بقلم غالب قنديل

الابتزاز الغربي يدخل سلاح المقاومة في بازار الانهيار  

 

غالب قنديل

كشف بعض الكلام المنمق سر اللعبة وأسقط القناع عن أكاذيب الحكومات الغربية والخليجية حول مساعدة لبنان على تخطي حلقة الانهيار الخطير فقد تكرر في البيانات والتصريحات اصطلاح حصرية السلاح بيد الدولة في اطار التحريض التقليدي ضد سلاح المقاومة المحررة والحامية بينما الجهات التي تتشدق مكشوفة ومفضوحة في تآمرها مع العدو الصهيوني وتبعيتها لأوامر السيد الأميركي والغربي.

يدخل الخطاب الغربي الاستعماري موضوع المقاومة وسلاحها في مناقشات اقتصادية ومالية عنوانها المساعدة على تخطي الانهيار ضمن نسق متعمد في التحريض وتأليب الناس ضد حزب الله بتحميله مسؤولية المأزق وتداعياته الخطيرة ولطمس المسؤولية الأميركية الغربية عن الانهيار وفي ذلك ما يؤكد مصدر الضغوط وتدابير الخنق التي مهدت للانهيار وحركت فصوله والغاية تكسير المناعات وافقاد لبنان موارد كثيرة اقتصادية ومالية ومما لاشك فيه إن البنية السياسية الاقتصادية التابعة والمسترهنة هي البيئة المولدة للأزمات والاضطرابات المستدامة في لبنان وهي بالأصل فاقدة لأي مناعة بارتهانها وقد خنقت سائر فرص النمو والتراكم الوطني وبوادر التمرد والانتفاض على الهيمنة اللصوصية والتخلف سلطات وحكومات لبنانية قامت في الحضن الأميركي الغربي الخليجي واحتمت به واستلهمت توجيهاته وحرست في كنفه هيمنة خارجية اقتصادية سياسية مالية سافرة.

ينظر الغرب الاستعماري إلى الكيان الصهيوني وقوته العسكرية العدوانية بوصفها اداة تأديب واستنزاف جاهزة ومستنفرة لإخضاع كل نزعة استقلال وتحرر في البلاد العربية ومن البديهي ان يستعدي القوة الشعبية المقاتلة التي استطاعت ردع الكيان ورسمت حدودا لجبروته وقوته والبديهي ان يتذكر قادة الغرب مذلة صهيون وعجز مدللتهم وربيبتهم “اسرائيل ” امام حزب الله ليجدوا في النيل منه ومن شعبه وبلده ثأرا للعنجهية الغربية والغطرسة الإمبريالية التقليدية التي تهشمت في البلد الصغير الذي كبر بمقاومته وصار علامة فارقة في الشرق ونموذجا مشعا لشعوب المنطقة والعالم رغم استمرار البنيان السياسي المعيوب في التشويش على هذه الحقيقة رغم اعترافه الموارب عنوة.

العدوى الثورية تنتقل بين الشعوب وفي إطار البيئة القومية الواحدة وما يحصل في الوطن العربي يدلل على هذه الحقيقة بشواهد التجارب الحية في فلسطين واليمن العراق حيث تشكلت روافد تحررية مقاومة مع استمرار ثبات وصمود القلعة السورية ورسوخ التوازنات الرادعة للعدوان في المشرق وهو ما يؤسس لتحول عظيم يعكس الاتجاه ولا يمكن ان يبقى لبنان بعيدا عن تأثيراته مهما حاولت القوى الرجعية العميلة ابعاده واستنزافه واشغاله في متاهة ضياع وتخبط.

إن مصالح لبنان القريبة والأبعد مدى تقتضي اوثق شراكة مع بلدان المشرق الشقيقة وينبغي تركيز الجهود في نقد وتحطيم السدود السياسية والعملية وجدران الوهم والتضليل التي تقيمها قوى عميلة للغرب لحجب فرص نوعية واعدة تضع لبنان في سياق التحول النوعي بشراكات عربية مشرقية منتجة يمكن ان تفضي إلى وثبات اقتصادية ومالية هائلة بالشراكة والتعاون مع سورية وإيران وروسيا كحد أدنى ويفترض القيام بتعبئة القوى لهدم جدران وهمية تقيمها قوى عميلة للغرب تريد منع ملاقاة الفرض بالترهيب والتهديد.

من المؤسف ان يؤجل الواقع السياسي بأعطابه وارتباطاته إنتاج وتحريك مبادرات هجومية وبرامج عمل في هذا النسق ولا يجوز أن يستمر الصمت والانتظار حتى تصحو الضمائر الخاملة والعقول الغاشية في متاهات استرهان وانخلاع وبلادة.

الفرص كثيرة لكنها تتطلب حسا اقتحاميا ومبادرات خلاقة هجومية بمستوى التحدي لشق مسار النمو والتطور الواعد والتقاط الفرص السانحة لبناء الشراكات الواعدة بدلا من الإقامة الكئيبة في بؤر استنزاف وحلقات استتباع لصوصي.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى