بقلم غالب قنديل

مؤسسات إعلامية ام أبواق ومنابر ارتزاق ؟ 

غالب قنديل  

أظهرت تفاعلات الحملة السعودية على وزير الإعلام جورج قرداحي مجددا مستوى انحطاط ونذالة وارتهان بعض المنابر والأصوات والأقلام في الإعلام اللبناني الذي بدا من جديد مثقوبا ومرتهنا لخيوط ارتزاق واستتباع رغم التشدق الكاذب الخادع بحرية الرأي والتعبير التي داستها هذه الجوقة الملوثة واهانتها بالتنكر لحق إعلامي عريق في التعبير عن موقفه من مذابح شنيعة جارية ضد شعب اليمن العزيز.

أولا لم نشهد او نقرأ أي بادرة مناقشة منطقية مقبولة مع آراء الوزير قرداحي التي بسطها وعبر عنها بوضوح وشجاعة من غير مواربة وكنا نتمنى لو أخذ النقاش إلى مستوى عرض الحجج المنطقية التي تسند وجهة نظر مساندي العدوان على اليمن غير حمية الدفاع الأعمى عن ولي النعمة والانحياز المسبق إلى قراراته وتصرفاته يا كانت طبيعتها ومفاعيلها بل إن الردح والأحكام العدائية هما ما فاضت به مقالات وتصريحات افتتح معظمها واختتم  بتكرار سمج لمنتجات المباخر المبتذلة علما ان لدى المتابع الحصيف  كثير من الوقائع وحشد من الشواهد عن توظيف سياسي استخباراتي لمنصات إعلامية وأمنية وطوابير زجل سياسي في لبنان لخدمة المشاريع والخطط الأميركية الصهيونية بوسائل وأقنعة متعددة وليس في الأمر حرية رأي بل فواتير ارتزاق وشبهات ارتهان وكانت حروب العدوان الصهيوني على لبنان فصولا سابقة لحرب اليمن فضحت للمشاهد والقارئ والمستمع  حقيقة الانخلاع والعمالة في تلك الأبواق.

ثانيا  في حاصل التجارب الإنسانية خلاصات قيمية ومنهجية تتصل بسائر المهن وأصولها وقواعدها المعيارية والأخلاقية وفي الممارسة الإعلامية وأهمها البعد الأخلاقي والقيمي للعمل الإعلامي وبالذات الدفاع عن الضحايا والمعرضين للاضطهاد والعدوان وتلك معايير تنص الشرائع والمواثيق العالمية على الزامية احترامها في محتوى ما ينشر ويبث ويجري التبشير به في سائر الوسائل السمعية البصرية وهذه المبادئ حاضرة في نسيج الثقافة الإعلامية المعاصرة وهي تضع الحد الفاصل بين حق التعبير الشخصي عن الرأي واحترام حقوق الغير وعدم المس بالكرامة الإنسانية لأي كان شعبا أم جماعة أم فردا وما تناول وزير الإعلام من تعبيرات ومواقف كان مناقضا كليا لتلك القيم ويفيض فجورا ينتهك أصول التخاطب وأخلاقيات الحوار فجميع من تناولوا الوزير قرداحي وموقفه كالوا هجائهم لاسترضاء أولياء نعمتهم في احط تعبيرات الارتزاق والتنفع والفجور وتلك  شهادة صارخة له واثبات لا يدحض على تفوقه الأخلاقي والإنساني.

ثالثا  نجدد الدعوة لإعادة فحص القوانين والقواعد الناظمة للعمل الإعلامي بهدف تنقية الفضاء الإعلامي اللبناني وبيئة المهنة من الفساد والتلوث الناجمين عن  وجود مساحات ومنافذ ارتزاق وابتذال رخيص وهذا الأمر اكثر من ضروري لتحصين الأداء الإعلامي وتطوير الممارسة المهنية  بتقاليد وأصول قيمية راسخة تعزز الإرث الحصاري والقيمي للإعلام اللبناني عربيا وعالميا وما جرى مع شخص وزير الإعلام هو مناسبة لنجدد هذه الدعوة التي أطلقناها ورددناها طيلة سنوات ولا حياة لمن ننادي في جميع مستويات المسؤولية.

قبل المنصب الوزاري وبعده نحن منحازون لإنسان عربي وإعلامي محترم نطق بوجدانه القومي والإنساني عن مظلومية شعب شقيق وبحرارة وشجاعة ما أدلى به دفاعا عن المقاومة وعن وطنه لبنان في وجه العدوان الصهيوني الذي شاركت فيه وتواطأت تلك الأبواق العربية التي خانت عهود الأخوة ومواثيقها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى