بقلم غالب قنديل

روسيا وايران والعربدة التركية في سورية 

 

غالب قنديل

قطعت الدولة الوطنية السورية شوطا مهما من مسيرة استعادة السيطرة على معظم المناطق باستثناء بعض الجيوب والمناطق الطرفية حيث تتوزع الأدوار قوات احتلال أميركية وتركية وصهيونية واللافت أن الميزة المشتركة لتلك المناطق هي اختزانها لكميات من النفط باشر الغزاة المعتدون شفطها واغتصابها جهارا.

أولا بصلافة وعنجهية تواصل الانكشارية التركية عدوانها على سورية وتستبيح عددا من المناطق والمواقع المؤثرة اقتصاديا وعسكريا في مسار تعافي البلاد وهي تسعى لمنع سيطرة الجيش العربي السوري على تلك الأنحاء البعيدة عن المناطق المركزية في الجغرافية لكنها غنية بالموارد والثروات النفطية والزراعية ومن الظاهر للعيان أن العدوان التركي لا يلقى الاعتراضات السياسية والعملية الكافية لردعه من قبل روسيا وايران حليفي سورية الرئيسيين والقادرين على تغيير الحسابات التركية والأكيد أن رخاوة طهران وموسكو هي وليدة حسابات مصلحية مع أنقرة حفاظا على شراكات يمكن تقصيها في الميزان التجاري وحركة السياحة الأمر الذي يفترض موقفا حازما وسريعا يضع حدا لمسارات ومواقف تعرض سورية لمزيد من الخسائر والمخاطر الاستنزافية أمنيا واقتصاديا ما بقيت نزعة الشركاء الروس والإيرانيين إلى مسايرة تركيا.

ثانيا النتيجة المباشرة هي ترك المجال أمام الاحتلال التركي لتكريس ومباشرة نهب الثروات في المناطق المستهدفة وهذا عامل استنزاف خطير يفاقمه السعي بوقاحة لتثبيت ترتيبات دائمة ادارية وتقنية وعلى الحلفاء الروس والإيرانيين مؤازرة دمشق في ردع تلك الجرائم وخصوصا السرقات الموصوفة للثروات السورية لتحقيق أطماع إقليمية قديمة لم تبارح العقل التركي المتغطرس الذي يفاخر بذيليته الخانعة وعبوديته للسيد الأميركي ويتعاطى بفجور وتشوف مع جواره الإقليمي القريب الذي يمد يد الإخاء والتعاون ومما لاشك فيه أن هذه التصرفات اتجاه سورية ترتب موجبات عاجلة على طهران وموسكو في التضامن مع دمشق وتوجيه رسالة صارمة وقوية لأنقرة التي تبدي صلافة في الموضوع السوري ولا تستحق فظاظتها الملاطفة ومن المؤسف أن تواصل العاصمتان الحليفتان بحث الأمور مع أنقرة على انفراد في غياب سورية وهذا التغييب المرفوض يمثل انحرافا خطيرا تنبغي ازالته ونقول ذلك بدافع الحرص الأخوي.

ثالثا البيئة الاستراتيجية السورية والتوازنات الدولية الإقليمية ومسارات المنهجية التي تختطها دمشق لإدارة الصراع تفترض التأني والحكمة في التعاطي مع الشركاء الروس والإيرانيين ولكن ما لا يحتمل التأجيل هو التداعي إلى حوار ثلاثي عاجل يضم روسيا وإيران وسورية بجدول أعمال محدد لحسم الأمور وتعديل الاتجاه بمنع خلق أمر واقع على حساب سورية التي تواجه سلسلة حروب على جبهات متعددة يديرها ويقودها الأميركي الذي تنعقد بيده جميع الخيوط والخطوط في حلقة الاستنزاف والحصار وبناء على ما تقدم نقترح على الأشقاء السوريين الدعوة إلى حوار عاجل في دمشق يضم الشركاء الاستراتيجيين لتقدير الموقف ووضع الخطة والتدابير اللازمة للجم العدوان التركي والصهيوني والتصدي للحصار الأميركي الغربي ولم يعد جائزا تجاهل أهمية المشكلة وخطورتها بعد شوط التعافي المحقق ومن الملح استباق أي امر واقع يطمح إليه الطامعون وأذنابهم على الأرض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى