بقلم غالب قنديل

كيف يمكن تطوير العمل الوطني في زمن الانتخابات 

غالب قنديل

يقترب زمن السباق الانتخابي ويتطلع الكثير من اللبنانيين إلى التماس نافذة أمل بالسعي إلى حل جدي يغير من سوداوية المشهد الاقتصادي المالي وتداعياته المتمادية والكارثية في حين تنشط قوى عديدة ومنصات وجماعات مشبوهة ومشبوكة ترتبط بالغرب وبالولايات المتحدة بالذات وهي تسعى لانتزاع حجم سياسي وتمثيلي على أمل ان تسهم في تكوين معادلة جديدة تقلب الواقع النيابي وهي تركز خطابها السياسي والإعلامي على تحميل حلف المقاومة مسؤولية الانهيار من نافذة العقوبات الأميركية الخانقة مع العلم ان خطب الاتهام والتوهين ناشطة بقوة من منصات ومنابر متعددة تسهم فيها شبكات ومنابر ممسوكة وتابعة.

النقاش المستحق بين سائر القوى الوطنية يجب ان يتخطى نطاق الترشيحات واللوائح وخصوصيات المعارك الانتخابية في جميع الدوائر إلى دراسة الشعارات والبرامج الانتخابية الوطنية والخطة الخاصة في كل دائرة على حدة انطلاقا من دراسة علمية للواقع الانتخابي وبصورة تتيح ضمان الإتيان بغالبية نيابية عابرة للطوائف والمناطق بجدارة تمثيلية واضحة وهنا بالتحديد يفترض التحرر من كل اعتبارات المحاباة والمسايرة في الخيارات على صعيد التسمية والترشيح والتحرر من أي اعتبار او قيد يضعف زخم الخيار في جميع الدوائر واخذ العبر من إخفاقات نافرة ونقاط ضعف خطيرة ظهرت في الحلف النيابي الوطني ولدتها المحاباة والمحسوبية في اختيار المرشحين فجاءت بأشخاص كانت تجاربهم مخيبة غارقة في الفشل وبعيدة للغاية عن ترك بصمة أو أثر وبعضهم يذكر بنواب مروا على ساحة النجمة قديما امضوا دورات على المقاعد فلم يقدموا خلالها فكرة او مساهمة لافتة في أي من عناوين الحياة العامة ومفاصل العمل البرلماني والنقاش الوطني العام في شؤون وقضايا مصيرية كانت قيد النظر والنقاش في المؤسسة الدستورية الأم وبالكاد تحركت أيديهم للتصويت غب الطلب.

 

إن المسؤولية عن تحسين الخيارات هي فردية وجماعية على جميع قيادات العمل الوطني التي نطالبها بالتحرر من أي محاباة ومن اليوم ندعو إلى طرح الموضوع للنقاش المشترك والهادئ بين الحلفاء دون مسايرة ومن غير مواقف مسبقة في الدوائر القيادية وعقد خلوات لتداول الاقتراحات والأفكار ولابتكار ادوات جديدة في خوض هذه المعركة وتوسيع نطاق اختيار المرشحين الوطنيين من الحزبيين والأصدقاء بمعايير الأهلية الأخلاقية والوطنية والجدارة السياسية وكفاءة التجربة النضالية وتعلم قيادات الفريق الوطني كيف حملت الانتخابات السابقة حالات كانت عبئا واضافة عددية لم تقدم مساهمات تذكر بل إن بعضها كانت عبئا خالصا.

 

الأولوية في جدول المشورة الوطنية يفترض ان تكون لبرنامج عام يترك لمرشحي الفريق الوطني تطعيمه بالبنود التي تلبي الخصوصيات في كل دائرة على حدة لاسيما على مستوى المشاريع الإنمائية والمطالب الاجتماعية والإنمائية في المناطق وللأسف ما يزال الواقع اللبناني محكوما بفروقات وتمايزات في قلب الانهيار والانحطاط العام والشامل والبرامج الانتخابية يفترض ان تكتسي بجاذبية استقطابية مباشرة للجمهور من خلال تناول المشاكل والقضايا الملحة وطرح الحلول والمخارج المبتكرة ونقترح تكريس تقليد الاجتماعات الشعبية العامة التي يناقش فيها النواب شؤونا حياتية وخدماتية عامة مع ناخبي الدوائر ويتقدمون إليها بكشف عما قاموا به وأن يستمعوا إلى اقتراحات وأفكار الحضور ليجعلوا منها بنودا في اجندة المتابعة النيابية والملاحقة لدى السلطة التنفيذية فيسقط منها ما ينفذ في لقاءات دورية وتستكمل متابعة الباقي حتى ينفذ وهكذا يصبح النواب متفاعلين مع ناخبي الدوائر بحيوية التفويض الشعبي والرقابة المباشرة ويمكن بهذا التقليد الجديد افتتاح تطوير الحياة السياسية وترشيد العمل البرلماني الوطني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى