بقلم غالب قنديل

عيد الجيش: تحية وفكرة في الزمن الصعب

غالب قنديل

تتلاحق المحن والتحديات التي تؤكد للبنانيين أهمية وقيمة الدور المصيري لجيشهم الوطني حيث يقوم أبناؤهم بالبزة العسكرية بحماية حقهم في الحياة بكرامة ويشكلون سياجا للدفاع عن الوجود بالشراكة مع المقاومة البطلة وفي هذا الزمن الكارثي المضطرب تضاعفت المشاكل والتهديدات والفتن وبؤر التخريب والتآمر والجيش هو القوة التي تحمل العبء بصمت وإيثار ومن المؤلم ان يعيش الجيش الوطني في شح وحصار بينما تزيد الأحداث من تبعات مسؤولياته وسط المخاطر المتراكمة.

 

أولا الأول من آب هو عيد وطني يستحق الاحتفال وأهمية العيد في نظر الناس تكبر بعدما أثبت الجيش بقوة جدارته بالدفاع عن السيادة والسلم الأهلي رغم شح الإمكانات والقدرات ورغم تراجع الموازنات ونضوب الموارد لدرجة وضعت حراس الكرامة الوطنية حماة الأرض والشرف والأمن الوطني في وضع هو الأسوء والأقسى منذ عقود ورغم ذلك فهم على ثباتهم للبر بالقسم يؤدون مهامهم بكل اتقان وامانة في الداخل وعلى الثغور حيث تكرست شراكة المصير والدم مع أبطال المقاومة في معمودية التحرير والدفاع وساحات الشرف والبطولة ويؤكد الجيش اللبناني بالممارسة العملية وبالتضحيات انه الثابت على عهده دفاعا عن الوطن والشعب فدور الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية الأخرى يزداد أهمية وحيوية كلما لاحت احتمالات اضطراب وفتن وتهديدات عدوان وتخريب وهي جميعا تحتشد في وضعنا الراهن.

 

ثانيا يعاني الجيش مع شعبه في محنة الانهيار الاقتصادي والكارثة الشاملة التي حلت بالبلد ولا يليق أبدا بمعيار السيادة والكرامة ان تترك قيادته وحيدة في معالجة مشاكل التموين والرواتب بعد الانهيار وعار على جميع اللبنانيين ان يرتهن تموين المواقع والثكنات العسكرية بأي معونة أجنبية ومن أبسط بديهيات السيادة والاستقلال ان يكون الجيش الوطني مستقلا محصنا في موارده واحتياجاته عن أي جهات أجنبية محميا ضد نقيصة السؤال والطلب ومن البلاهة والعته والتخلف العقلي ان تمر المسألة وكأنها بادرة عادية فمن يستشعر القليل من الكرامة الوطنية يحس بالانتقاص من كرامته وبالإهانة في تسول الجيش لوجبات الطعام ومهما تذاكى البعض في الصياغة فهو تسول مكتمل الشروط بل إنها نقيصة تفتح أبوابا لإذلال الجيش وللتدخل في شؤونه ويومياته امام جهات أجنبية غير مؤتمنة ومشبوهة المقاصد والمواقف.

 

ثالثا بصراحة ندعو السلطات اللبنانية إلى إنشاء صندوق وطني لدعم الجيش والقوى الأمنية في هذه الظروف الاستثنائية ونعرف كم تثير المساهمة حماسة اللبنانيين في الوطن والمغتربات ونقترح ان يستثمر ما يجمع من مساهمات للتوظيف في مشاريع منتجة زراعية وصناعية يكون عائدها المالي للقوى العسكرية والأمنية وتعطى أفضلية التوظيف والعمل فيها لأسر الشهداء والعسكريين المصابين والمتقاعدين كما هي حال المرافق الخدمية التابعة للجيش وليس الأمر معجزة ويتطلب الإنجاز جدية ودينامية سريعة وليعلم اللبنانيون ان قرشهم في صندوق دعم الجيش والقوى الأمنية هو حماية لكرامة من يحمون كرامة البلد وحق شعبه في الحياة واستسهال الساسة للتسول على حساب الكرامة الوطنية دليل دامغ على نقص مناعة مزمن ومتأصل بكل أسف وبكل صراحة هذه منافذ ابتزاز خطير لاختراق السيادة الوطنية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى