية وتم التناعم والتنسيق في مخاطبة الخارج وفي احتواء المشاكل وتذليل العقبات امام إعالة النازحين ومساعدتهم ثم تسهيل عودتهم إلى أماكن سكنهم في سورية وتقديم المساعدة الضرورية للدولة الوطنية السورية في توفير الشروط اللائقة وفرص العمل وسيكون اجتماع الجهد ين اللبناني والسوري فرصة لاكتساب موقع تفاوضي أقوى وأقدر.

سورية ولبنان في مشقة اخوة عميقة وعريقة ومتشعبة لا يجوز ألا تحتل صدارة الاهتمام في الأولويات الوطنية وكلما تقدم مسار التعافي السوري تضاعفت الفرص وزادت المجالات وتضاعفت الإمكانات ومن العناصر الإيجابية التي اتاحها امتناع الانقلاب الرجعي الكامل في لبنان وإلغاء المعاهدة أن الأمر يتطلب وضع جدول أعمال حول الملفات الثنائية ودعوة للمجلس الأعلى اللبناني السوري لمناقشة العناوين واتخاذ التوصيات والقرارات وهي مسألة راهنة وملحة لا يجوز ان تؤجل او تهمل أبدا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى