بقلم غالب قنديل

تحية لنبض الشرق وصوت القدس فيروز 

غالب قنديل 

 اليوم عيد ميلاد فنانة عظيمة تعيش  بصوتها وأغانيها مع أجيال متعاقبة من  أبناء المشرق العربي وهي علامة فارقة في ذاكرة جمعية لملايين العرب في المشرق والمغرب  وميزة لبنانية عربية بارزة في العالم  ووسم صوتي جميل في الأثير العربي  يتردد كل صباح وقد بات ملازما لشمس الشرق الساطعة ولكل مستمع ذكريات مع كل أغنية نسجت كلماتها وتنوعت نغماتها بنحت العمالقة الكبار عاصي ومنصور والياس الرحباني ومحمد عبد الوهاب وسعيد عقل وفلمون وهبي والعبقري زياد الرحباني الذي واكبت بلحنه اجيالا جديدة وشابة فكنت معاصرة لها بروحها الحية المتجددة ونبضها الذي لا يشيخ.

فيروز علامتنا الفارقة وهويتنا وبصمتنا الجامعة ووجداننا الوطني والقومي واجراس العودة … هي عنوان لبناني سوري عربي نعتز به ونفخر بانتسابنا إليه ونشدو به ترنيما كل صباح بخشوع وحنين لا ينقطع  إلى الأرض والناس الطيبين في الظروف الحالكة والأيام الحزينة كما في أزمنة الاحتفال وبهجة الأعياد والمواسم ومع بشائر القطاف والحصاد والأعراس وكل لحظة وداع حبيب وحنين ولمسة ذكريات جميلة لا تبارح وجدان ابناء الشرق في مواسم الهجرة والرحيل وطقوس اللقاء والوداع  الراسخة في يوميات مشرقنا وتراثنا عبر عصور وأعمار وأجيال.

قرعت فيروز اجراس العودة وأشهرت السيف مع قيامة البنادق المقاومة بعد هزيمة حزيران وصاحبت أغانيها حرب تشرين وغنى السوريون والعرب لجيشهم العربي السوري البطل الأبي خبطة قدمكن التي رندحت بها اذاعة دمشق مع المعارك البطولية التي خاضها الجيش العربي السوري وصاحبت فيروز نهضة المقاومة البطلة في لبنان بعد الاجتياح الصهيوني وكانت رفيقة المقاومين في معارك التحرير وملاحم البطولة حتى التحرير العظيم وهو اول نصر عربي مكتمل لم تطمس قيمته محاولة خنق لبنان ومحاصرته لمنعه من الإشعاع والتوهج في بيئته القومية.

فيروز وصدى الصوت يتردد في ربوع الشرق كله يحمل معه ذكريات وحنينا ينسكب في معارج الذاكرة الفردية والجمعية فترتسم باقة مشرقية ساحرة نلونها بأذواقنا وصفحات حياتنا وذكرياتنا الفردية والجماعية  ومحطات وطنية وقومية فارقة فيها عبق شهداء ووهج انتصارات ووجع انكسارات ومعاناة غربة وفراق وبهجة لقاء واحتفال لم شمل وانتصار وملاحم صمود ومقاومة.

فيروز لمسة سحر وحب ونبرة حنين أما وحبيبة عاشقة وبندقية مقاتلة على الثغور الجنوبية وفي القدس العتيقة وشوارعها التي تستحضرها وتمنع بصوتها الساطع كسيفها المشهر شبح النسيان ان يطويها في ركام الخيبة والهزيمة التي كنسها جيل المقاومين والثوار الذين غسلوا العار بدمائهم وبطولاتهم.

لفيروز تحية حب ووفاء وتمنيات الصحة الوافرة والعمر المديد وعهد وفاء يتجدد صداه في ربوع شرقنا العربي المقاوم تضج به قلوب الملايين في بلاد الشام والوطن العربي  باسم  جميع هؤلاء دمت لنا بكل خير اليوم وكل يوم وكل عام تليق بك الحياة لك كل التقدير والاحترام  صوتا وروحا وقيمة وطنية واخلاقية ثقافية وحضارية عليا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى