بقلم غالب قنديل

عدوى حزب الله الثورية في العراق واليمن وفلسطين

غالب قنديل

يمثل نموذج حزب الله ومسار تجربته النضالية التحررية خلال العقود الماضية مصدر إلهام وتعلم لحركات وطنية ثورية عربية تلعب أدوارا متزايدة القوة والاتساع و التأثير في مسار الأحداث الكبرى الجارية في عقد حساسة ومهمة تدفعها التطورات إلى صدارة الاهتمام والمتابعة وخصوصا في اليمن والعراق وفلسطين.

 

أولا تدلل جميع الشواهد التاريخية على قانون موضوعي هو تعلم الشعوب وحركات التحرر من التجارب وتداول الخبرات والتقنيات في أساليب القتال وإدارة الصراع بتأصيلها وتمثلها على الصعيد الوطني في ساحات متعددة تعيش ظروفا وتحديات متشابهة وإن تمايزت في بعض الملامح والخصائص الموضوعية والذاتية.

 

تلك هي حصيلة ما شهدناه سابقا في مناطق متعددة في العالم كجنوب شرق آسيا والهند الصينية وثمة في المنطقة العربية ما ينطبق بدرجات أقوى وأعمق مما في تلك المناطق بفعل الرابط القومي والتماثل الثقافي والسياسي ووحدة الصراع وشروطه وتفاعلاته التي تتفاوت بنسب جزئية محدودة بين ساحة وأخرى بحيث يسود التماثل بنسب أكبر بكثير من التمايزات الجزئية في ملامح التكوين الموضوعي والذاتي للواقع السياسي والنضالي.

 

ثانيا القراءة المتأنية للوقائع تبين العديد من العوامل والخصائص المتماثلة بين بلداننا وضيق هوامش الفوارق الخصوصية وتشير التجربة العيانية إلى ان وصفات نضالية وتنظيمية عديدة أثبتت جدواها في ساحات متعددة من المنطقة وقاد اقتباسها إلى قلب المعادلات والتوازنات لصالح القوى التحررية والثورية التي تتعلم في زمن الصراع من تجاربها بالتداعي والتناغم الذي يفعله التواصل التنظيمي والسياسي الطلائعي لقوى المقاومة والتحرر.

 

إن تنامي قوى التحرر الطلائعية التي تحاكي التجربة اللبنانية في اليمن والعراق يمثل إلى جانب الصمود السوري والنهوض بعد حرب العدوان والتدمير الشامل مؤشرا قويا على تبلور نهضة قومية تحررية متصاعدة بمفاعيل وأصداء واسعة وتأثير عميق .

 

ثالثا كنت أتمنى من موقعي النضالي لو ان القائد الشهيد الحاج عماد مغنية ما يزال على قيد الحياة ليشهد تجسد نبوءته عن الروح التي تقاتل وتنتصر وكيف تحولت التجربة الفذة التي أرسى لبناتها الأولى إلى منارة تشع بقوة.

 

تلك الروح التحررية الثورية تحولت بقيادة السيد نصر الله إلى منارة مشعة تعمم وتنشر الخبرات وتمتلك منظومات إعلامية وثقافية وشديدة التأثير في البيئة القومية يتعلم منها الأشقاء المناضلون من اجل الحرية دروسا تعمدها التجارب في العراق واليمن وفلسطين وحيث يرقى التناغم في الممارسة الحية ليماثل فعل هيئة أركان مركزية قومية للحركات التحررية تقود الساحات والجبهات بدون تكريس إعلامي مظهري وبتواضع الدماء التي تنأى عن الاستعراض وتغلب الفعل الثوري الصامت بإيثار الشهداء.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى