الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

 

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

البناء: الترسيم مؤجَّل والمرسوم مؤجَّل… وواشنطن ستعيد ترتيب أوراقها قبل توجيه دعوة جديدة/ موقف سعوديّ يُضعف المظلة الفرنسيّة… والحريري: خيارات مفتوحة وهوامش ضيّقة/ نصرالله يطلّ غداً: التطبيع لن يحمي الكيان.. ومحور المقاومة صاعد وخصومه للتراجع/

 

كتبت البناء تقول: رأت مصادر دبلوماسية في تجميد المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية، بعد جولة رد الاعتبار للمسار خطوة أميركية طبيعية، وضعت معادلة تأجيل الترسيم مقابل تأجيل المرسوم الذي توقف عند بوابة قصر بعبدا، وأن التحريك الذي نتج عن تلويح رئيس الجمهورية بالتوقيع لا يزال فاعلاً لمنع ذهاب كيان الاحتلال نحو بدء الاستثمار في حقل كاريش، بانتظار إعادة ترتيب الأوراق أميركياً، وهو ما لا يمكن توقعه قبل تبلور المشهد الإقليمي الجديد، سواء على مسار الاتفاق النووي مع إيران، أو العلاقات السعودية الإيرانية والسعودية السورية، وانعكاسها جميعاً على الوضع اللبنانيّ ومسار حكومته الجديدة من جهة، ومستقبل مسارات أنابيب الغاز في المتوسط العالقة بين واشنطن وموسكو، ومستقبل العلاقات الروسيّة الأميركيّة التي تنتظر قمة الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن، وبالتالي فإن التحريك قد يتم مجدداً لإبقاء الأمور على حالها حتى الصيف، حيث يمكن أن تكون الصورة قد تبلورت بما يتيح توقع امتلاك الجانب الأميركيّ مشروعاً للوساطة قابل للتداول كبديل عن خط هوف.

في الشأن السياسيّ ينتظر لبنان نتائج زيارة وزير الخارجية الفرنسيّة جان إيف لودريان الذي وصل منتصف الليل الى بيروت، بعدما ترك غموضاً حول لقاءاته خصوصاً لقاءه بالرئيس المكلف بتشكيل المكلف سعد الحريري، والكلام المتداول من فريق الرئيس الحريري بالتلويح بالاعتذار، فيما بدا أنه ربط للاعتذار باللقاء بلودريان، أو بالضغط الذي قد يحمله لودريان على الحريري للقاء رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، تحت طائلة اعتبار الحريري مصدر تعطيل المبادرة الفرنسية، ورأت مصادر متابعة للملف الحكومي أن أصل الجو الفرنسي السلبي الذي تمثل بتراجع المظلة الممنوحة للرئيس الحريري مرتبط بضغط سعودي تداولته مصادر إقليمية عديدة، عنوانه رفض أي محاولة لاعتبار ترؤس الحريري للحكومة إلزاماً للسعودية بدعم هذه الحكومة. وقالت المصادر إن ما تصفه المصادر المقرّبة من الحريري بالخيارات المفتوحة، بين الاعتذار والنجاح بتشكيل حكومة، وبقاء الأمور على حالها، ليس تعبيراً عن شعور بالراحة السياسيّة بل بالهوامش التي تضيق أمام الحريري، خصوصاً إذا بقي على سقوف متشنّجة في مقاربة الملف الحكومي، الذي يمكن حلحلته ببعض المرونة المتبادلة، فيما يخص كيفية تسمية الوزيرين المسيحيين اللذين لا تشملهما تسمية المرجعيات النيابية والسياسية، لأن الاعتذار سيصيب الحريري أكثر من معارضيه الذين ينتظرون الاعتذار ويراهنون على انفتاح سعودي للمشاركة في تسمية البديل، وسيكون وضع الحريري صعباً، وسيكون أشد صعوبة إذا ذهب لتحريك شارعه في ظروف سيُتّهم فيها خارجياً وداخلياً بالمسؤولية عن أخذ لبنان إلى الفوضى، بينما إبقاء الوضع على حاله سيضعه في أزمة متصاعدة مع الفرنسيين، خصوصاً أن مخارج واقعية يمكن إيجادها وفقاً لمساعٍ فرنسية يتشارك فيها مع باريس رئيس مجلس النواب نبيه بري، لإقناع الحريريّ بالعقلانية والواقعية، وتحميل فريق رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر مسؤولية الفشل إذا لم يتمّ التجاوب مع هذه الحلول.

في مشهد المنطقة تتجه الأنظار نحو الداخل الفلسطيني مع إحياء يوم القدس، في ظل تحضيرات وتهديدات وجهتها الفصائل الفلسطينية لجيش الاحتلال، ومن المنتظر أن يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم في كلمة مخصّصة للمناسبة، بعدما كانت له مشاركة في إحياء لقادة محور المقاومة تحضيراً لفعاليات يوم القدس، قال السيد نصرالله خلالها، إن كيان الاحتلال إلى زوال وإن مشاريع التطبيع لن تحميه، وبالمقابل فإن محور المقاومة صاعد ويزداد قوة وحضوراً، بينما تتراجع محاور خصومه.

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن هبة القدس في الأسابيع الماضية أظهرت حضور شباب القدس البواسل في الميدان ومواجهتهم آلة البطش الصهيونية. مشيراً إلى أن تفاعل الضفة ودخول قطاع غزة عسكرياً بشكل مدروس لنصرة القدس تطوّر مهم جداً.

وفي كلمة له خلال فعالية «المنبر الموحّد» دعماً لفلسطين رأى أن الأحداث الأخيرة تؤكد تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه وعدم تخلّيه عن أي من هذه الحقوق. واعتبر السيد نصر الله أن الأجيال الفلسطينية الشابة ما زالت تحمل الدم والروح والاستعداد للتضحية وتسير في طريق النصر المقبل. قال إن ثبات محور المقاومة وتجاوزه لأخطر مرحلة استهدفت وجوده في المنطقة وعلى مستوى الإقليم يحتّم رفع المسؤوليّة تجاه قضية الأمة.

وأكد أن محور المقاومة جاد وصادق وحقيقي على عكس كلام الأنظمة العربيّة فيما مضى، وأنه يتكامل ويتضامن ويتعاون وينسّق، مما يجعلنا نشعر بأن القدس أقرب. وأضاف أنه في الوقت الذي نشهد فيه صلابة محور المقاومة رغم الصعوبات والحروب والحصار والتحريض، نرى تداعي المحاور الأخرى التي كانت تقود الحروب على المقاومة في المنطقة.

وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أن الدول المطبّعة لم تكن في يوم من الأيام جزءاً من المعركة حتى يكون خروجها مؤثراً على مسار هذه المعركة. وتابع أن المسؤولية اليوم هي تقديم كافة أشكال الدعم للمقاومة الفلسطينية، وأن تشتد قوة محور المقاومة لأن مستقبل المنطقة يصنعه هذا المحور. وأضاف أن الصهاينة يعرفون في قرارة أنفسهم أن هذا الكيان لا مستقبل له، وأن عمره المتبقي قصير جداً، ولذلك هم يُضيّعون جهودهم ودماءهم بلا طائل. ورأى أن المنطق السليم الذي يجب أن يوجه إلى كل المحتلين والغزاة أن عليهم ترك الأرض التي احتلوها، وإلا ستتمّ إعادتهم بالقوة أو بغيرها إلى الأماكن التي أتوا منها.

 

الأخبار: لودريان يهدّد والحريري يجمّد الاعتذار

كتبت صحيفة “الأخبار” تقول: بعدَ التلويح بالاعتذار، وضع الرئيس المكلف سعد الحريري هذا الخيار جانباً، مبدئياً، بينما تتجه الأنظار إلى زيارة وزير الخارجية الفرنسي الذي يصل اليوم الى بيروت، علماً بأن التعويل عليها لا يبدو كبيراً لإنهاء الأزمة الحكومية

بالرسائِل عن بُعد، استبقَ وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان زيارته للبنان، وبلغة لا تخلو من التهديد بمعاقبة المسؤولين بسبب سلوكهم المُشين بحق البلد، استكمل الزائر الذي سيحطّ اليوم في بيروت كلاماً سابقاً عن البدء بإجراءات منع الدخول إلى الأراضي الفرنسية، لشخصيات “نعتبرها معرقلة للعملية السياسية وضالعة في الفساد”، قائلاً في تغريدة له على وسائل التواصل “سنتعامل بحزم مع الذين يعطّلون تشكيل الحكومة، ولقد اتّخذنا تدابير وطنية، وهذه ليست سوى البداية”.

من دون معرفة الأسباب، تأجّل سفر وزير الخارجية الفرنسي يوماً عن الموعد الذي كانَ مُقرّراً، علماً بأن ذلك لن يُقدّم أو يؤخر في حال الاستعصاء في الملف الحكومي الذي لم يشهد جديداً سوى وضع رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري خيار “التنحّي” جانباً، بعدَ أن لوّح به أكثر من مرة في الأسابيع الأخيرة، وأبلغه لمن يهمه الأمر… لكن أحداً لم يهتم!

عدا عن ذلك، تستعر الحروب الصغيرة الدائرة في الداخل، ربطاً بما يجري في الإقليم. وفي انتظار اتضاح اتجاهات المنطقة، باتَ بعض الأطراف يتصرّف من منطلق المُنتصِر في المعادلة السياسية، إذ لم تتوقف منذ أيام حملات التبشير بقرب استقالة الحريري وهزيمته في وجه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ربطاً بالمعلومات التي تتحدث عن سحب المملكة العربية السعودية يدها منه، وعدم تمسّك الآخرين به، وتحديداً باريس.

وعزّز هؤلاء حملتهم بالحديث عن عدم إدراج الحريري على جدول لقاءات لو دريان وحصرها برئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري والبطريرك بشارة الراعي وجهات من المجتمع المدني، علماً بأن معلومات تحدثت أمس عن “تعديل للمواعيد وعقد اجتماع مع الرئيس المكلف”.

مصادر مطلعة، اعتبرت أن الزيارة تُعطى أكثر من حجمها، كما لو أنها الفرصة الأخيرة أمام لبنان، مشيرة إلى أن “الفرنسيين يحملِون عصا العقوبات بيد، وفي اليد الأخرى مبادرتهم التي فقدت تأثيرها، فكيف يريدون لأحد أن يتجاوب معهم؟”. وقالت المصادر إن “صدى الصوت الفرنسي أكبر من الحجم الحقيقي لدولة تلعب دوراً في ظل غياب اللاعبين الأصليين، أي في الوقت الضائع، ولا قدرة لديها على فرض مشروع محدد، نظراً إلى أن سياستها تفتقِد الأدوات التنفيذية”.

كذلك اعتبرت أوساط سياسية بارزة أن الزيارة ليست ذات أهمية، إلا في حال طرأت مفاجأة جديدة من شأنها خلط الأوراق، وهنا تحدثت الأوساط بكلام جرى التداول به، عن محاولات فرنسية لجمع الحريري وباسيل معاً، على اعتبار أنهما المعرقلان الرئيسيان لتأليف الحكومة، فإذا “تمكّن لودريان من جمعهما، فساعتئذٍ يمكن القول إن الزيارة حققت تقدماً ما”. وبينما قالت الأوساط إن “خيار الاعتذار وُضع جانباً، مبدئياً”، اعتبرت أن الحديث عن “خاسر ورابح في الداخل سابق لأوانه، وأن المعادلات الإقليمية الجديدة لن تكون لها ترجمة قريبة وفورية، بل تحتاج إلى وقت”. ولفتت إلى أن هناك عنصراً يجب عدم تجاهله، ألا وهو أن “الحريري لم يعتذر ولا يزال رئيساً مكلفاً وموجوداً في المعادلة الداخلية، ولا يزال أطراف أساسيون يفضّلونه على غيره”، ثم إن صعوبات الاتفاق على أسس المرحلة المقبلة أعقد من مسألة الاتفاق على اسم رئيس الحكومة، وبالإمكان أن يأخد وقتاً أكثر من أشهر التكليف، وهذا كله يُدفع من روزنامة “ما تبقّى من العهد”، وبالتالي خسارة الحريري لا تعني بالتأكيد فوز الآخرين.

 

الديار: لودريان في بيروت: رسالة حزم للقادة السياسيين والاجراءات ضد المعطّلين مجرد بداية الحريري يستحضر الاعتذار… ومعلومات عن درس “مغامرة” باستقالة نوابه من المجلس البطاقة التمويلية: مشروع لا يحظى بالغطاء النيابي وتحفظات على الكلفة وتمويله من الاحتياط

كتبت صحيفة “الديار” تقول: وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان في لبنان مجددا في بيروت في زيارة حاسمة بعد جمود وانقطاع طويل . ماذا سيفعل وماهي فرص نجاح مهمته اليوم لانعاش المبادرة الفرنسية واستيلاد الحكومة اللبنانية؟ الاوساط السياسية اللبنانية تترقب اجواء ونتائج الزيارة وما يحمله لودريان من ادوات ضاغطة ومعطيات لوضع النقاط الفرنسية على الحروف اللبنانية.

وعشية زيارته غرد لودريان موجها تحذيرا للقادة السياسيين قائلا: “ساكون في لبنان غدا (اليوم) مع رسالة شديدة الحزم للقادة السياسيين اللبنانيين ورسالة تضامن مع اللبنانيين. الحزم في وجه الذين يعرقلون تشكيل الحكومة. لقد اتخذنا اجراءات وطنية وهذه مجرد بداية. تؤكد زيارتي ايضا ان تضامن فرنسا في مجال التعليم والطبابة والاثار ودعمنا للبنانيين الذين يبذلون قصارى جهدهم من اجل بلدهم”.

ووفقا للمعلومات التي توافرت للديار امس من اكثر من مصدر فان جدول الزيارة التي تستمر يومين يلحظ بشكل رسمي ومحدد لقاءه مع كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس المجلس نبيه بري الذي سيلتقيه في عين التينة عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم قبل ان يزور قصر بعبدا في وقت لاحق.

اما لقاءه مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري فبقي موضع تكهنات واخبار متناقضة، مع العلم ان فكرة تسربت في الاربع والعشرين ساعة الماضية وجرى التداول بها تقضي بان يجمع الوزير الفرنسي الحريري والنائب جبران باسيل في قصر الصنوبر بعد لقاء الرئيس المكلف في بيت الوسط. لكن مصادر المستقبل والتيار الوطني الحر نفت علمها بالموضوع، في حين أستبعد نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش لقاء الحريري باسيل قبل انتاج الحكومة.

وقالت المعلومات ان الكلام عن لقاء او عدم لقاء لودريان مع الحريري هو مجرد تكهنات ومعلومات صحفية في ظل تكتم الخارجية الفرنسية والسفارة في بيروت على جدول الزيارة خارج اطار لقائي عون وبري.

وعشية الزيارة قال مصدر سياسي مطلع للديار انه على الرغم من تكتم المسؤولين الفرنسيين حول مهمة لودريان وما يحمله في شأن الاجراءات الرادعة للمعطلين او الضغوط لتشكيل الحكومة فان الاعتقاد السائد لدى المراجع اللبنانية هو ان هناك خيارين يمكن ان ينتجان عن الزيارة: اما التاليف السريع للحكومة او اعتذار الرئيس الحريري.

ورفض المصدر التكهن مسبقًا بنتائج الزيارة لكنه حرص على القول بان مهمة لودريان تبدو صعبة في ظل التعقيدات الموجودة والازمة المستمرة والمتفاقمة بين بعبدا وبيت الوسط.

واضاف ان ما هو مؤكد ان لودريان ياتي الى بيروت بقرار رئاسي حاسم لا يتعلق بالاجراءات الرادعة التي تحدث عنها مؤخرا بحق المعطلين بل ايضا وضع المسؤولين اللبنانيين امام حقيقة الحسم الفرنسي : تشكيل الحكومة فورا وإلّا تحملوا النتائج.

 

اللواء: توسيع مروحة لودريان.. والهدف زحزحة “معادلات العرقلة”! قرار الحريري في جيبه.. ومواعيد العتمة في أدراج الكهرباء

كتبت صحيفة “اللواء” تقول: قبل أن تطأ قدما الزائر الفرنسي، وزير الخارجية جان ايف لودريان أرض مطار بيروت الليلة الماضية، رسم اطاراً دبلوماسياً، واضحاً لزيارته: تأنيب الطبقة السياسية، عبر رسالة “شديدة الحزم” والتضامن مع اللبنانيين، عبر توفير الدعم في مجالات التعليم والطبابة والآثار، حفاظاً على لبنان بلد هؤلاء اللبنانيين.

ووفقاً لمصادر دبلوماسية معنية فإن هدف محادثات لودريان مع الشخصيات التي سيلتقيها زحزحة “معادلات العرقلة” من امام تأليف الحكومة، والانصراف إلى ورشة الانقاذ مع ازدياد التأزم المعيشي والحياتي، مع اشتداد أزمة السيولة الخانقة.

ونصحت مصادر سياسية مطلعة عبر “اللواء” بانتظار ما يحمله الوزير الفرنسي من رسائل مباشرة تتصل بالملف الحكومي وقالت أنه لن يخرج عن سياق ما أعلنه سابقا من مواقف مرتفعة السقف، وأتت تغريدته الأخيرة لتصب في هذا السياق.

وأوضحت المصادر أن التحرك الفرنسي يأتي في ظل حراك خارجي يقوم على عدد من الملفات مشيرة إلى أن الأفكار معروفة لدى الجانب الفرنسي حكومة وإصلاحات ومنع التدهور على قاعدة ما طرحه الرئيس الفرنسي في زيارته الأخيرة إلى لبنان والتي ابدى الأفرقاء التزامهم بها.

وأفادت أن الوزير لودريان لن يدخل في بعض تفاصيل التأليف لكنه سيصر على قيام الحكومة فورا والانتقال إلى مرحلة العمل من أجل معالجة الوضع.

إلى ذلك قالت المصادر إن لا معلومات جازمة أو دقيقة حول اعتذار الرئيس المكلف ولفتت إلى أنه لا بد من ترقب ما بعد حركة رئيس الديبلوماسية الفرنسية.

وأكدت مصادر متابعة لعملية تشكيل الحكومة ان الرئيس المكلف سعد الحريري بأنتظار زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان الى لبنان وما يحمله في جعبته لتسريع الخطى لتشكيل الحكومة الجديدة، ليبني على الشيء مقتضاه والموقف الذي يتخذه بخصوص استمرار مهمته لتشكيل الحكومة ام لا.

 

الجمهورية: “توتير” سياسي يسبق لودريان.. وباريس تتوعّد.. والحريري ينتظر

كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: هي الفترة الأكثر غموضاً التي يشهدها لبنان منذ استقالة حكومة حسان دياب قبل تسعة اشهر، مروراً بالتكليف المقطوع للسفير مصطفى اديب، والتكليف المستعصي للرئيس سعد الحريري منذ تشرين الاول من العام الماضي.

الطاقم القابض على الدولة والحكومة، في ذروة إرباكه، يترقّب ما سيتمخّض عن زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان، الذي التقى خلال الساعات الماضية نظيره الاميركي انتوني بلينكن في لندن وكان لبنان حاضراً بينهما، وتبادلا وجهات النظر حول الزيارة وجدول اعمالها وغاياتها. وبحسب مصادر ديبلوماسية فإنّ زيارة لودريان تحظى بدعم اميركي واضح حيالها، علماً ان الترتيبات انجزت لعقد لقاءات اليوم مع كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس المكلف سعد الحريري، اضافة الى لقاءات اخرى معلنة وغير معلنة، تشمل عددا من الشخصيات، على ان تنتهي الزيارة بمؤتمر صحافي يعقده لودريان يوم غد الجمعة يتناول فيه كل وقائع الزيارة ونتائجها، ليغادر بعده عائداً الى باريس.

رسالة شديدة اللهجة

واستبق لودريان وصوله الى بيروت بتغريدة قال فيها: سأكون في لبنان يوم غد (اليوم) موجّهاً رسالة شديدة اللهجة الى المسؤولين السياسيين، ورسالة تعبّر عن تضامننا التام مع اللبنانيين، وسنتعامل بحزم مع الذين يعرقلون تشكيل الحكومة، ولقد اتخذنا تدابير وطنية، وهذه ليست سوى البداية. اضاف: تؤكد زيارتي ايضاً تضامن فرنسا في مجال التعليم والطبابة والآثار، ودعمها اللبنانيين الذين يبذلون قصارى جهدهم من اجل بلدهم”.

شائعات

وكان المشهد الداخلي قبل ذلك، قد تقلّب على ايقاع تسريبات وشائعات سابقة لزيارة لودريان، جرى ضخّها من غرف ومطابخ سياسية، يبدو جلياً انّ غايتها الاستثمار على حضور رئيس الديبلوماسية الفرنسية قبل وصوله، وتجييره لمصلحتها على حساب الخصوم على حلبة الحكومة، وعلى حساب كل الآخرين على الحلبة السياسية بشكل عام.

قالت الشيء وعكسه!

تلك التسريبات والشائعات قالت الشيء وعكسه، وأدت كما هو واضح، وظيفة خبيثة بتوتير الداخل، ودفعت العلاقة المتوترة بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل وبيئتيهما السياسية وغير السياسية، الى نقطة الغليان الشديد وخصوصاً بعدما شرعت تلك الغرف في تسريبات متتالية عن غالب ومغلوب في الملف الحكومي، وانّ رئيس الجمهورية (ومعه جبران باسيل) كسر الحريري ويوشك أن يحقق ما يريده لجهة إبعاده عن رئاسة الحكومة، وان الحريري بفعل “الفيتو” السعودي القاطع عليه انتهى، ويوشك ان يصبح خارج الحكومة، وربما خارج السياسة نهائياً.

 

النهار: لودريان مهدداً: سنتعامل بحزم مع المعطّلين

كتبت صحيفة “النهار” تقول: حال الوصول المتأخر لوزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت الى ما بعد منتصف الليل الفائت دون تمكن الكثيرين من المعنيين الرسميين والسياسيين من تلمس بعض المعطيات الدقيقة التي تتضمنها زيارته التي توصف على نطاق واسع بانها ستكون حاسمة لمسار المبادرة الفرنسية في لبنان ابنة الثمانية اشهر وتاليا لمصير أزمة تشكيل الحكومة الجديدة .

ولكن لودريان نفسه لم يتأخر في استباق لقاءاته في بيروت، فأرسل مساء من خلال تغريدة عبر “تويتر” العنوان الأكثر تشددا لزيارته اذ كتب:”سأكون في لبنان يوم غد (اليوم) موجهاً رسالة شديدة اللهجة الى المسؤولين السياسيين ورسالة تعبر عن تضامننا التام مع اللبنانيين وسنتعامل بحزم مع الذين يعطلون تشكيل الحكومة . لقد اتخذنا تدابير وطنية وهذه ليست سوى البداية “. وأضاف: تؤكّد زيارتي أيضًا تضامن فرنسا في مجال التعليم والطبابة والآثار، ودعمها اللبنانيين الذين يبذلون قصارى جهدهم من أجل بلدهم” .

ووسط حبس الانفاس الذي يطبع المشهد الداخلي ترقباً للقاءات التي سيجريها لودريان اليوم، وما يمكن ان يشكل مفاجآت في برنامج الوزير الذي بقي سريا وغير مفصح عنه حتى بعد وصوله الى بيروت، أجمعت اكثر من جهة معنية بزيارة وزير الخارجية الفرنسي وباللقاءات التي سيجريها على ان البلد سيكون امام ساعات مفصلية، لأن مهمة لودريان لم تعد تحتمل الأجواء والانطباعات والمعلومات التي سبقت وصوله أي مواقف نصفية او تقديرات مبهمة. ففيما هو يحمل في يد الحوافز الفرنسية والأوروبية من اجل تشجيع اللبنانيين على الانخراط الحازم في ورشة انقاذية إصلاحية تتولاها حكومة المهمة الانقاذية، يحمل باليد الأخرى سيف العقوبات التقييدية لشخصيات لبنانية ستتهم بإعاقة الحل السياسي الإصلاحي، وتاليا تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة. كما ستتهم شخصيات أخرى بالتورط في الفساد. ولعل المفارقة اللافتة تمثلت في ان معظم المعطيات استبقت زيارة لودريان باستبعاد اختراق او انفراج جدي من شأنه ان يطلق عملية تشكيل الحكومة ويخرجها من نفق الابتزاز والتعطيل الا اذا كان في جعبة رئيس الديبلوماسية الفرنسية امر طارئ ما يبدد مجمل الانطباعات المتشائمة وينقذ في الوقت نفسه المبادرة الفرنسية نفسها من مصير سلبي يتهددها.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى