بقلم غالب قنديل

لماذا يخاف الغرب والصهاينة من نهوض سورية ؟ 

 

غالب قنديل  

بعد فشل الحروب الضارية والفتاكة مباشرة وبالواسطة وانهيار منظومات القيادة العدوانية من الأمام ومن الخلف يعود الغرب الاستعماري إلى أساليبه التقليدية عبر إحكام طوق الحصار والقطيعة والعقوبات لعرقلة مسار التعافي السوري وإعادة البناء وفقا لمخطط الرئيس بشار الأسد الذي تؤكد الوقائع المتراكمة انه يحظى باحتضان شعبي واسع  لزعامته الوطنية وقيادته للدولة ومؤسساتها في مرحلة شديدة الأهمية حافلة بالفرص والإمكانات بعد عدوان هو الأخطر والأشرس في تاريخ سورية المعاصر التي كانت على الدوام قلعة عربية مشرقية عاصية وحرة.

أولا يعرف المخططون الغربيون والصهاينة عبر التجارب القديمة والحديثة خصائص الدينامية السورية الناتجة عن تضافر الجغرافية المستهدفة بالتهديد الصهيوني الغربي مع مؤهلات اقتصادية وتاريخية موضوعية وسمات ثقافية مميزة لشعب طموح قلق يحتضن قيادة تحررية صلبة تضع سورية في مقدمة بلدان الشرق الكبير وفي طليعته المناهضة للاستعمار وهي في خيارها المقاوم ترفع راية العروبة المقاتلة وتتمسك بحلفها الوطيد مع إيران الصاعدة القوية ليواصلا العمل بإتقان لتغيير البيئة الإقليمية وتوازناتها والتأسيس لقيام شرق جديد خارج الهيمنة الاستعمارية الصهيونية قادر على تحدي الكيان الصهيوني واحتضان المقاومة الفلسطينية الشعبية والمقاتلة.

ثانيا ما يخيف دوائر التخطيط الاستعماري الغربي أن القيادة السورية المتمرسة والشجاعة تثبت قدرة عالية على الابتكار والتكيف في إدارة غير نمطية للصراع تضمر العديد من المفاجآت وتطور المقدرات والمهارات الوطنية اقتصاديا وسياسيا وعسكريا ومن اللافت المبهر لأي متابع حصيف يدقق الوقائع ان سورية تضع بنفسها لوائح الأهداف والخطط في مجابهة حلف عالمي إقليمي شرس وشديد الخطورة ورغم الصعوبات لا تهاب في إعلان أهدافها النهائية والعمل لتحقيقها بمثابرة ودقة دون مسايرة وعلى سبيل المثال لا تتردد القيادة السورية في إعلان العزم على اقتلاع بؤر العدوان التركي الخبيث من الجغرافية السورية رغم ارتباط حليفيها الموثوقين روسيا وإيران بعلاقات وشراكات قوية ومتشعبة مع هذا “الجار” الصلف المتطفل والعنجهي.

ثالثا تواصل سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد عملية البناء التاريخي في قلب ملحمة الصمود والتحرر وهي تطبق المبدأ الفيتنامي الشهير “البندقية بيد والمعول بيد” وتسير واثقة إلى انتصارها وتتألق قلعة عربية مشرقية حرة منيعة  مزدهرة وهي رغم الجراح والطعنات تفيض في قلب معموديتها بعائد صمودها وانتصارها من حولها وجعلت من تلك العقيدة ثقافة لشعبها وجيشها والوقائع تؤكد انها ستكون في اقتصادها النامي الجديد والمتطور منارة للتنمية والتقدم في العالم الثالث يرقى بتقدمه إلى قمم النمو وطفرات التصنيع في العالم الثالث التي أعطيت صفة أسطورية وكما سطع “نمور آسيا” سيزهو أسد الشرق العربي من دمشق مع فارق ان النموذج السوري يجمع بين المقدرات والقوى المنتجة المؤهلة والقيادة المبدعة الطليعية الطموحة القادرة وعقيدة النضال التحرري والمثابرة على تعبئة الموارد لبناء قوة هادرة ومهابة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى