الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

 

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

البناء: بايدن الى أوروبا لأسبوع يتوّجُه بلقاء بوتين …ومواكبة تطور مفاوضات النووي في نهاياتها / المسار الحكومي والإصرار على مواصلة مساعي الحلحلة … وجريمة كفتون أمام القضاء/ مصادر الخليلين : تم إنجاز التوافق على توزيع الحقائب وبقي منح الثقة وتسمية الوزيرين/

 

كتبت البناء: غادر الرئيس الأميركي جو بايدن واشنطن الى لندن في أطول زيارة رئاسية أميركية الى أوروبا، حيث يشارك في قمة الدول السبع في لندن وفي قمة حلف الأطلسي في بلجيكا، وينتهي في جنيف بلقاء القمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويكون مواكباً عن قرب لما يجري في فيينا في المفاوضات حول الملف النووي الإيراني التي تشارف على نهاياتها.

سيتاح لجولة بايدن الأوروبية أن تشكل مناسبة لترجمة عناوين سياسته الخارجية التي تبلورت صورتها مع الأيام التي مضت على دخوله الى البيت الأبيض، حيث حلّ السعي للانخراط مع الصين تجارياً مكان الحرب التجارية برفع العقوبات الأميركية عن الشركات الصينية التقنية، كما حل السعي للتفاوض مع روسيا حول إمكانيات التعاون بدل المواجهة، بعدما ظهر تشدّد الرئيس بوتين في الرد على التصعيد الأميركي، وتحدّث المسؤولون الأميركيون عن مخاطر حرب باردة جديدة لا يريدون التورط فيها، بينما دخلت واشنطن فعلياً مسار التفاوض مع إيران حول ملفها النووي، وفي المنطقة، بعدما كانت واشنطن تربط مفاوضاتها مع إيران بضبطها لحركات المقاومة، فرضت عليها التطورات أن تقوم هي بكبح جماح كيان الاحتلال منعاً لتصعيد يستفز محور المقاومة وينتهي بحرب إقليميّة، لا تريدها؛ وبدلاً من التطلعات الأميركية لتغيير في سورية يأتي بمن يلائم حساباتها وجد بايدن وإدارته أنفسهم منخرطين في تغيير في قيادة كيان الاحتلال وحكومته منعاً للانزلاق لحرب، بدت خطراً حقيقياً بعد الانتصار السوري وما وفره لمحور المقاومة من حضور أظهرته معركة سيف القدس كنموذج مصغّر للحرب المقبلة.

لبنانياً، سجلت تعليقات سلبية هامشية على الكلام الذي قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حول الوضع الداخلي، بشقيه السياسي والاقتصادي، بينما كانت النتائج الأهم هي تفاعلات إيجابيّة عبرت عنها المساعي المستمرة لمواكبة المسار الحكومي الذي بقي يراوح مكانه، رغم التسريبات عن انتقال الكرة من ملعب الى ملعب، بينما الكرة لا تزال وسط الملعب، والتقدّم لا يزال بطيئا لا يسمح بالتفاؤل، طالما أن استمرار المساعي ينفي التشاؤم، واقتصادياً كان التفاعل الإيجابي عراقياً، حيث أعلن العراق مضاعفة الكمية المخصصة للبنان من النفط العراقي الى مليون طن ما يعادل نصف الاستهلاك اللبناني لعام كامل، يمكن مقايضتها بمشتقات نفطية.

في الملف الحكومي، قالت مصادر على صلة بالمساعي التي يبذلها ثنائي حركة أمل وحزب الله، أن المسار لا يزال مختصراً بالمراوحة في حلقة مفرغة، والإصرار على مواصلة مساعي الحلحلة، فالتقدم المنجز مؤخراً هو تكريس لما تم إنجازه في اليوم الأول من مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري حول توزيع الحقائب، على الطوائف والمذاهب والمرجعيات السياسية، لكنه مشروط ليتحول نهائياً بالتوافق على بندي منح الثقة وآلية تسمية الوزيرين المسيحيين الأخيرين في حكومة الـ 24 وزيراً، حيث يختلف النظر لحصة رئيس الجمهورية من قبل الرئيس المكلف إذا لم تحسم قضية منح الثقة من التيار الوطني الحر، بينما بقيت مسألة آلية تسمية الوزيرين المسيحيين عالقة في مكانها دون تقدم، وكانت مصادر المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل قد اشارت الى أن تقدماً حصل في توزيع الحقائب وثمة أفكار حول تسمية الوزيرين المسيحيين يتم التداول بها، وتبقى مسألة الثقة في نهاية البحث ثمرة التوافق على المسألتين الخلافيتين، مشيرة الى لقاءات ستعقد مع كل من الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، لمواصلة الحوار المستمر حول القضايا التي تعيق ولادة الحكومة العتيدة.

أصدرت الهيئة الاتهامية في لبنان الشمالي ـ الغرفة الأولى برئاسة الرئيس الأول القاضي رضا رعد وعضوية المستشارين القاضيين إلياس الحاج عساف ورانيا الأسمر مضبطة اتهام صدّقت بموجبها القرار الظني الذي أصدرته قاضية التحقيق الأولى سمرندا نصار بملف جريمة كفتون الإرهابية.

وأكدت مضبطة الاتهام على أنّ فعل المدّعى عليهم: إيهاب يوسف شاهين، أحمد سمير الشامي، أحمد بري اسماعيل، عبدالله عباس البريدي، فادي خالد الفارس، مصطفى محمد مرعي وطارق محمود العيس تنطبق عليهم أحكام جنايتي المادتين 335 و 549 من قانون العقوبات اللبناني، هذا فضلاً عن جنحة المادة 72 من قانون الأسلحة والذخائر. وبذلك تكون عقوبة الإعدام بانتظار المجرمين الذين ستجري محاكمتهم – استثنائياً – أمام محكمة الجنايات في بيروت نظراً لدقة وخطورة وحساسية الملف.

ومن الجدير ذكره أنّ سبعة من مرتكبي جريمة كفتون الإرهابية كانوا قد لقوا حتفهم خلال مطاردتهم في منطقة حنيدر من قبل الجيش اللبناني بهدف توقيفهم وسوْقهم إلى العدالة، فكانت نتيجة المطاردة مقتل كلّ من الإرهابيين: محمد اسماعيل الحجار، عمر محمد بريص، يوسف خلف الخلف، خضر محمد الحسن، حسن محمد حدارة، خالد محمد التلاوي ومالك عبد الرحمن مرعش.

وكانت المجموعة المكوّنة من 14 فرداً – سبق لهم أن بايعوا قيادات التنظيمات الإرهابية – قد نفذت بتاريخ 21 آب 2020 جريمة مروّعة أدّت إلى ارتقاء ثلاثة قوميين اجتماعيين شهداء هم الرفقاء: فادي سركيس، وعلاء فارس وجورج سركيس.

 

الأخبار: توتر مستجد بين عين التينة والبياضة: عقدة “الثقة المسبقة” تؤزم التأليف

كتبت صحيفة “الأخبار” تقول: أيام وتنتهي المهلة التي حدّدها رئيس مجلس النواب نبيه بري، للرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل للتوصل إلى حل يرضي الطرفين في ما خصّ أزمة الحكومة، فيما سُجّل أمس تسخين في الشارع ترافق مع حملة إعلامية، بدا كأنها ردّ من الحريري، لإسقاط أي إيجابية عن “لقاء البياضة” بين “الخليلين” وباسيل ليل أول من أمس، بعدما أشيعت أجواء عن “تبادل أفكار واقتراحات حققت تقدّماً من شأنه تسهيل تأليف الحكومة وتسريعه”.

كما سُجّل “تطور سلبي”، وفق مصادر مطلعة، خلق توتراً بين البياضة وعين التينة. فبعدما نجحت الاتصالات في فرض هدنة إعلامية بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل لإعطاء فرصة لمبادرة بري، أثار انزعاج عين التينة ما نقلته قناة “أو تي في” عن أن “الطرح الذي تم التوافق عليه بين باسيل والثنائي ينتظر جواب الحريري الذي تبقى الكرة في ملعبه”، وأن “الطرح الذي قدّمه الثنائي خلال اللقاء مع باسيل حصل التوافق عليه بين الجانبين”. وهو ما فسّرته عين التينة بأنه “محاولة للتهرب ورمي الكرة والمسؤولية كاملة على الحريري، علماً أن لا اتفاق نهائياً حصل مع الخليلين”. وقد جاء الردّ على ذلك في المقدمة الإخبارية لقناة “أن بي أن” التي أكدت أن “لقاء الأمس مع باسيل كان إيجابياً، لجهة حل واحدة من العقد”، وأنه “ليس دقيقاً أن الكرة في ملعب الرئيس المكلف”، وأن “العقدتين المتبقيتين تستوجبان عقد اجتماعات أخرى مع باسيل”. وأكدت المصادر أنه “لا يُمكن نعي مبادرة بري، وأنها مستمرة طالما هو لم يُعلن سقوطها”، إلا أنها “تتعرض يومياً للضربات ومحاولات الإفشال”. مع ذلك، فإن قرار استكمال اللقاءات بين باسيل والخليلين “لا يزال قائماً ومن المفترض أن يحصل لقاء في آخر الأسبوع”.

مصادر التيار الوطني الحر أكّدت لـ”الأخبار” أن “هناك إيجابية مطلقة من جانبنا لدفع الرئيس الحريري الى التأليف. وإذا كان يريد فعلاً تأليف حكومة فكل الاسباب والظروف صارت متوافرة لذلك، أما ذا كان يبحث عن عذر لعدم التأليف أو يمهد للاعتذار فهذا أمر آخر”.

وأكدت أن محادثات البياضة “ثبّتت، للمرة الأولى، وحدة المعايير واحترام توزيع الحقائب والمنهجية”. وأكّدت أنه في موضوع تسمية الوزيرين المسيحيين، فإنه “عملياً لم تعد العقدة مستعصية، والحل واضح وبسيط وسهل. لا الرئيس ولا الحريري يسميان لكن الاثنين يوافقان. والتسمية قد تكون من مجتمع مدني او موظف فئة أولى أو من أهل اختصاص. ولا مانع من أن يعرض البطريرك بشارة الراعي والرئيس بري أسماء على رئيسي الجمهورية والحكومة للاتفاق على اثنين منها”. كما أكدت أن “هناك مرونة قصوى في عملية توزيع الحقائب. لا تمسك لا بالطاقة ولا بأي وزارة أخرى”. المصادر أكدت أن “عقدة الثقة المسبقة” التي يطلب الحريري أن يلتزم التيار بها “لن نقدمها هكذا. نمنح الثقة أو نحجبها بناءً على برنامج الحكومة. ومن غير الدستوري ابتزاز أي رئيس للجمهورية بالاشتراط عليه أن يأتي بثقة كتل نيابية ثمناً لحقه الدستوري في المشاركة في عملية تأليف الحكومة”. أضف الى ذلك، فإن “الزيارات التي يقوم بها ممثلو الثنائي لباسيل ليست للتفاوض معه على تشكيل الحكومة بالنيابة عن رئيس الجمهورية، بل بصفته رئيس تكتل نيابي لمطالبته بالمشاركة في الحكومة، وهو أبلغهم أنه لا يريد المشاركة”.

في غضون ذلك، شهدت أكثر من منطقة أمس، خصوصاً تلك التي لتيار المستقبل نفوذ فيها، قطعاً للطرقات احتجاجاً على الوضعين المعيشي والاقتصادي. ورُبطت العودة إلى الشارع بتعثّر المفاوضات واستخدام الشارع والشارع المضاد للضغط من أجل تحصيل مكاسب سياسية، مع ترجيح أن تتطور هذه التحركات في الأيام المقبلة.

 

الديار: ماراتون الحكومة على وقع طوابير البنزين … وبري حذر ” تيصير الفول بالمكيول” حلحلة توزيع الحقائب وأفكار لحسم عقدة تسمية الوزيرين المسيحيين وأزمة الثقة مؤجلة باريس: لا تدخلونا في دهاليز السياسة اللبنانية … وتاليف الحكومة مسؤولية لبنانية

كتبت صحيفة “الديار” تقول: الناس في واد والمسؤولون في واد آخر … فالطوابير الطويلة التي امتدت لمئات الامتار الى محطات الوقود تكاد تلخص جزءا بسيطا للغاية من معاناة اللبنانيين الذين باتوا يتعرضون لاشد انواع الاذلال والتهميش والتجويع. بينما يستمر مسلسل تشكيل الحكومة رهينة الشروط المتبادلة بين طرفي النزاع والقابضين على زمام التاليف.

والسؤال الذي يتكرر منذ التكليف وحتى اليوم، ماذا ينتظر المعنيون لتاليف الحكومة طالما ان الجميع في الداخل والخارج يقرون ان الحكومة الجديدة هي مفتاح الحل والطريق الى وقف انهيار البلد ؟

المعلومات المتوافرة للديار امس اكدت ان الرئيس بري، الذي ضاعف جهوده في الايام الاخيرة بدعم وتعاون قويين من حزب الله، مصمم على تسريع وتيرة مسعاه في اطار مبادرتها التي تبلورت اسسها وعناصرها لادراكه كما عبر غير مرة المخاطر الكبيرة المحدقة بالبلاد اذا ما استمرت الازمة الحكومية تراوح مكانها .

لكن الاجواء الايجابية التي جرى الكلام عنها بعد اجتماع الخليلين وصفا مع النائب جبران باسيل في البياضة اول امس والذي امتد الى بعد منتصف الليل، ما زالت بحاجة الى لقاءات مماثلة لاستكمال حل العقد العالقة حيث ان مشكلة تسمية الوزيرين المسيحيين لم تحسم وهي ما زالت بين افكار عديدة، كذلك موضوع منح التيار الوطني الحر الثقة للحكومة لم يحسم ورحل الى ما بعد الاتفاق على التشكيلة، وسجل تقدم حاسم لتوزيع الحقائب.

وفي ضوء ما تسرب من كلام عن هذه الاجواء بقي الرئيس بري في جو ايجابي بحذر ، ونقلت مصادر عين التينة للديار امس عنه قوله ان الجو ايجابي حتى الآن، وانه متمسك بالمثل المعروف الذي يكرره دائما ” ما تقول فول تيصير بالمكيول”.

واضافت انه يمكن القول ان الاجواء ايجابية الان وهي افضل مما كانت عليه مؤخرا عندما اندلعت حرب البيانات بين بعبدا والتيار الوطني الحر من جهة وبيت الوسط والمستقبل من جهة اخرى .

واعربت المصادر عن ارتياحها لاجواء التهدئة التي سادت، مشيرة الى ان رئيس المجلس استأنف حركته الناشطة بعد ذلك اكان من خلال اتصالاته المباشرة التي اجراها ام من خلال حركة الخليلين، لكن الامور تبقى في خواتيمها املا في استكمال الاجواء الايجابية باتجاه التوصل الى الاتفاق الناجز على التشكيلة الحكومية .

وقالت مصادر الخليلين ان اجواء اللقاء مع باسيل كانت ايجابية، لكنها اشارت الى ان هناك نقطة او نقطتين لم تحسما .

واكد مصدر مطلع في هذا المجال ان هناك اتصالات ولقاءات ستجري لاستكمال الاجواء الايجابية وان الامل في حسم كل النقاط للوصول الى الحلول الناجزة.

وكانت المعلومات التي وزعت عن لقاء البياضة بين باسيل والخليلين تحدثت عن اجواء جيدة وقالت انه” تم تبادل افكار واقتراحات باجواء ايجابية حققت تقدما من شأنه تسهيل تاليف الحكومة من ضمن الاصول الميثاقية والدستورية وبحسب قواعد المبادرة الفرنسية “.

وذكرت مصادر مطلعة للديار ان النقاش دار في جو افضل من اللقاء الذي سبقه وانه اتسم بالايجابية وتناول التفاصيل التي نوقشت في لقاء عين التينة بين بري والحريري .

واضافت ان مقاربة عقدة تسمية الوزيرين المسيحيين احرزت تقدما بموافقة باسيل على مشاركة الاطراف بطرح مجموعة اسماء مسيحية وان يختار الحريري منها اسمين لوزارتي الداخلية والعدل . غير ان الرئيس المكلف كان اكد انه يرفض حجب تسمية الوزيرين المسيحيين عنه وان من حقه ان يسمي هو بموافقة الرئيس عون .واضافت المعلومات ان الحريري يمكن على الاقل ان يوافق على تسمية وزير مسيحي ويختار الثاني من مجموعة اسماء مطروحة .

وبالنسبة لوزارة الطاقة فان باسيل جدد القول ان التيار غير متمسك بها لكنه رفض اسنادها الى المردة . وتردد ان هذه العقدة باتت بحكم المحلولة باسناد الاتصالات للمردة واعطاء الطاقة لطرف اخر .

وفي شأن شرط الحريري الموافقة على صيغة ال8،8،8 واشراك التيار في التسمية مقابل منح التيار الثقة للحكومة قالت المعلومات ان باسيل بقي على موقفه متسائلا كيف يمكن وضع هذا الشرط المسبق بينما الرئيس المكلف يقاطع التيار، وذكّر ايضا ان التيار لم يسم الحريري في الاستشارات النيابية .

لكن باسيل حرص على تكرار ما قاله في جلسة مجلس النواب الاخيرة ان بغض النظر عن موضوع الثقة سنكون مع الحكومة والى جانبها ومن الداعمين لها في برنامج اصلاحي شامل يحاكي متطلبات توفير الدعم للبنان والمصلحة الوطنية .

اما الحريري، حسب اوساطه، فيرى انه لا يمكن للتيار ان يشارك في الحكومة ويحجب عنها الثقة وليس مقبولا ان يمارس دور الموالاة والمعارضة في وقت واحد .

 

النهار: مناورات ولا اختراق والأزمات الخانقة تتصاعد

كتبت صحيفة “النهار” تقول: بين طوابير السيارات المتراصفة امام محطات المحروقات التي تنذر بتنامي ازمة البنزين، اسوة بأزمات تتسابق على إبراز إنهيار حقيقي وبالغ الخطورة في النظام الخدماتي بكل قطاعاته، وبين مناورات سياسية متمادية لا هدف لها سوى التغطية على مخطط منهجي لا حاجة الى ابراز اثباتات حول وجوده لابتداع ذرائع تعطيل تأليف حكومة انقاذية، تتسارع فقط القفزات الواسعة نحو الانهيار الأكبر الذي يتهدد بقايا صمود اللبنانيين في الحد الأدنى من موجبات العيش والبقاء.

ذلك ان تفاقم أزمات المحروقات والمستشفيات والطبابة والأدوية وسط اشتعال الأسعار على نار دولار السوق الذي عاد يسجل قفزات محمومة دفعته الى سقف الـ15 الف ليرة ترمى بالونات التخدير بعناوين مالية ومصرفية باهتة مما جعل المشهد الداخلي اقرب ما يكون الى عد عكسي لانفجارات اجتماعية واضطرابات قد لا تسلم منها البلاد اذا ظل الاستهتار المخيف يطبع مواقف سلطة حاكمة في نهجها التعطيلي المفضوح.

ولم يكن خافياً على الأوساط المعنية والمواكبة للاتصالات السياسية الجارية حول الازمة الحكومية والتي تدور في فلك مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري في هذا السياق، ان موجة التسريبات التي جرى تعميمها امس حول “لقاء البياضة” ليل الثلثاء كشفت اهداف جهات معروفة استهدفت استفزاز الرئيس المكلف سعد الحريري وفريقه ومؤيديه من خلال تعميم الانطباع المؤذي القائل بان الاجتماع الرباعي في البياضة يتولى تشكيل الحكومة وما على الحريري سوى الانصياع والا اتهم بتعطيل الفرصة الأخيرة.

وهو انطباع أكدته معطيات جدية من ابرزها ان مصادر الثنائي الشيعي سارعت بعد ظهر امس الى تبديد التسريبات التي تحدثت عن ان كرة الموقف صارت في مرمى الرئيس الحريري، وأكدت بقاء العقدتين المتعلقتين بالوزيرين المسيحيين في تشكيلة الـ24 و وزيرا. هذه المناورة السياسية شكلت نموذجاً جديداً حيال اللعب الحارق بعدما تجاوزت مناورات الفريق المعطل الخطوط الحمر كلها وباتت تلعب ضمن العد العكسي لانفجار اجتماعي واقتصادي يتهدد البلاد باوخم العواقب.

 

اللواء: باسيل لم يرتوِ من “لعبة التعطيل” وقيادات “الثنائي” منزعجة! احتجاجات ليلاً على طوابير الإذلال.. ومؤتمر باريس لدعم الجيش الخميس المقبل

كتبت صحيفة “اللواء” تقول: بعد تباين معلومات “المحطات” وخبريات المصادر المقربة: كرة الحكومة في ملعب مَن؟ استطراداً في ملعب الرئيس المكلف سعد الحريري، وفقاً للجهات العونية أم في ملعب باسيل، وفقاً لأجواء الآخرين.

وبصراحة، كشفت مصادر “الخليلين” ان الكلام على ان الكرة في ملعب الرئيس المكلف غير دقيق، وأن حل العقدتين المتبقيتين، يحتاج إلى اجتماعات اخرى مع باسيل وان ما حصل حل عقدة واحدة، في وقت يواصل فيه فريقه تكرار المعزوفة الممجوجة “التزام الاصول الدستورية والقواعد الميثاقية والمعايير الموحدة في تشكيل الحكومة”.

ووفقاً لمصادر في اجواء حزب الله فان لقاء البياضة الذي دام ثلاث ساعات، اتسمت مناقشاته بالايجابية والصراحة والشفافية، و”طرحت نقاط تؤسس لحل”، لكن اوساط عونية، مع التأكيد على الايجابية، لكنها لاحظت ان التأليف بات رهن موقف الحريري، في ما يقدم او يحجم.

وكان الحريري التقى بالامس النائب علي حسن خليل الذي اطلعه على ما حصل خلال اللقاء مع باسيل. كما التقى أيضا النائب وائل أبو فاعور وتداول معه في موضوع المشاورات والاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة. وكشفت مصادر نيابية في كتلة المستقبل ان رئيس الحكومة المكلف اطلع اعضاء الكتلة أول امس على تفاصيل التحركات الجارية لتشكيل الحكومة، مشددا على ان التعاطي الايجابي مع مبادرة الرئيس نبيه بري هو للتأكيد على الرغبة الحقيقية لتشكيل الحكومة ولاتاحة الفرصة لتجاوز العقد والصعوبات التي تعترض التشكيل. الا ان ما يحصل بالمقابل لا يشجع اطلاقا ويؤشر الى نوايا مبيتة وعراقيل مفتعلة لابقاء البلد بلا حكومة جديدة قادرة على القيام بالمهمات الجسيمة التي تنتظرها، ومؤكدا في الوقت نفسه اصراره على تشكيل الحكومة الجديدة حسب الدستور? ورافضا كل محاولات تكريس بدع واعراف مخالفة.

الجمهورية: التعطيل يتستّر بـ”إيجابيات وهمية”.. عون: عــقدة الوزيرين.. الحريري مستعد لحكومة فوراً

كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: الصورة الداخلية غاية في التأزّم والتعقيد؛ الدولار يحلّق صعوداً ويطرق باب الـ15 الف ليرة، واسعار السلع الاستهلاكية تلحق به ارتفاعاً جنونياً من دون حسيب او رقيب. والكهرباء دخلت مدار العتمة الشاملة، وها هم اصحاب المولدات يكمّلون عملية قهر اللبنانيين ببدء برنامج تقنين قاسٍ. وازمة البنزين تعبّر عن نفسها بطوابير طويلة من السيارات امام المحطّات، في مشهد إذلال شامل لشعب كامل، واما الدواء، فتُمارس من خلال حجبه واخفائه في المستودعات، جريمة فظيعة في حق كل اللبنانيين، والمرضى منهم على وجه الخصوص.

وفي الجانب الآخر لهذه الصورة، تتبدّى مجموعة تماسيح سياسية ابتُلي لبنان بتربّعها في موقع الحكم والمسؤولية والقرار، ولا مثيل لتمسحتها على وجه الكرة الارضية، وتقدّم كل يوم دليلاً اضافياً على أنّها ابعد ما تكون عن الناس والوضع البائس والمهترئ الذي انحدروا اليه، وثبت بما لا يقبل ادنى شك انّها ليست اهلاً لحكم البلد وادارة شؤونه، لا بل انّها اصبحت تشكّل الخطر الاكبر على البلد، بأدائها المخجل، وبسدّها كل نوافذ الانفراج، وبإمعانها في صبّ الزيت الحاقد والحارق على نار الازمة.

خيبات

الامر البديهي مع هذه النوعية من الحكّام التي باتت اشبه ما تكون بـ”كتيبة اعدام للشعب اللبناني”، ان يسقط كل رهان على امكان أن يتمخّض عنها حلّ او مخرج للأزمة الراهنة. بل العكس هو الصحيح، وفق ما يتبدّى من خيبات متتالية على الخط الحكومي، يدفع اليها قرار ضمني لدى بعض اطراف اللعبة الحكومية بعدم تشكيل حكومة، ويعبّر عن ذلك في ابقاء تأليف الحكومة معلقاً على حبل التعطيل، وعالقاً في متاهة لا نهاية لها، تتنقل فيها الاتصالات والمبادرات ومساعي الوسطاء منذ شهر آب من العام الماضي، من عقدة معقّدة، ومفتعلة بالتأكيد، الى عقدة اكثر تعقيداً.

ايجابيات وهمية

واذا كانت اتصالات الساعات الاخيرة التي جرت في اللقاء الذي جمع المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لـ”حزب الله” الحاج حسين خليل ليل الثلاثاء – الاربعاء برئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، قد تواكبت مع ضخّ متعمّد لإيجابيات ملموسة تحققت في هذا اللقاء، وبالتالي لم يبق سوى القليل الذي يحتاج الى لقاءات اخرى لتذليله. إلّا أنّ تقريش تلك الايجابيات، يظهر انّها تصلح فقط لأن تودع مستودع الايجابيات الوهمية، الذي يبدو انّه طفح بمثلها التي تراكمت منذ بداية الازمة، ولا ترجمة لها على ارض الواقع.

وبحسب معلومات “الجمهورية” من مصادر موثوقة، فإنّ الاتصالات الاخيرة، وإن كانت قد لامست بليونة بعض العِقد المتعلقة ببعض الحقائب الوزارية، وقد حُكي في هذا السياق عن استعداد لتراجع “التيار الوطني الحر” عن التمسك بوزارة الطاقة، شرط الّا تُسند الى تيار “المردة”، الّا انّ نقطة التعقيد الجوهرية والمتعلقة بتسمية الوزيرين المسيحيين ما زالت مستعصية، في ظلّ الاصرار الذي عبّر عنه باسيل، على الرفض القاطع لأن يسمّي الرئيس المكلّف سعد الحريري لأي وزير مسيحي.

وتشير المصادر، الى انّ هذه النقطة ستكون جوهر ما قد يلي من لقاءات، خصوصاً وانّ تأليف الحكومة بات مرتبطاً بها حصراً، الّا انّ لا شيء في الافق يوحي بإمكان تراجع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومعه باسيل، عن موقفهما الرافض ان يسمّي الحريري اي وزير مسيحي. ومن شأن ذلك ان يشكّل فشلاً مسبقاً لأي اجتماع يحصل بين الخليلين وباسيل، بل لا يعدّ اكثر من تضييع للوقت.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى