بقلم غالب قنديل

أفكار حول الانتخابات النيابية المقبلة

   غالب قنديل  

شرعت تظهر ملامح سخونة الأجواء السياسية والإعلامية تحضيرا للسباق الانتخابي ونلاحظ ان الفريق الوطني يتعامل  مع الملف بالمفرق في حين يسعى الغرب لقلب الطاولة على رأسه واحداث تغيير كبير في المعادلة السياسية للسلطة.

يتلبس الغرب قناع نشر الديمقراطية وتتحول المطالبة بالانتخابات إلى قفاز وقناع محكمين للإخضاع وللتدخلات السياسية السافرة والخفية ومع اقتراب الاستحقاق اللبناني الانتخابي نشطت منصات وأدوات تقليدية ومحدثة تتسم بارتباطها وتحوم حولها شبهات كثيرة وهي تعد العدة الإعلامية والعملية لحملاتها وتحضر مرشحيها في سائر الدوائر كما ظهرت تحركات لترميم ما تصدع او تهاوى من القوى العميلة التابعة وهياكلها السياسية وسط رعاية أميركية غربية سعودية من خلف الستائر ويبدو بكل وضوح انه في مكان ما داخل غرف التخطيط الغربية يعتمل التطلع مجددا إلى قلب المعادلة اللبنانية  عبر تعديل التوازن السياسي بواسطة الانتخابات النيابية والتحكم بغالبية نيابية مطواعة وخاضعة للسياسات الأميركية الغربية الرجعية في المنطقة.

من تقنيات الخداع والإيهام والتمويه التي يستخدمها الأميركيون محاولة تضخيم حجم وفاعلية المنافسات المناكفات بين جماعات ورموز وأحزاب محكمة الربط بالغرب وبالرجعية العربية وهذه المناورة التي تتحرك في هامش زمني ضيق موضوعيا نتوقع ان تتلاشى وتختفي مع اقتراب الاستحقاق وحينها ستنجلي الجلبة وتتلاشى ويظهر الاصطفاف الحقيقي سياسيا وانتخابيا.

هذا الواقع يفترض التصدي له بمباشرة العمل لإعداد خطة تشمل اطراف الطيف الوطني بجميع احزابه وقواه تكون بمرونة ودقة استيعاب خصوصية الدوائر الانتخابية وحساسيات الناخبين والعناوين المحلية الخاصة بكل دائرة على أرضية البرنامج الانتخابي الوطني العام في كل لبنان كما يقتضي خطة إعلامية وطنية وفريقا متخصصا قادرا على إدارة المعارك بجدارة وابتكار الشعارات والوسوم والمضامين الجذابة والمقنعة في كل دائرة على حدة كما في المعركة الانتخابية الوطنية.

سيبادرنا بعض الأصدقاء بذريعة قلة الإمكانات وشحها ونرد بالقول إن البداية العلمية  ينبغي أن تكون  تنظيم القدرات الموجودة وجمع الكفاءات المؤهلة للمشاركة وتصميم الأطر التنظيمية  الأفضل والأكثر فاعلية في قيادة الحملات وإدارة المعارك التي يفترض كسبها لصالح مرشحي الخيار الوطني في كل لبنان من غير اعتداد او انتفاخ وكذلك دون استهوال وتبخيس بقدرات الفريق الوطني على كسب المعركة والإتيان بغالبية نيابية واضحة تستطيع نقل لبنان إلى مرحلة جديدة من الانتعاش والنمو والاستقرار.

من اليوم ندعو إلى أوسع مشورة قيادية بدون مواقف مسبقة او اشتراطات وبروحية اعتبار الأفضلية القاطعة هي الاتيان بغالبية نيابية واضحة بهويتها وبرنامجها وخطة عملها ليكون المجلس العتيد نقطة انعطاف فاصلة في تاريخ البلد بما يعزز مقومات الصمود والدفاع ويفتح أفق انتعاش ونمو اقتصادي ممكن إذا توافرت الخطة والإرادة وتمت تعبئة القوى والجهود.

الإمكانات متاحة والقدرات موجودة لكن تنظيمها  وحشدها وتوظيفها في نسق وطني هجومي يتطلب تناغما وعملا يشارك فيه سائر الوطنيين بدون استثناء وفي جميع الدوائر والمناطق وهذه مهمة قيادية عاجلة نقترح ان تعقد لمناقشتها خلوة قيادية عاجلة من الآن مركزيا وفي المطارح دون ابطاء او تردد وعلى الهامش أقدم أفكاري وانا أضع نفسي خارج نادي المرشحين متطوعا للمساهمة في هذه المعركة بكل ما لدي من قدرة سياسية وإعلامية وللمساهمة في أي مشورة تخطيطية أو تنفيذية مناسبة وأعتبر ذلك واجبا وطنيا ملزما يسمو على جميع الحسابات الشخصانية والذاتية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى