بقلم غالب قنديل

الشام واليمن محور النهضة القومية القادمة 

 

غالب قنديل

منطق التاريخ وقدر الجغرافية في ملحمة المشرق ونهوضه يرسم القوس بين دمشق وصنعاء بفعل تزامن وتناغم يحمل أصالة قومية راسخة وتناظر يحمل مغزى استراتيجيا عميقا ويفتح باب التفاعلات الكبرى لمخاض مقاومة وتحرر وملاحم بناء وتنمية مقبلة ستتفتح فيها قدرات وامكانات وفرص ثورية في الشرق الجديد.

 أولا: الشام واليمن عقدتان بارزتان في الجغرافية العربية والمشرقية وتكتسيان أهمية استراتيجية تأكدت عبر التاريخ القديم والمعاصر وهما بصمة في تراث عربي متجدد للمقاومة والتحرر والعمران الحضاري تنعقد بهما الخرائط والمسارات والطرق والتحولات على تعاقب حقب الاجتماع والعمران.

مسار التطورات الراهنة وفصول المقاومة الضارية للغزوة الاستعمارية بفصولها وأدواتها في المنطقة تنبئ بانتصار قادم سيكون فجر نهضة حضارية مقبلة كما كان في سالف العصور من ارتسام القوس القومي العابر للخرائط والحدود والعواصم في مخاض حرارة التعابير وحماسة المواقف التي تعكس تعطشا ولهفة تاريخية إلى عناق واتحاد لا مجال بعده لوهن أو تراجع أو استضعاف فتحقيق الذات القومية في دولة واحدة هو أفق تصبو إليه العقول الحرة وحركات المقاومة والتحرر في سائر بلداننا المستنزفة .

ثانيا: جميع المؤشرات تدلل على قرب اكتمال مقدمات الانتصار الناجز في مخاض التحرر اليمني كما في مسار النهوض والتعافي السوري وتتقارب المهل الزمنية لتقيم قوسا حافلا بالثمار والبشائر بين دمشق وصنعاء كم نتمنى لو يتبلور سياسيا في صيغة للشراكة والتعاون عابرة للجغرافيا وكم نتطلع إلى دور هجومي مبادر لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في حياكة التفاهمات ولم الشمل القومي على ميثاق التحرر والمقاومة وهو عنوان العروة الوثقى في محور المقاومة والتحرر وموضع الثقة المطلقة.

إن التكامل الاقتصادي بين سورية واليمن والعراق ولبنان يحمل وعودا وافرة بخيرات كثيرة تحقق ازدهارا عظيما وتتخطى تلبية الممكنات من المصالح البينية للتداول والتبادل بحكم الأخوة والجوار وحساب التفاضل والتكامل النوعي في المزايا والخبرات مذهل بمردوده الكمي والنوعي حال انبثاق التكتل الذي نبشر به وندعو إليه من خلال سوق مشتركة وإطار اقليمي للتعاون والتنمية.

ثالثا:  هذا التكتل بمقوماته قابل للنمو والتطور وسيشع عربيا كنموذج ملهم لعلاقات تعاون وتكامل عربية بناءة ومجدية في زمن التكتلات الكبرى بما يسمح لبلداننا بالنمو والتقدم على أرضية الاستقلال والمناعة بعيدا عن الهيمنة والابتزاز والضغط ويقينا إن فرص الشراكة العابرة للحدود بين بلدان المشرق ستكون مذهلة في مردودها ومخرجاتها الصناعية والزراعية والتقنية اذا اجتمعت الطاقات البشرية المؤهلة علميا وتقنيا والخبرات الاستثمارية والتسويقية والإنتاجية المتراكمة لدى القوى العاملة المتخصصة في الزراعة والصناعة وكذلك في التسويق والتجارة العالمية بحيث يجمع التكتل بين سورية والعراق ولبنان واليمن مجالات تماثل وتكامل تنبئ بولادة قوة اقتصادية هائلة ومذهلة في قدراتها وخبراتها وكذلك في عائدها ومردودها ومبهرة في نتائجها التي ستفيض من حولها على المنطقة برمتها فهذه الكتلة مرشحة لتقدم نموذجا خاصا في النمو والتقدم ففي جميع المجالات والفروع والأنشطة بتكامل الموارد والخبرات الهائلة.

النموذج المشرقي العربي الذي ندعو لبنائه هو أفق واقعي ممكن لابد من التحرك نحوه بسرعة ودون تردد وعدم اضاعة الوقت في مماحكات كلامية فالتحديات التاريخية تقتضي المبادرة بسرعة وأول العمل المنشود هو تنظيم مشورة شاملة في منتدى يضع نواة مشاريع الاتفاق والتفاهم العابرة للحدود.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى